ظاهرة العنوسة: أسبابها وتداعياتها

 

ظاهرة العنوسة: أسبابها وتداعياتها

تُعَد ظاهرة العنوسة من القضايا الاجتماعية المُلحة التي تواجه العديد من المجتمعات العربية، حيث تشير إلى تأخر سن الزواج لدى الشباب والشابات عن المعدل المتعارف عليه، مما يثير تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة وتداعياتها على الفرد والمجتمع

ظاهرة العنوسة: أسبابها وتداعياتها

.

عوامل مؤثرة:

التعليم والطموح المهني:

يسعى العديد من الشباب، ذكوراً وإناثاً، إلى تحقيق طموحاتهم الأكاديمية والمهنية قبل الارتباط، مما يؤدي إلى تأجيل فكرة الزواج.

قد تواجه المرأة المتعلمة تحديات في إيجاد شريك حياة مناسب يتوافق مع مستواها التعليمي، أو قد تصطدم ببعض التوقعات المجتمعية المتعلقة بأدوار الجنسين

 

.

الضغوط الاقتصادية:

تُشكل الظروف الاقتصادية الصعبة، كارتفاع تكاليف المعيشة، وقلة فرص العمل، وغلاء المهور، عائقاً كبيراً أمام الشباب الراغب في الزواج.

عدم القدرة على تلبية متطلبات الزواج المادية يؤدي إلى تأجيله أو التخلي عنه

 

.

الهجرة والزواج من الأجانب:

يلجأ بعض الشباب إلى الهجرة بحثاً عن فرص عمل أفضل، مما قد يؤدي إلى الاستقرار في الخارج والزواج من أجنبيات لأسباب اقتصادية أو اجتماعية

 

.

التغيرات الاجتماعية والثقافية:

انتشار العلاقات غير الشرعية بين الشباب قد يُضعف من أهمية الزواج الرسمي لدى البعض.

تأثر بعض الفتيات بالثقافة الغربية في المظهر والسلوك قد يصطدم مع توقعات بعض الشباب الراغبين في الزواج من فتيات محافظات

 

.

سمعة العائلة:

قد تُشكل سمعة العائلة السيئة أو تعنت الأهل في شروط الزواج عائقاً أمام الفتاة في إيجاد شريك حياة مناسب.

المبالغة في اختيار الشريك:

رسم صورة مثالية غير واقعية للشريك المنشود قد يؤدي إلى رفض العديد من الخاطبين المناسبين والبقاء في دائرة العنوسة.

من المهم التذكير بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"، والذي يوجه إلى اختيار الزوج بناءً على أساس الدين والأخلاق

 

.

تداعيات العنوسة:

تترتب على ظاهرة العنوسة العديد من التداعيات السلبية على الفرد والمجتمع، منها:

مشاكل نفسية: الشعور بالوحدة، الإحباط، الاكتئاب.

مشاكل اجتماعية: تفكك الروابط الأسرية، ارتفاع نسبة الطلاق، انتشار العلاقات غير الشرعية.

مشاكل اقتصادية: زيادة الأعباء على الأسرة، انخفاض معدلات الإنجاب، تأثير سلبي على النمو السكاني.

ضرورة المواجهة:

تتطلب ظاهرة العنوسة تضافر الجهود من قبل الأفراد والمؤسسات الحكومية والمجتمعية للحد من آثارها السلبية، وذلك من خلال:

تحسين الظروف الاقتصادية للشباب وتوفير فرص عمل مناسبة.

توعية الشباب بأهمية الزواج وتيسير سبل إتمامه.

تصحيح المفاهيم الاجتماعية الخاطئة المتعلقة بالزواج.

دعم المبادرات التي تهدف إلى تيسير الزواج وتقليل تكاليفه.

في الختام، تُعد ظاهرة العنوسة قضية معقدة تتطلب دراسة متأنية وإيجاد حلول عملية تراعي خصوصية المجتمع وظروفه، بهدف بناء أسر مستقرة ومجتمع متماسك