لورد بايرون: رحلة من أروقة السياسة إلى جنات
الشعر
تروي هذه السطور قصة الشاعر الإنجليزي الشهير،
اللورد بايرون، الذي أضاء سماء الأدب الرومانسي بشعره الفذ. هي رحلة هروب من أتون
السياسة القاسي إلى واحة الشعر الخصبة، حيث وجد ضالته في التعبير عن أفكاره ومشاعره
الجياشة
 |
لورد بايرون: رحلة من أروقة السياسة إلى جنات الشعر
.
نشأة متمردة وروح ثائرة:
ولد جورج جوردون بايرون عام 1788، و ورث لقب
اللورد في سن مبكرة. تميز بجمال طلعته وذكائه الحاد وروحه المتمردة. وعلى الرغم من
انتمائه للطبقة الأرستقراطية، إلا أنه كان ناقداً لاذعاً لها وللوضع السياسي في
أوروبا في أواخر القرن الثامن عشر، حيث عانت القارة من عواصف الظلم الطبقي التي
خلفتها الثورة الصناعية.
من أروقة السياسة إلى رحاب الشعر:
بدأ بايرون حياته السياسية في مجلس اللوردات
البريطاني، ولكنه سرعان ما أصيب بخيبة أمل جراء قرار المجلس بإعدام العمال الذين
ثاروا على أوضاعهم البائسة في المصانع. كانت تلك نقطة تحول في حياته، حيث قرر التخلي
عن السياسة والتفرغ للشعر كوسيلة للتعبير عن أفكاره ومبادئه
.
إبداع متعدد الأوجه:
تنوعت أعمال بايرون الشعرية بين القصصي والدرامي
والهجائي والغنائي، مظهراً براعة فائقة في الوصف والتصوير، وتوظيف الموسيقى
الداخلية للغة الشعرية. بدأ مسيرته الأدبية بديوان "ساعات الكسل" الذي
تعرض لانتقادات لاذعة، فرد عليها بقصيدة "الشعراء الإنجليز والنقاد الإسكتلنديون".
وتوالت أعماله المميزة مثل "عروس أبيدوس" و "لارا" و "حصار
كورنث" و"فالبيرو دوق البندقية
".
"أسفار شيلد هارولد" و"دون جوان":
علامتان فارقتان:
تعد ملحمة "أسفار شيلد هارولد" من أهم
إنجازات بايرون الشعرية، حيث تروي رحلاته في أوروبا من خلال شخصية "شيلد
هارولد" التي تعكس الكثير من سماته الشخصية. أما ملحمة "دون جوان" فهي
قصة مستوحاة من أسطورة إسبانية، وتروي مغامرات دون جوان العاطفية، مع إسقاطات
سياسية ساخرة تميز بها أسلوب بايرون. وقد توجت هذه الملحمة بايرون كملك للشعر
الرومانسي، وجعلت من شخصية دون جوان رمزاً للرجل الوسيم الذي تقع النساء في حبه
.
نصير الحرية:
كان بايرون من أشد المدافعين عن الحرية، وانضم
للجنة الثورية اليونانية لمقاومة الاحتلال العثماني عام 1823. وخلال مشاركته في
حرب الاستقلال اليونانية، أصيب بالحمى وتوفي في اليونان عام 1824.
إرث خالٍد:
ترك لورد بايرون بصمة لا تمحى على الأدب
والثقافة العالمية. أعماله الشعرية لا تزال تُقرأ وتُدرس حتى اليوم، وروحه
المتمردة ودفاعه عن الحرية يلهمان الأجيال المتعاقبة من الفنانين والثوار.
إرسال تعليق