recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

حريق بورصة كوبنهاجن: فاجعة تلتهم 400 عام من التراث الدنماركي

 

 

حريق بورصة كوبنهاجن: فاجعة تلتهم 400 عام من التراث الدنماركي

في قلب مدينة كوبنهاجن العريقة، حيث تتلاقى عراقة الماضي وحيوية الحاضر، شهدت الدنمارك فاجعة أليمة أعادت إلى الأذهان ذكرى حريق كاتدرائية نوتردام المروع. ففي يومٍ كئيب، التهمت النيران مبنى بورصة كوبنهاجن التاريخي، ذلك الصرح الشامخ الذي وقف شامخًا لأكثر من أربعة قرون، شاهدًا على تحولات الزمن وتقلبات التاريخ. لم يكن الحريق مجرد خسارة مادية، بل كان بمثابة جرحٍ غائر في ذاكرة المدينة وهويتها الثقافية



حريق بورصة كوبنهاجن: فاجعة تلتهم 400 عام من التراث الدنماركي

حريق بورصة كوبنهاجن: فاجعة تلتهم 400 عام من التراث الدنماركي




 

 

.

تاريخٌ يتحول إلى رماد:

شُيّد مبنى بورصة كوبنهاجن عام 1625 في عهد الملك كريستيان الرابع، الذي أراد أن يجعل من كوبنهاجن مركزًا تجاريًا رئيسيًا في شمال أوروبا. حمل المبنى طابعًا معماريًا مميزًا، حيث مزج بين الطراز الهولندي وعناصر عصر النهضة، ليشكل تحفة فنية تروي قصة المدينة وتطورها عبر القرون.

على مر السنين، لم يكن المبنى مجرد مركزًا للتداول المالي، بل تحول إلى ملتقى للفنانين والمثقفين، وشهد على العديد من الأحداث التاريخية الهامة، كالحروب والاضطرابات السياسية والاجتماعية. جدرانه العتيقة احتضنت قصصًا لا حصر لها، وارتبطت بأحداث شكلت ملامح الدنمارك الحديثة

 

.

مشاهد من الفاجعة:

اندلع الحريق في ساعة مبكرة من الصباح، وسرعان ما انتشرت النيران في أرجاء المبنى، لتلتهم أجزاءً كبيرة منه. هرعت فرق الإطفاء إلى مكان الحادث، وبذلت جهودًا مضنية للسيطرة على النيران، إلا أن ألسنة اللهب كانت أسرع وأكثر شراسة.

انتشرت صور الحريق المروعة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، لتثير حالة من الصدمة والحزن في نفوس الدنماركيين. شاهد المارة في حالة من الذهول، وهم يرون تحفة معمارية تاريخية تتحول إلى رماد أمام أعينهم. هرع بعضهم إلى داخل المبنى في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من اللوحات التاريخية والتحف الفنية الثمينة، غير مبالين بخطر النيران والدخان الكثيف

.

خسارة لا تعوض:

لا يمكن قياس حجم الخسارة التي تسبب بها حريق بورصة كوبنهاجن. فبالإضافة إلى القيمة المادية للمبنى، فإن الخسارة الحقيقية تكمن في فقدان جزء هام من التراث الثقافي الدنماركي. لقد احترقت مع النيران لوحات فنية نادرة ووثائق تاريخية لا تقدر بثمن، وتحول تاريخٌ عريق إلى مجرد ذكرى

.

ردود الأفعال:

عبر جاكوب إنجل شميدت، وزير الثقافة الدنماركي، عن حزنه العميق جراء هذه الفاجعة، واصفًا إياها بـ "يوم أسود للثقافة الدنماركية". وأضاف: "لقد فقدنا اليوم جزءًا هامًا من تاريخنا وهويتنا، ولا يمكن تعويض هذه الخسارة".

ووصف الفنانون الدنماركيون هذه الكارثة بـ "نوتردام الدنماركية"، في إشارة إلى حريق كاتدرائية نوتردام الشهير الذي وقع في باريس عام 2019. وتوالت ردود الفعل المصدومة من مختلف أنحاء العالم، معبرين عن تضامنهم مع الدنمارك في هذه المحنة

.

التحقيق في أسباب الحريق:

باشرت السلطات الدنماركية التحقيق في أسباب الحريق، ولم تستبعد أي فرضية، بما في ذلك احتمال وقوع عمل تخريبي. وأكدت أنها ستبذل كل ما في وسعها للكشف عن ملابسات الحادث ومحاسبة المسؤولين عنه

.

مستقبل مبنى البورصة:

لا يزال من غير الواضح ما يخبئه المستقبل لمبنى بورصة كوبنهاجن. فبينما يرى البعض ضرورة إعادة بناء المبنى كما كان، يرى آخرون أن الأطلال المتبقية يجب أن تبقى شاهدًا على هذه الفاجعة وتحذيرًا للأجيال القادمة.

مهما يكن القرار النهائي، فإن حريق بورصة كوبنهاجن سيبقى ذكرى أليمة في تاريخ الدنمارك، ولن ينسى الدنماركيون ذلك اليوم الذي تحول فيه رمزٌ من رموز مدينتهم إلى كومة من الرماد.



عن الكاتب

Tamer Nabil Moussa الزمان والمكان يتبدلان والفكر والدين يختلفان والحب واحد فى كل مكان /بقلمى انسان بسيط عايش فى هذا الزمان

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

أفكار حرة تامر نبيل