كرة الطائرة: رحلة بين الشبكة والرمال
كرة الطائرة، رياضة تجمع بين القوة
والرشاقة، الذكاء والتعاون. هي حوار صامت بين فريقين يتنافسان على إسقاط الكرة في
ملعب الخصم، حوار يستخدم فيه اللاعبون أيديهم كأسلحة، والشبكة كحدود، والكرة كرسول
يحمل آمال الفوز. دعونا نغوص في عالم هذه الرياضة الشيّقة، لنكتشف تاريخها،
قوانينها، وأنواعها، ونستكشف أسرار نجاحها وشعبيتها حول العالم
 |
كرة الطائرة: رحلة بين الشبكة والرمال
.
من البدايات إلى الأولمبياد: مسيرة كرة
الطائرة
ولدت كرة الطائرة في الولايات المتحدة
الأمريكية عام 1895، على يد ويليام مورغان، الذي كان يبحث عن رياضة أقل عنفاً من
كرة السلة. أطلق عليها في البداية اسم "مينتونيت"، ثم تحول الاسم إلى "كرة
الطائرة" لوصف حركة الكرة وهي تتنقل في الهواء. انتشرت اللعبة بسرعة في أنحاء
العالم، وشهدت تطوراً كبيراً في قواعدها وتقنياتها. وفي عام 1947، تأسس الاتحاد
الدولي للكرة الطائرة، وفي عام 1964، دخلت اللعبة إلى الألعاب الأولمبية، لتبدأ
مسيرتها نحو العالمية والشهرة
.
أنواع كرة الطائرة: تنوع يثري التجربة
تتنوع كرة الطائرة لتلائم مختلف الأذواق
والأماكن، وتنقسم بشكل رئيسي إلى نوعين:
كرة الطائرة داخل الصالات: هي الشكل
الأكثر شيوعاً، حيث يتنافس فريقان، كل منهما مكون من ستة لاعبين، على ملعب مستطيل
مقسم بشبكة. تعتمد هذه اللعبة على التكتيك والمهارة، وتتطلب من اللاعبين إتقان
مجموعة من المهارات الفردية والجماعية.
كرة الطائرة الشاطئية: ولدت هذه اللعبة
على شواطئ كاليفورنيا في عشرينيات القرن الماضي، واكتسبت شعبية كبيرة بفضل طابعها
المرح والممتع. يتكون كل فريق من لاعبين فقط، وتقام المباريات على رمال الشاطئ. تتطلب
كرة الطائرة الشاطئية لياقة بدنية عالية وقدرة على التحمل، بالإضافة إلى مهارات
التحكم بالكرة في ظل ظروف الرياح والرمال
.
ملعب كرة الطائرة: مسرح الإبداع والمهارة
يتكون ملعب كرة الطائرة من مستطيل طوله 18
متراً وعرضه 9 أمتار، مقسوم إلى نصفين بشبكة يبلغ ارتفاعها 2.43 متر للرجال و 2.24
متر للنساء. يضم الملعب خطوطاً تحدد مناطق اللعب المختلفة، مثل خط الهجوم وخط
النهاية. أما الكرة، فهي كروية الشكل، مصنوعة من الجلد أو مواد صناعية، ومحيطها
يتراوح بين 65 و 67 سنتيمتراً.
قواعد اللعبة: نظام يحكم الإثارة
تخضع كرة الطائرة لمجموعة من القواعد
التي تضمن سير المباراة بنظام وانضباط، وتحافظ على روح المنافسة الشريفة. من أهم
هذه القواعد:
النقاط والأشواط: يتم احتساب نقطة للفريق
الذي ينجح في إسقاط الكرة في ملعب الخصم أو عندما يرتكب الفريق الخصم خطأ. يفوز
بالشوط الفريق الذي يصل إلى 25 نقطة أولاً، مع فارق نقطتين على الأقل. وتتألف
المباراة من 3 أو 5 أشواط، حسب البطولة.
اللمسات: يُسمح لكل فريق بلمس الكرة ثلاث
مرات كحد أقصى قبل إعادتها إلى ملعب الخصم. ولا يُسمح للاعب بلمس الكرة مرتين
متتاليتين، باستثناء حائط الصد.
الأخطاء: هناك العديد من الأخطاء التي
يمكن أن يرتكبها اللاعبون، مثل لمس الشبكة، أو تجاوز خط المنتصف، أو إرسال الكرة
خارج حدود الملعب.
الدوران: يقوم اللاعبون بالدوران في
الملعب باتجاه عقارب الساعة بعد كل نقطة، لضمان مشاركة جميع اللاعبين في مختلف
مراكز اللعب
.
المهارات الفردية والجماعية: مفاتيح
النجاح
تتطلب كرة الطائرة إتقان مجموعة من
المهارات الفردية والجماعية، التي تمكن اللاعبين من التحكم بالكرة والتغلب على
الخصم. من أهم هذه المهارات:
الإرسال: هي الضربة الأولى في اللعبة،
ويستخدم فيها اللاعب يده لضرب الكرة وإرسالها إلى ملعب الخصم.
الاستقبال: هي مهارة التحكم بالكرة
القادمة من الفريق الخصم، وتتم عادة باستخدام ساعدي اليدين.
الرفع: هي تمرير الكرة إلى زميل في
الفريق لتهيئته للهجوم.
الهجوم: هي ضربة قوية تهدف إلى إسقاط
الكرة في ملعب الخصم.
حائط الصد: هي محاولة صد الكرة القادمة
من الفريق الخصم ومنعها من الدخول إلى الملعب.
التغطية: هي التنسيق بين اللاعبين لتغطية
كافة أرجاء الملعب ومنع الكرة من السقوط
.
كرة الطائرة: أكثر من مجرد لعبة
تتجاوز كرة الطائرة كونها مجرد لعبة رياضية، فهي
مدرسة لتعليم القيم النبيلة، مثل التعاون، والروح الرياضية، والاحترام. كما أنها
وسيلة ممتعة للحفاظ على اللياقة البدنية وتطوير المهارات الحركية. و بفضل تنوعها
وسهولة ممارستها، أصبحت كرة الطائرة رياضة عالمية تحظى بشعبية كبيرة بين مختلف
الأعمار والفئات
إرسال تعليق