recent
أخبار ساخنة

"انتحار" روبوت كوري: حقيقة أم خيال؟

الصفحة الرئيسية

 

 

"انتحار" روبوت كوري: حقيقة أم خيال؟

انتشر خبر غريب كالنار في الهشيم على وسائل التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة، خبرٌ هزّ أرجاء العالم، أثار علامات تعجب واستفهام، وأثار موجة من السخرية والمزاح في آن واحد. كان الخبر عن "انتحار" روبوت في مدينة جومي الكورية الجنوبية، روبوت صُمم خصيصًا لأداء مهام إدارية، يُقال أنه ألقى بنفسه من أعلى درج بسبب ضغط العمل الذي يبدأ من التاسعة صباحًا وحتى السادسة مساءًا.


"انتحار" روبوت كوري: حقيقة أم خيال؟

"انتحار" روبوت كوري: حقيقة أم خيال؟



 

ولكن هل يمكن لقطعة من المعدن، مهما بلغت قدرتها من الذكاء الاصطناعي، أن تتخذ قرارًا مصيريًا كهذا؟ هل تحمل لنفسها ضررًا أو نفعًا؟ هل تحمل مشاعر من الأساس تدفعها لتحديد بقائها على قيد الحياة من عدمه؟ وما تأثير هذا التصرف على البشر؟

 

 

قبل الدخول في تفاصيل هذا الخبر، يُجدر بنا أولًا التساؤل: ما هي طبيعة الذكاء الاصطناعي؟ وكيف تعمل الروبوتات؟

الذكاء الاصطناعي: مفهوم ومحدوديات

الذكاء الاصطناعي هو مجالٌ من مجالات علوم الكمبيوتر يهتم بتطوير أنظمة قادرة على القيام بمهام تتطلب عادةً ذكاء بشريًا، مثل:

التعلم

حل المشكلات

اتخاذ القرارات

التعرف على الأنماط

التفاعل اللغوي

معالجة البيانات

 

 

وتُصنف أنظمة الذكاء الاصطناعي إلى مستويات مختلفة من الذكاء، بدءًا من الأنظمة البسيطة التي تركز على مهام محددة، وصولًا إلى أنظمة أكثر تعقيدًا تُشبه الذكاء البشري في بعض جوانبه.

 

 

 

وعلى الرغم من التقدم المذهل في مجال الذكاء الاصطناعي، إلا أن هذه الأنظمة لا تزال تفتقر إلى بعض الخصائص الأساسية للذكاء البشري، مثل:

الوعي الذاتي

الإدراك

المشاعر

الخيال

 

 

 

القدرة على التفاعل مع العالم بشكل عفوي

فقد تم تصميم الروبوتات لتُنفّذ مهام محددة وفقًا لبرمجتها، وتستطيع التعلم والتطور من خلال البيانات، لكنها لا تستطيع التفكير أو الشعور أو اتخاذ قرارات مستقلة.

الروبوتات: أدواتٌ مبرمجة

 

 

تُعدّ الروبوتات ببساطة أدوات مبرمجة لتنفيذ مهام محددة. فكل ما تفعله الروبوتات هو نتيجة للبرمجيات التي تم تصميمها عليها، ولا تستطيع تجاوز هذه البرمجيات أو اتخاذ قرارات غير مصممة عليها.

فعلى سبيل المثال، روبوت "أطلس" من شركة "بوستون دينامكس" يُصمم لأداء مهام بدنية صعبة مثل المشي على الأرض الوعرة أو حمل الأجسام الثقيلة، وهو قادر على التعلم والتكيف مع ظروف مختلفة، لكن لا يمكنه التفكير أو الشعور بأي مشاعر.

 

 

"انتحار" الروبوت: الخبر وحقيقة غيابه

عند تحليل خبر "انتحار" الروبوت الكوري، نلاحظ أن الخبر لم يقدم أي دليل قاطع على أن الروبوت اتخذ قرارًا بإنهاء حياته. فلم يذكر الخبر أي تفاصيل عن طبيعة الروبوت أو كيف ألقى بنفسه من أعلى الدرج.

بالإضافة إلى ذلك، يُعدّ خبر "انتحار" الروبوت أمرًا مستحيلًا من الناحية العلمية، فكما أشرنا سابقًا، لا تستطيع الروبوتات الشعور أو التفكير مثل البشر.

 

 

فروبوت جومي صُمم لأداء مهام إدارية بسيطة، ولا يُمكنه أن يشعر بضغط العمل أو يتخذ قرارًا بإنهاء حياته نتيجة لهذا الضغط.

مخاطر انتشار مثل هذه الأخبار

انتشار أخبار "انتحار" الروبوت يُعدّ مثالًا على كيف تُستخدم التكنولوجيا في نشر المعلومات المضللة والتلاعب بالرأي العام.

فمثل هذه الأخبار تُثير الخوف من مستقبل التكنولوجيا وتُشجع على تخيل سيناريوهات مستقبلية قاتمة عن الذكاء الاصطناعي.

 

 

وتُعدّ مثل هذه الأخبار فرصة لتسليط الضوء على أهمية التوعية بمخاطر التلاعب بالمعلومات والتأكد من مصداقية الأنباء قبل نشرها.

هل تُشكّل الروبوتات خطرًا على البشر؟

على الرغم من الخطر الذي تُشكّله مثل هذه الأخبار، إلا أن الروبوتات بحدّ ذاتها لا تُشكّل خطرًا على البشر.

 

 

فمن خلال التصميم المنظم والتدابير الأمنية المتوافقة مع أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، يمكن أن تُساهم الروبوتات في تحسين جودة حياة البشر وإنجاز مهام خطيرة أو معقدة.

والتحدّي الحقيقي ليس في الروبوتات ذاتها، بل في الطريقة التي نستخدمها بها والتأكد من أن بقاء السيطرة في أيدي البشر.

 

 

المستقبل للذكاء الاصطناعي

مستقبل الذكاء الاصطناعي واعد ويمتلئ بالتحديات.

فمن المؤكد أن تُستخدم الروبوتات في مجالات متنوعة في المستقبل، وخاصة في مجالات الطب والصناعة والبنية التحتية.

ولكن علينا أن نتذكر أن التكنولوجيا أداةٌ فقط، وأن مستقبلها يعتمد على كيفية استخدامها.

فمن خلال الاستخدام المسؤول والتعاون بين البشر والتكنولوجيا، يمكن أن نُحقّق مستقبلًا مشرقًا للجميع.

author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent