recent
أخبار ساخنة

الماريغوانا وسرطان الرأس والعنق: دراسة حديثة تكشف عن مخاطر متزايدة ثمانية أضعاف

 الماريغوانا وسرطان الرأس والعنق: دراسة حديثة تكشف عن مخاطر متزايدة ثمانية أضعاف

 

**مقدمة:**

 

في خضم الجدل المتزايد حول تقنين الماريغوانا (القنب) لأغراض طبية وترفيهية، تبرز الحاجة المُلحة إلى فهم أعمق لتأثيراتها الصحية على المدى الطويل. لطالما ارتبط تدخين التبغ بمخاطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان، ولكن ما مدى صحة هذا الارتباط عندما يتعلق الأمر بالماريغوانا؟ تكشف دراسة حديثة، نُشرت عام 2024، عن ارتباط مقلق بين استخدام الماريغوانا المزمن وزيادة خطر الإصابة بسرطان الرأس والعنق، بمعدل يصل إلى ثمانية أضعاف. 
في خضم الجدل المتزايد حول تقنين الماريغوانا (القنب) لأغراض طبية وترفيهية، تبرز الحاجة المُلحة إلى فهم أعمق لتأثيراتها الصحية على المدى الطويل. لطالما ارتبط تدخين التبغ بمخاطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان، ولكن ما مدى صحة هذا الارتباط عندما يتعلق الأمر بالماريغوانا؟ تكشف دراسة حديثة، نُشرت عام 2024، عن ارتباط مقلق بين استخدام الماريغوانا المزمن وزيادة خطر الإصابة بسرطان الرأس والعنق، بمعدل يصل إلى ثمانية أضعاف.
 الماريغوانا وسرطان الرأس والعنق: دراسة حديثة تكشف عن مخاطر متزايدة ثمانية أضعاف

 الماريغوانا وسرطان الرأس والعنق: دراسة حديثة تكشف عن مخاطر متزايدة ثمانية أضعاف

يسلط هذا المقال الضوء على نتائج هذه الدراسة، ويستعرض الآليات المحتملة وراء هذا الارتباط، ويقدم معلومات هامة حول سرطان الرأس والعنق، مع التأكيد على أهمية الوعي والوقاية

**الارتباط المقلق دراسة 2024 واضطراب استخدام الماريغوانا**

 

شارك الدكتور جون بروكس، أستاذ طب الأسنان السريري في كلية طب الأسنان بجامعة ميريلاند في بالتيمور، مؤخرًا في تأليف مقال علمي يستعرض أحدث الأبحاث حول العلاقة بين الماريغوانا وسرطان الرأس والعنق. استند المقال بشكل كبير إلى دراسة رائدة نُشرت في عام 2024، والتي شملت بالغين تم تشخيصهم باضطراب استخدام الماريغوانا (Cannabis Use Disorder - CUD).

 

  • يعرف اضطراب استخدام الماريغوانا بأنه عدم قدرة الشخص على التوقف عن استخدام القنب على
  •  الرغم من المشاكل الصحية والاجتماعية السلبية الناتجة عن هذا الاستخدام، وفقًا لمراكز السيطرة
  • على الأمراض والوقاية منها (CDC). هذه الدراسة، التي فحصت السجلات الطبية لما يقارب 120
  •  ألف شخص بالغ يعانون من اضطراب استخدام الماريغوانا، قدمت بيانات قوية ومثيرة للقلق.

 

**خطر متزايد بثمانية أضعاف**

 

كانت النتائج واضحة ومثيرة للقلق: أظهر الأفراد الذين يعانون من اضطراب استخدام الماريغوانا خطرًا أعلى بمرتين إلى ثماني مرات للإصابة بسرطان الرأس والعنق، لا سيما سرطانات الحنجرة، والبلعوم، والفم، والغدد اللعابية، مقارنة بغيرهم. يؤكد الدكتور بروكس أن "الدراسة أثبتت وجود علاقة قوية بين تدخين الماريغوانا وتطور سرطان الرأس والعنق، مؤكدة بذلك نتائج الدراسات الأصغر حجمًا التي أشارت إلى هذا الارتباط في السابق".

 

**الآليات المحتملة لماذا يزداد الخطر؟**

 

تثير هذه النتائج تساؤلات مهمة حول الآليات البيولوجية التي تربط بين الماريغوانا وتطور السرطان. على الرغم من أن الدراسة لم تحدد طرق استهلاك المشاركين للقنب (تدخين، أطعمة، تبخير)، إلا أن الدكتور بروكس يشير إلى أن التدخين هو الطريقة الأكثر شيوعًا. هذا يقودنا إلى البحث في مكونات دخان الماريغوانا:

 

1.  **المواد المسرطنة (Carcinogens):** يحتوي دخان الماريغوانا، تمامًا مثل دخان التبغ، على عدد كبير من المواد المسرطنة المعروفة. عندما يتم استنشاق هذا الدخان، تتعرض الأنسجة الحساسة في الرأس والعنق لهذه المواد الكيميائية الضارة. يقول الدكتور ريتشارد لي، أخصائي الأورام الطبية ومدير الطب الداعم والتكاملي في City of Hope بكاليفورنيا: "أي تعرض لمنتجات احتراق المواد، سواء تدخين الماريغوانا أو السجائر، يعني تعريض أنسجة الجسم للمواد المسرطنة الموجودة في الدخان".

 

2.  **عمق الاستنشاق وطريقة الاستهلاك:** غالبًا ما يستنشق مستخدمو الماريغوانا الدخان بعمق أكبر ويحتفظون به في رئتيهم لفترة أطول مقارنة بمدخني التبغ، وذلك بهدف زيادة امتصاص المركبات النشطة. كما أن الماريغوانا غالبًا ما تُدخن دون استخدام فلاتر، مما يعني تعرضًا مباشرًا وغير مخفف للمواد الضارة. هذا النوع من الاستنشاق يزيد من تركيز المواد المسرطنة التي تصل إلى الأنسجة، مما قد يؤدي إلى تلف الحمض النووي (DNA damage) وزيادة الالتهاب، وكلاهما عاملان معروفان في بدء وتطور السرطان.

 

3.  **المركبات الضارة:** أظهرت الأبحاث أن دخان الماريغوانا يحتوي على مركبات معروفة بتلف الحمض النووي وتغذية الالتهاب ونمو الأورام. هذه المركبات قد تعمل بشكل مباشر على الخلايا في الفم والحلق والحنجرة، مما يزيد من احتمالية تحولها إلى خلايا سرطانية.

 

**التدخين مقابل الأطعمة المحتوية على الماريغوانا**

 

تطرح الدراسة تساؤلات حول الفروقات بين طرق استهلاك الماريغوانا المختلفة. بينما تركز معظم الأبحاث على التدخين بسبب طبيعة الاحتراق وإنتاج المواد المسرطنة، تبقى المخاطر المحتملة المرتبطة بالأطعمة المحتوية على الماريغوانا (Edibles) بحاجة إلى مزيد من الدراسة.

  1.  يشير الدكتور لي إلى أن الأطعمة قد لا تحمل نفس مخاطر التعرض للمواد المسرطنة الناتجة عن
  2.  الاحتراق، لكن هذا لا يعني أنها خالية تمامًا من المخاطر الصحية. هناك حاجة إلى أبحاث مكثفة لفهم
  3.  كيفية تأثير الماريغوانا المستهلكة عن طريق الفم على الجسم، بما في ذلك أي ارتباطات محتملة
  4.  بالسرطان.

 

**القنب الطبي والجرعات**

 

من النقاط المهمة التي أشار إليها الدكتور بروكس هي الحاجة إلى مزيد من الأبحاث حول الجرعات المرتبطة بخطر الإصابة بسرطان الرأس والعنق، وكذلك المخاطر المحتملة للقنب الطبي. مع تزايد استخدام الماريغوانا الطبية لعلاج مجموعة متنوعة من الحالات، من الضروري فهم ما إذا كانت هناك جرعات آمنة، وما إذا كانت طرق الاستهلاك المختلفة تحمل مستويات مختلفة من المخاطر، وما هي المخاطر طويلة الأمد المرتبطة بالاستخدام الطبي تحت إشراف.

 

**ما هو سرطان الرأس والعنق؟**

 

يُعد سرطان الرأس والعنق مصطلحًا شاملًا لمجموعة من السرطانات التي تنشأ في مناطق متعددة من الرأس والرقبة. هذه السرطانات يمكن أن تكون خطيرة ومهددة للحياة إذا لم تُكتشف وتعالج مبكرًا. يشكل هذا النوع حوالي 4% من جميع السرطانات في الولايات المتحدة، وهو أكثر شيوعًا بين الرجال مقارنة بالنساء.

 

**المناطق التي يؤثر عليها سرطان الرأس والعنق**

 

*   **الفم (Oral Cavity):** يشمل الشفتين، اللسان، اللثة، بطانة الخدين، أرضية الفم، والحنك الصلب.

*   **الحلق (Pharynx):** ينقسم إلى ثلاثة أجزاء: البلعوم الأنفي (nasopharynx)، البلعوم الفموي (oropharynx)، والبلعوم السفلي (hypopharynx).

*   **الحنجرة (Larynx):** صندوق الصوت، الذي يحتوي على الحبال الصوتية.

*   **الجيوب الأنفية وتجويف الأنف (Paranasal Sinuses and Nasal Cavity):** المساحات المملوءة بالهواء حول الأنف.

*   **الغدد اللعابية (Salivary Glands):** الغدد التي تنتج اللعاب.

 

**أعراض سرطان الرأس والعنق**

 

نظرًا لأن هذه السرطانات يمكن أن تصيب مناطق حيوية، فإن الوعي بأعراضها المبكرة أمر بالغ الأهمية للتشخيص والعلاج الفعال. تشمل الأعراض الشائعة ما يلي:

 

*   **بقع حمراء أو بيضاء غير عادية:** على اللثة، اللسان، أو بطانة الفم.

*   **نمو أو تورم غير مبرر:** في الفك أو الرقبة.

*   **نزيف أو ألم مستمر:** في الفم، لا يزول.

*   **صعوبة أو ألم عند البلع (Dysphagia):** إحساس بأن الطعام عالق في الحلق.

*   **ألم مستمر:** في الرقبة، الحلق، أو الأذنين (خاصة إذا كان الألم في الأذن من جانب واحد).

*   **مشاكل في السمع:** قد تكون علامة على سرطان يؤثر على الأذن الداخلية أو الأعصاب المرتبطة بها.

*   **صعوبة في التنفس أو الكلام:** تغير في الصوت (بحة مستمرة)، أو صعوبة في نطق الكلمات.

*   **التهابات الجيوب الأنفية المزمنة:** التي لا تستجيب للعلاج التقليدي.

*   **تورم تحت الذقن أو حول الفك:** قد يشير إلى تضخم الغدد الليمفاوية.

*   **خدر في عضلات الوجه:** فقدان الإحساس أو ضعف في جزء من الوجه.

 

إذا استمرت أي من هذه الأعراض لأكثر من أسبوعين، يجب استشارة الطبيب على الفور. التشخيص المبكر يزيد بشكل كبير من فرص النجاح في العلاج.

 

**الخلاصة والتوصيات**

 

تضيف الدراسة الحديثة إلى مجموعة متزايدة من الأدلة التي تشير إلى أن الماريغوانا، خاصة عند تدخينها بشكل مزمن، قد لا تكون خالية من المخاطر الصحية الخطيرة. إن الارتباط بزيادة خطر الإصابة بسرطان الرأس والعنق بمقدار يصل إلى ثمانية أضعاف هو أمر لا يمكن تجاهله.

 

**التوصيات الرئيسية**

 

*   **الوعي بالمخاطر:** يجب على الأفراد، وخاصة الشباب، أن يكونوا على دراية بالمخاطر المحتملة المرتبطة باستخدام الماريغوانا، وليس فقط التركيز على الفوائد الطبية أو الجوانب الترفيهية.

*   **تجنب التدخين:** إذا كان هناك قلق بشأن سرطان الرأس والعنق، فإن تجنب تدخين الماريغوانا أو أي مواد أخرى هو أفضل طريقة للوقاية.

*   **مزيد من البحث:** هناك حاجة ماسة إلى مزيد من الأبحاث الشاملة لفهم الآليات الدقيقة، وتحديد الجرعات الآمنة، وتقييم المخاطر المرتبطة بطرق الاستهلاك المختلفة للماريغوانا.

*   **الاستشارة الطبية:** يجب على أي شخص يعاني من اضطراب استخدام الماريغوانا أو لديه مخاوف بشأن صحته استشارة الطبيب المختص.

*   **الفحص المنتظم:** الفحص المنتظم من قبل طبيب الأسنان أو أخصائي الأذن والأنف والحنجرة (ENT) يمكن أن يساعد في الكشف المبكر عن أي علامات أو أعراض لسرطان الرأس والعنق، خاصة للمستخدمين.

 

في الوقت الذي تتجه فيه العديد من المجتمعات نحو تقنين الماريغوانا، يصبح توفير معلومات دقيقة ومبنية على الأدلة العلمية حول مخاطرها وفوائدها أمرًا حيويًا. يجب أن ترتكز القرارات المتعلقة بالصحة العامة على فهم شامل لجميع جوانب استخدام القنب.

الماريغوانا وسرطان الرأس والعنق: دراسة حديثة تكشف عن مخاطر متزايدة ثمانية أضعاف



author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent