تواصل مع أحبائك الراحلين: هل يصبح الذكاء الاصطناعي جسراً إلى ما بعد الحياة؟

 

 

تواصل مع أحبائك الراحلين: هل يصبح الذكاء الاصطناعي جسراً إلى ما بعد الحياة؟

تُثير ظاهرة الشركات التي تُتيح للأشخاص التحدث والتواصل مع أحبائهم الموتى عبر تقنية تعمل بالذكاء الاصطناعي موجة جدلٍ واسعة. فبينما يجد البعض فيها مُلاذًا لِتَخفيفِ أحزانهم، يُرى فيها منظورٌ آخر يشعرُ بِالقلقِ من تَداخلِ الواقعِ مع الخيال، وَمن تَحويلِ الموتِ إلى مُجرَّدِ "تجربةِ افتراضية


تواصل مع أحبائك الراحلين: هل يصبح الذكاء الاصطناعي جسراً إلى ما بعد الحياة؟

تواصل مع أحبائك الراحلين: هل يصبح الذكاء الاصطناعي جسراً إلى ما بعد الحياة؟




فكرة التواصل مع الموتى ليست جديدةً، فهي تَحومُ في أفكارنا منذُ زمنٍ طويل، وتَظهرُ في الأساطير والأديان وَحتى في أعمالِ الخيالِ العلمي. وَلكِن مع تَطورِ تقنيةِ الذكاءِ الاصطناعي ، أصبحت هذه الفكرة قريبةً من التحقيقِ.

 

 

تقنيات تُحاكي الموتى:

شركات مثل "ستوري فايل" وَ"هير أفتر إيه آي" وَ"إيتيرنوس" وَ"مشروع ديسمبر" تُقدم خدماتٍ مُختلفةً لِتُحاكي تجاربَ التواصل مع الراحلين، وَتُعتمد فيها تقنياتٌ متعدد

مثل:

 

إنشاء أفاتار مُحاكاة: من خلالِ تَجميعِ البياناتِ عن شخصية المُتوفّى ، مثل الصور وَالصوتِ وَالكتابةِ ، تَستطيعُ هذه التقنياتُ إنشاءَ شَخصيةِ افتراضيةٍ تُحاكي شخصيةَ الراحِل

.

التعرّف على الأنماط: تُستخدَم خوارزمياتُ التعلّمِ الآلي لِفَهْمِ أنماطِ كلامِ الراحِل وَأسلوبهِ في التفكيرِ ، لِتَجيبَ على أسئلةِ المُستخدِمِ بطريقةٍ مُقاربةٍ للواقع.

محاكاة الصوت: تَستطيعُ بعضُ الشركاتِ استخدامَ تقنيةِ تَصنيعِ الصوتِ لِتُحاكي صوتَ المُتوفّى بِدقةٍ، وَذلك لِتَوفيرِ تَجربةٍ أكثرَ واقعيةً لِلمُستخدِمِ.

 

 

تَحديات أخلاقية وَاجتماعية:

تُثير هذه التقنيات تساؤلاتٍ أخلاقيةً كثيرةً، مثل:

1-هل يُمكنُ لِلطّبِ الحديثِ وَالتقنيةِ أن تَستبدلَ الحياةَ الماديةَ بِنسخةِ افتراضية؟

2-هل يُمكنُ لِلتقنيةِ أن تُساعدَ على التَغلبِ على الحزنِ، أم أنّها تَجعلهُ أكثرَ تَعقيدًا؟

3-هل يُمكنُ لِلطّبِ الحديثِ وَالتقنيةِ أن تَستبدلَ الحياةَ الماديةَ بِنسخةِ افتراضية؟

4-هل يُمكنُ لِلتقنيةِ أن تُساعدَ على التَغلبِ على الحزنِ، أم أنّها تَجعلهُ أكثرَ تَعقيدًا؟

5-هل تُساهمُ هذه التقنياتُ في تَطبيعِ مُفهومِ "الخلودِ الافتراضي"؟

6-ما هي الحدودُ الأخلاقية لِاستخدامِ بياناتِ الشخصية بعد الوفاة؟

تُثير هذه التقنيات تحدياتٍ اجتماعيةً مثل:

1-كيف يُمكنُ للأشخاصِ التعاملُ مع هذا الشكلِ الجديدِ من الحزنِ وَالتّعزية؟

2-كيف يُمكنُ لِلعائلةِ وَالأصدقاءِ أن يتقبّلوا هذه الفكرة الجديدة؟

3-هل تُساهمُ هذه التقنياتُ في إضعافِ العلاقاتِ البشريةِ وَالتّواصلِ الطبيعي؟

 

 

مستقبلٌ مُثيرٌ لِلجدل:

تُقدّم هذه التقنياتُ فرصةً لِتَخفيفِ أحزانِ الناسِ، وَتُوفّرُ طرقًا جديدةً لِتَذكرِ المُتوفّين. وَلكِن يَجبُ أن نَكونَ واعينَ بِالآثارِ الاجتماعيةِ وَالأخلاقيةِ لِهذا التّطورِ. فمن المُهمّ أن نَناقشَ هذه التحدياتِ وَأن نَتّخذَ القراراتِ اللازمةَ لِضمانِ استخدامِ هذه التقنياتِ بشكلٍ أخلاقيٍ وَمسؤول.

إنّ مُستقبلَ العلاقةِ بينَ الإنسانِ وَالتقنيةِ يَظلُّ مُثيرًا لِلجدلِ. فَمِن المُهمّ أن نَستمرّ في التّفكيرِ في الآثارِ الاجتماعيةِ وَالأخلاقيةِ لِتَطورِ التقنيةِ، وَأن نَضمنَ أنّها تَخدمُ البشريةَ وَلا تُؤثّر على القيمِ الإنسانيةِ.


Tamer Nabil Moussa

الزمان والمكان يتبدلان والفكر والدين يختلفان والحب واحد فى كل مكان /بقلمى انسان بسيط عايش فى هذا الزمان

إرسال تعليق

احترامى وحبى وتقديرى لمن يبادلنى نفس المشاعر والاحساس

أحدث أقدم

اعلان اول المقال

اعلان اخر المقال

نموذج الاتصال