يوم عرفة: فضائله وخصائصه من أقوال السلف

 

يوم عرفة: فضائله وخصائصه من أقوال السلف

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد


يوم عرفة: فضائله وخصائصه من أقوال السلف

يوم عرفة: فضائله وخصائصه من أقوال السلف




 

فإن يوم عرفة يعتبر من أفضل أيام السنة، وله خصائص وفضائل لا تعد ولا تحصى، تشمل الحجاج وغير الحجاج، نسأل الله من فضله وكرمه أن يجعلنا من الذين يستفيدون من هذه الأيام المباركة ويحظون بعظيم بركاتها.

من أهم ما يميز يوم عرفة هو كثرة أقوال السلف فيه، وقد جمعنا في هذا المقال بعضًا من تلك الأقوال لنستفيد من حكمتهم ونقتدي بسنتهم:

أولًا: أقوال السلف عن فضل يوم عرفة:

 

 

أقسام الله بيوم عرفة:

قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: "والشفع والوتر" [الفجر: 3]: "الشفع يوم النحر، والوتر يوم عرفة". وقال الضحاك رحمه الله مثله.

وقال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله: "قال بعضهم: الشفع يوم النحر، والوتر يوم عرفة....والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن الله تعالى ذكره، أقسم بالشفع والوتر، ولم يخصص نوعًا من الشفع ولا الوتر دون نوع بخبرٍ ولا عقلٍ، وكل شفع ووتر فهو مما أقسم به مما قال أهل التأويل أنه داخل في قسمهِ هذا لعموم قَسَمِه بذلك".

فمن خلال هذه الأقوال نستنتج أن الله تعالى أقسم بيوم عرفة، مما يدل على شرف هذا اليوم وعظم فضله.

 

 

يوم عرفة: يوم العتق من النار:

قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: "يوم عرفة هو يوم العتق من النار، فيعتق الله فيه من النار من وقف بعرفة ومن لم يقف بها من أهل الأمصار من المسلمين، فلذلك صار اليوم الذي يليه عيدًا لجميع المسلمين في جميع أمصارهم، من شهد الموسم منهم، ومن لم يشهده، لاشتراكهم في العتق والمغفرة يوم عرفة".

فإن يوم عرفة هو يوم عتق من النار لمن وقف بعرفة ومن لم يقف بها من أهل الأمصار من المسلمين، وهذا فضل عظيم من الله لجميع المسلمين.

 

 

 

 

 

ثانيًا: أقوال السلف عن الدعاء في يوم عرفة:

كثرة الدعاء في يوم عرفة:

قال علي رضي الله عنه: "ليس في الأرض يوم إلا لله فيه عتقاء من النار، وليس يوم أكثر فيه عتقًا للرقاب من يوم عرفة، فأكثر فيه أن تقول: اللهم اعتق رقبتي من النار، وأوسع لي من الرزق الحلال، واصرف عني مشقة الجن والإنس، فإنه عامة دعائي اليوم".

 

 

فمن خلال هذا الحديث نرى أن يوم عرفة هو يوم كثرة العتق من النار، ولذلك ينبغي على المسلم أن يُكثر من الدعاء فيه.

 

 

ثالثًا: أقوال السلف عن صيام يوم عرفة:

استحباب صيام يوم عرفة لغير الحاج:

عن ابن طاووس عن أبيه رحمهما الله، أنه كان لا يصوم عرفة إذا كان مسافرًا بعرفة، وإذا كان مقيمًا في أهله صامه.

قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: "فمن طمع في العتق من النار ومغفرة ذنوبه في يوم عرفة، فليحافظ على الأسباب التي يرجى بها العتق والمغفرة. فمنها: صيام ذلك اليوم. ففي صحيح مسلم، عن أبي قتادة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (( «صيام يوم عرفه أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده» .))"

فإن صيام يوم عرفة من الأسباب التي يُرجى بها العتق من النار ومغفرة الذنوب، وتكفيراً للذنوب السنة التي قبلها والسنة التي بعدها.

 

 

رابعًا: أقوال السلف عن سبب كون صيام يوم عرفة يكفر سنتين:

سبب كون صيام عرفة يكفر سنتين:

قال العلامة ابن القيم رحمه الله: "إن قيل: لِمَ كان عاشوراءُ يكفر سنةً، ويوم عرفة يكفر سنتين ؟  قيل: فيه وجهان: أحدهما: أن يوم عرفة في شهر حرام وقبله شهر حرام وبعده شهر حرام، بخلاف عاشوراء. الثاني: أن صوم يوم عرفة من خصائص شرعنا، بخلاف عاشوراء، فضُوعف ببركات المصطفى، والله أعلم".

فإن سبب كون صيام عرفة يكفر سنتين يرجع إلى كونه في شهر حرام، وقبله وبعده أشهر حرام، وهو من خصائص شريعة النبي صلى الله عليه وسلم.

 

 

 

خامسًا: أقوال السلف عن أفضلية يوم عرفة:

يوم عرفة: أفضل الأيام بعد يوم النحر:

قال الإمام ابن مفلح الحنبلي رحمه الله: "قال شيخنا [يعني شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهما الله]: يوم النحر أفضل أيام العام، وكذا ذكره جده صاحب المحرر في صلاة العيد من شرحه منهى الغاية: أن يوم النحر أفضل. "

قال العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله، عندما سئل عن أفضل الأيام: "أفضل الأيام يوم النحر، ثم يوم عرفة"

فإن يوم عرفة هو أفضل الأيام بعد يوم النحر، وهذا يؤكد عظم فضله وشرفه.

 

 

سادسًا: أقوال السلف عن التعريف في يوم عرفة:

الاجتماع يوم عرفة:

قال النخعي رحمه الله: "الاجتماع يوم عرفة أمر محدث".

قال عطاء رحمه الله: "إن استطعت أن تخلو عشية عرفة بنفسك فافعل".

فإن التعريف في يوم عرفة هو أمر محدث، و من المستحب أن يخلو المسلم بنفسه عشية عرفة للدعاء.

 

 

اختلاف العلماء في التعريف:

قال الإمام ابن وهب رحمه الله: "سمعت مالكًا يُسأل عن جلوس الناس في المسجد عشية عرفة بعد العصر، واجتماعهم للدعاء، فقال: ليس هذا من أمر الناس، وإن مفاتيح هذه من البدع".

 

 

قال العلامة العثيمين رحمه الله: "التعريف يوم عرفة...وهو أن يجتمع الناس بعد صلاة العصر لأجل الدعاء والاستغفار وما أشبه ذلك...اختلف العلماء فبعضهم قال: لا بأس به وبعضهم قال إنه بدعة لكن فعله بعض الصحابة ولعله اجتهاد منه والصواب أنه ليس بمشروع".

 

 

 

فإن اختلاف العلماء في التعريف يدل على أن هذا الأمر ليس من السنن، ولكن لا مانع من أن يجتمع المسلمون للدعاء بعد صلاة العصر في يوم عرفة.

 

 

سابعًا: أقوال السلف عن من فات القيام بعرفة:

مَنْ فاته القيام بعرفة:

قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: "من فاته في هذا العام القيام بعرفة فليقم لله بحقه الذي عرفه".

فإن من فاته القيام بعرفة فليُكثر من الدعاء و الذكر و الطاعة في هذا اليوم لِيُقَارِب من فضل يوم عرفة.

ختامًا:

إن يوم عرفة هو يومٌ عظيمٌ من أيام الله، له فضلٌ كبيرٌ و مغفرةٌ عظيمةٌ، يُحَثُّ المسلمون فيه على كثرة الدعاء و الاستغفار و طاعة الله. ونسأل الله أن يُرزقنا إيمانًا صادقًا و قلبًا خاشعًا في هذا اليوم، و أن يُقَارِبنا من فضله و رحمته.


Tamer Nabil Moussa

الزمان والمكان يتبدلان والفكر والدين يختلفان والحب واحد فى كل مكان /بقلمى انسان بسيط عايش فى هذا الزمان

إرسال تعليق

احترامى وحبى وتقديرى لمن يبادلنى نفس المشاعر والاحساس

أحدث أقدم

اعلان اول المقال

اعلان اخر المقال

نموذج الاتصال