جواز المخرجة ايناس الدغيدى من الاعلامية هالة سرحان

 

 

رحلة البحث عن السعادة: ما هي وماذا نحتاج؟

السعادة، تلك الكلمة التي تتردد على ألسنتنا كأنها نغمة حالمة، نُرددها ونُرددها ونُرددها، لكن هل حقًا نفهمها؟ هل حقًا نعرف ما نبحث عنه؟ السعادة حلمٌ مُشترك، أملٌ مُشترك، يجمعنا جميعًا، بغض النظر عن اختلاف ثقافاتنا، لغاتنا، أو بيئاتنا. كلٌّ منا يُريد أن يكون سعيدًا، أن يعيش حياةً مُمتلئة بالبهجة والرضى، لكن ماذا يعني ذلك تحديدًا؟ هل هي مشاعرٌ عابرة، أم حالةٌ مُستدامةٌ؟ وهل تُوجد صيغةٌ واحدةٌ للسعادة، أم أنها تختلف من شخصٍ لآخر؟

رحلة البحث عن السعادة: ما هي وماذا نحتاج؟

 

السعادة ليست هدفًا، بل رحلة:

السعادة ليست مجرد وجهةٍ نصل إليها ونستقرّ فيها، بل رحلةٌ مستمرةٌ، تُشبه رحلةً عبر صحراءٍ واسعةٍ، تُحاطُ بمشاعرٍ متباينةٍ، وُجوهٌ مختلفةٌ للسعادة، أحيانًا نُصادفُ الفرحَ العارم، أحيانًا الهدوءَ العميق، أحيانًا الرضاَ العظيم، وكلٌّ منها يُساهمُ في تكوينِ ذلك الشعور الرائع الذي نُسمّيه "السعادة".

 

 

لا يوجد وصفٌ موحّدٌ للسعادة:

تختلف أشكال السعادة من شخصٍ لآخر، فما يُناسب شخصًا لا يُناسب شخصًا آخر، فالعوامل التي تُؤثر على السعادة مُختلفة من ثقافةٍ لأخرى، من بيئةٍ لأخرى، من شخصٍ لآخر. فبعض الناس يُعرفون السعادة بالمُغامرة والتحدي، بينما آخرون يُفضلون الهدوء والسكينة الروحية، وبعضهم يُجدها في العائلة والترابط، بينما آخرون في المُساهمة في المجتمع.

 

 

ما هي الأسباب التي تجعلنا نشعر بالسعادة؟

تُوجد العديد من العوامل التي تُساهم في شعورنا بالسعادة، منها:

الشعور بالأمان والانتماء: من الطبيعي أن يشعر الإنسان بالسعادة عندما يُحيط به الأسرة والأصدقاء والمُجتمع، فالشعور بالانتماء يُعطي الشعور بالأمان والتوازن.

الشعور بالمُشاركة والِإنجاز: مُشاركة الآخرين في الِأعمال الخيرية والتطوع في خدمة المجتمع يُشعر الفرد بِالأهمية وِالهدف، ويزيد من شعوره بِالسعادة وِالِرضا عن نَفسِه.

العلاقات الإيجابية: تُعزّز العلاقات الإيجابية مع الآخرين الشعور بالسعادة وِالراحة، فالتواصل الصحي وِالتفاعل الإيجابي يُقلّلان من الشعور بالوحدة وِالقلق.

العناية بالصحة والجسم: ممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي وِالنوم الكافي تُساهم في تحسين المزاج وِالشعور بِالسعادة وِالنشاط.

الاستمتاع بالحياة: تخصيص وقتٍ لِلعمل الهوايات وِالِأنشطة التي نُحبها يُشعرنا بِالسعادة وِالِرضا.

 

 

هل يمكننا تعلم السعادة؟

لا يُمكننا اختيار أن نكون سعداء، فالحياة تُقدم لنا مُختلف التجارب، بعضها يُسعدنا وبعضها يُحزننا، لكن نُمكن أن نُعلّم أنفسنا كيف نُواجه التحديات بِشكلٍ إيجابي، كيف نُركز على الِأشياء الإيجابية في حياتنا، كيف نُحوّل التجارب السلبية إلى دروسٍ تُنمّي من قُدرتنا على التعامل مع المُشكلات وِالتغلب عليها بِشكلٍ أفضل.

 

 

رحلة السعادة: خطوات على الطريق:

الوعي: الشعور بالسعادة يبدأ بِالوعي بِالِأشياء التي تُسعدنا وِالتي تُؤثر علينا سلبًا، فمُعرفة ما يُسبب لنا الشعور بالِألم والحزن يُمكننا من التحكم فيها بِشكلٍ أفضل وِالتَغلب عليها.

 

 

التركيز على الإيجابيات: نُركز على الِأشياء الجميلة في حياتنا وِنتجاهل الِأشياء السلبية، فكل ما نُركز عليه يُصبح أكبر في عيوننا وِفي حياتنا.

الامتنان: الشعور بالامتنان لِما نملكه يُساعدنا على التَغلب على الشعور بِالنقص وِالِحاجة ويزيد من شعورنا بِالسعادة وِالِرضا.

 

 

تقبّل الِأشياء غير الِمُستحبة: يُمكن أن نُواجه مُشكلاتٍ وِظروفًا لا نُريدها أو نُفضل تجنبها، لكن تقبّل الِأشياء غير الِمُستحبة يُمكننا من التَغلب عليها بِشكلٍ أفضل وِالتَحرك إلى الأمام بِشكلٍ أكثر هدوءًا وِثباتًا.

مُمارسة التأمل: التأمل يُساهم في التَحكم في الِمشاعر وِالتَخلص من التوتر وِالقلق، ويزيد من الشعور بِالِسكينة وِالِهدوء الداخلي، وَيُساهم في زيادة الشعور بِالسعادة وِالِرضا.

 

السعادة رحلةٌ مستمرةٌ:

لا تُوجد صيغةٌ واحدةٌ لِلسعادة، فما يُناسب شخصًا لا يُناسب شخصًا آخر، لكن نُمكن أن نُعلّم أنفسنا كيف نُواجه التحديات بِشكلٍ إيجابي، كيف نُركز على الِأشياء الإيجابية في حياتنا، كيف نُحوّل التجارب السلبية إلى دروسٍ تُنمّي من قُدرتنا على التعامل مع المُشكلات وِالتغلب عليها بِشكلٍ أفضل. السعادة رحلةٌ مستمرةٌ تتطلبُ من كلّ منّ ا أن نُحاول فهم نُفسنا وِرغباتنا وِاحتياجاتنا بِشكلٍ أفضل، وأن نُحاول أن نُدرك أن السعادة تُوجد في الِأشياء البسيطة وِالمُتاحة لنا كلّ يوم، فالتَواصل مع الِأحباء، مُساعدة الآخرين، العمل على مُشاريع نُحبها، كلّ ذلك يُساهم في تكوين رحلة السعادة.

فما هو تعريفك للسعادة؟ شاركنا أفكارك في التعليقات