الإسلام: دين الأنبياء جميعاً
يُعتبر الإسلام، في جوهره، رسالة ربانية خالدة، حمل لواءها جميع الأنبياء
والمرسلين عبر التاريخ، بدءاً من آدم عليه السلام، مروراً بنوح وإبراهيم وموسى
وعيسى عليهم السلام أجمعين،
![]() |
الإسلام: دين الأنبياء جميعاً |
.
مفهوم الإسلام: شمولية الرسالة وخصوصية التشريع
يتجلى مفهوم الإسلام في شقين أساسيين:
الإسلام العام: وهو دين الفطرة الذي دعا إليه جميع الأنبياء، جوهره
الإيمان بالله الواحد الأحد، والخضوع التام لأمره ونهيه. يجمع هذا الإسلام العام
الأنبياء والمرسلين على مبدأ الوحدانية، والتصديق باليوم الآخر، والعمل الصالح.
وقد تجلى هذا المعنى في قول الله تعالى عن إبراهيم عليه السلام: {مَا كَانَ
إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا
وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
محمد صلى الله عليه وسلم: خاتم الأنبياء ورسالته العالمية
بعث الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم برسالة الإسلام الخاتمة، لتكون هداية للناس أجمعين، وشريعة عامة للبشرية جمعاء. وقد جاءت هذه الرسالة لتؤكد على مبادئ الإسلام العامة التي جاء بها الأنبياء السابقون، وتتممها وتكملها بشريعةجامعة مانعة.
قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [سبأ:28].
وبهذا أصبحت رسالة الإسلام هي الدين الحق الذي لا يقبل الله من أحد دينا
سواه، كما قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا
اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ
الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ
سَرِيعُ الْحِسَابِ} [آل عمران:19].
تميز الإسلام بكونه دينًا شاملًا لجميع جوانب الحياة، فهو دين وعقيدة، وشريعة ومنهاج، وأخلاق وقيم. ويشمل الإسلام جميع مجالات الحياة، من العبادات والمعاملات إلى السياسة والاقتصاد والاجتماع، بل ويشمل أيضًا تنظيم العلاقات بين الأفراد والجماعات والدول.
وقد أكمل الله تعالى بهذه الرسالة الخاتمة الدين وأتم به النعمة على عباده، كما قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: