## مشروع قانون الذكاء الاصطناعي في كاليفورنيا: صراع بين الابتكار والمخاطر
يشهد عالم التكنولوجيا تطوراً مذهلاً في مجال
الذكاء الاصطناعي، وتحديداً في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يفتح آفاقاً
جديدة للابتكار. لكن مع هذا التطور، تبرز مخاوف متزايدة حول مخاطر الذكاء
الاصطناعي على المجتمع، مما دفع بعض الحكومات إلى اتخاذ خطوات لتنظيم هذه التقنية
الناشئة.
في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، يواجه مشروع
قانون جديد يُهدف إلى تنظيم نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي معارضة شديدة من قبل
شركات وممثلين منتخبين، بينما يدعمه آخرون على أمل تحجيم مخاطر هذه التقنية.
## مشروع قانون الذكاء الاصطناعي في كاليفورنيا: صراع بين الابتكار والمخاطر
**الهدف من مشروع القانون:**
يهدف مشروع قانون "أس بي 1047"، الذي
يُطلق عليه "قانون الابتكار الآمن في نماذج الذكاء الاصطناعي الرائدة"،
إلى وضع ضوابط على نماذج الذكاء الاصطناعي الكبيرة، مثل "تشات جي بي تي"
و"بارد" و"دال-إي"، لمنعها من التسبب في كوارث محتملة تؤدي
إلى وفيات أو حوادث أمنية سيبرانية.
ويَركز مشروع القانون بشكل رئيسي على تقييم
المخاطر التي تشكلها هذه النماذج وفرض إجراءات للحد من هذه المخاطر، مثل اختبار
الأنظمة و إجراء عمليات محاكاة لهجمات سيبرانية.
**معارضة مشروع القانون:**
أثارت مسودة القانون انتقادات شديدة من قبل بعض
شركات الذكاء الاصطناعي، مثل "أوبن أي آي" التي طورت "تشات جي بي
تي"، التي اعتبرته "قانوناً وطنياً أفضل من خليط تشريعات فوضوي"، وتخشى من أن يؤدي إلى خنق الابتكار في مجال
الذكاء الاصطناعي، خاصةً وأن "ثورة الذكاء الاصطناعي لا تزال في بدايتها".
كما أبدت بعض المنظمات التي تمثل شركات مثل "غوغل"
و "ميتا" معارضتها للقانون، معتبرةً أنه يفرض قيوداً صارمة وغير واقعية
على تطوير الذكاء الاصطناعي، مما يُهدد قدرة الشركات على إجراء أبحاث جديدة في هذا
المجال.
**دعم مشروع القانون:**
من جهة أخرى، يجد مشروع القانون دعماً من بعض
الممثلين المنتخبين، خاصةً من الحزب الديمقراطي،
وذلك حرصاً على حماية المستهلكين والبيانات والملكية الفكرية من المخاطر
المحتملة للذكاء الاصطناعي.
ويؤكد مؤيدو القانون على أهمية وضع ضوابط صارمة
على هذه التقنية لضمان استخدامها بشكل آمن ومسؤول، ويشيرون إلى أن كاليفورنيا
تمتلك فرصة هامة لتكون في طليعة تنظيم الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة.
**التحديات التي تواجه مشروع القانون:**
يواجه مشروع القانون تحديات عديدة، من أهمها:
* **الغموض حول طبيعة الذكاء الاصطناعي:** لا تزال طبيعة الذكاء الاصطناعي موضع نقاش
ونقاش واسع، مما يجعل من الصعب تحديد مخاطرها بدقة ووضع ضوابط مناسبة لها.
* **عدم وجود اتفاق حول الأطر التنظيمية:** لا
يوجد اتفاق عالمي حول أفضل السبل لتنظيم الذكاء الاصطناعي، مما يجعل من الصعب على
كاليفورنيا وضع تشريعات تتناسب مع الجهود الدولية في هذا المجال.
* **مخاطر تقييد الابتكار:** قد تؤدي القيود
المفروضة على تطوير الذكاء الاصطناعي إلى تقييد الابتكار في هذا المجال، مما قد
يُضعف من قدرة الولايات المتحدة على المنافسة العالمية في هذا المجال.
* **صعوبة تطبيق القوانين:** قد يكون من الصعب تطبيق القوانين على نماذج
الذكاء الاصطناعي، خاصةً تلك التي تُطورها شركات خارج ولاية كاليفورنيا.
**آراء الخبراء:**
ينقسم خبراء الذكاء الاصطناعي حول مشروع قانون "أس
بي 1047" إلى فئتين:
* **القلقون من مخاطر الذكاء الاصطناعي:** يرى
هؤلاء الخبراء أن المخاطر التي تشكلها الذكاء الاصطناعي حقيقية وتستحق اهتماماً
جاداً، ويدعمون وضع ضوابط صارمة على هذه
التقنية.
* **المؤيدون للابتكار:** يرى هؤلاء أن القيود
المفروضة على الذكاء الاصطناعي قد تؤدي إلى تقييد الابتكار في هذا المجال، ويؤكدون
على ضرورة
العمل
على إيجاد حلول توافقية بين ضمان سلامة الذكاء الاصطناعي وتشجيع تطويره.
**المستقبل:**
يشكل مشروع قانون "أس بي 1047" نقطة
تحول هامة في تاريخ تنظيم الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة، ويُرجح أن يكون
له تأثير كبير على تطوير هذه التقنية على المستوى العالمي.
يُحتمل أن تؤثر نتائج تصويت مجلس النواب في
كاليفورنيا على قوانين تنظيم الذكاء الاصطناعي في الولايات الأخرى،
كما قد تشكل نموذجاً
للقوانين التنظيمية على المستوى الدولي.
**خاتمة:**
يواجه مشروع قانون "أس بي 1047" تحديات
كبيرة، لكنه يُقدم فرصة هامة لتشكيل
مستقبل الذكاء الاصطناعي، ولضمان
استخدامه بشكل آمن
ورشيد. ويُتوقع أن يُشهد المستقبل
مزيداً من المناقشات حول تنظيم الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك
النقاش حول حقوق
المستهلكين
وحماية البيانات والخصوصية، ودور
الحكومات في تشكيل تطور هذه التقنية
الهامة.