## مع اقتراب موسم الخريف: مخاطر الإنفلونزا وضرورة التطعيم
تُعَدّ نزلات البرد المُنتشرة هذه الأيام، مع
تغير الأحوال الجوية، دلالة واضحة على اقتراب فصل الخريف ووصول الشتاء. يثير هذا
الأمر قلقًا كبيرًا في نفوس الناس، مُتخوفين من عودة شرسة لفيروس كورونا، كما
يُقلقهم انتشار فيروسات الإنفلونزا الموسمية، خاصة مع التقارير الغربية عن انتشار
واسع لفيروس إنفلونزا الطيور، وظهور لقاحات جديدة لمواجهة كوفيد-19.
تُثير هذه المخاوف ضرورة الوعي بأهمية الوقاية
من الأمراض المعدية، خاصة وأن فصل الخريف يشهد ارتفاعًا في حالات الإصابة بالأمراض
التنفسية. تُشكل الإنفلونزا أحد أهم المخاطر التي يجب مُواجهتها خلال هذه الفترة،
إذ تُعدّ من الأمراض المُعدية التي تُؤثر على الجهاز التنفسي، وتنتشر بسهولة من
شخص لآخر عن طريق الرذاذ.
## مع اقتراب موسم الخريف: مخاطر الإنفلونزا وضرورة التطعيم
**أنواع الإنفلونزا ومخاطرها:**
يوجد العديد من أنواع فيروسات الإنفلونزا، وتصنف
إلى ثلاثة أنواع رئيسية هي:
* **إنفلونزا A:** أكثر أنواع الإنفلونزا انتشارًا، وتُعدّ مُسببة لعدد كبير من حالات العدوى
البشرية.
* **إنفلونزا B:** تُصيب عادةً الأطفال الصغار، وغالباً ما تكون أقل خطورة من إنفلونزا A.
* **إنفلونزا C:** تُصيب البشر ولكنها تُعدّ الأقل خطورة من الأنواع الأخرى، وتُسبب أعراضاً
خفيفة.
تُعدّ إنفلونزا A المُتَحورة
إلى أنواع جديدة، مثل إنفلونزا الطيور أو الخنازير، الأكثر خطورة، نظرًا لقدرتها
على الانتشار سريعًا بين البشر، وتُسبب مضاعفات خطيرة مثل الالتهاب الرئوي، وفشل
الجهاز التنفسي، وحتى الوفاة، خاصة لدى الأشخاص المُسنين، والأطفال الصغار، والحوامل،
وأصحاب الأمراض المُزمنة.
**أعراض الإنفلونزا:**
تُشمل أعراض الإنفلونزا:
* **الحمى:**
تُعدّ من أهم الأعراض المميزة للإنفلونزا، وقد تصل إلى درجات عالية.
* **الصداع:**
يُعدّ أيضًا من الأعراض المُنتشرة، وقد يكون شديدًا.
* **السعال:**
يُشكل السعال الجاف أحد أهم أعراض الإنفلونزا، وقد يستمر لعدة أيام.
* **آلام العضلات والمفاصل:** تُسبب الإنفلونزا آلامًا في العضلات والمفاصل،
قد تُؤثر على قدرة الإنسان على الحركة.
* **التعب والإرهاق:** يُسبب الفيروس شعورًا بالضعف والتعب الشديد، قد
يستمر لعدة أيام.
* **أعراض أخرى:** تُشمل الأعراض الأخرى التهاب الحلق، انسداد الأنف،
القشعريرة، التقيؤ والإسهال، خاصةً عند الأطفال.
**الوقاية من الإنفلونزا:**
تُعدّ الوقاية من الإنفلونزا أمرًا هامًا لضمان
صحة أفضل، وتجنب انتشار الفيروس، ومن أهم وسائل الوقاية:
* **التطعيم:**
يُعدّ التطعيم أفضل وسيلة لمنع الإصابة بالإنفلونزا، ويساعد على تقليل
خطورة الأعراض إذا أصيب الشخص بالفيروس. يُنصح بتلقي التطعيم سنويًا، خاصةً
بالنسبة للأشخاص المُعرضين لخطر الإصابة بالمضاعفات، مثل المُسنين، والأطفال
الصغار، وأصحاب الأمراض المُزمنة، والحوامل.
* **غسل اليدين:** يُعدّ غسل اليدين بشكل مُتكرر بالماء والصابون
من أهم وسائل الوقاية من الإنفلونزا، خاصةً بعد استخدام المراحيض، أو لمس الأسطح
المُلوثة.
* **التغطية عند السعال والعطس:** يُنصح بتغطية الفم والأنف عند السعال والعطس
بمنديل ورقي، أو بداخل المرفق، لتجنب انتشار الفيروس في الهواء.
* **تجنب الاتصال المباشر:** يُنصح بتجنب الاتصال المباشر مع الأشخاص
المُصابين بالإنفلونزا، قدر الإمكان.
* **الحفاظ على نظام غذائي صحي:** يُساعد تناول نظام غذائي صحي وغني بالفواكه
والخضار على تقوية جهاز المناعة، وزيادة قدرة الجسم على مقاومة العدوى.
* **ممارسة الرياضة:** يُساعد ممارسة الرياضة بانتظام على تقوية جهاز
المناعة، وزيادة مقاومة الجسم للعدوى.
* **الحصول على قسط كافٍ من النوم:** يُعدّ النوم الكافي أحد أهم العوامل التي
تُساعد على تعزيز جهاز المناعة، ومقاومة العدوى.
**مُعالجة الإنفلونزا:**
لا يُوجد دواء مُحدد لعلاج الإنفلونزا، ولكن
يُمكن تخفيف الأعراض عن طريق:
* **الراحة:**
يُنصح بالراحة في المنزل لتجنب انتشار العدوى، والسماح للجسم بالتعافي.
* **شرب السوائل:** يُساعد شرب الكثير من السوائل، مثل الماء،
والشوربة، على ترطيب الجسم وتخفيف الأعراض.
* **تناول مسكنات الألم:** يُمكن تناول مسكنات الألم، مثل الباراسيتامول،
أو إيبوبروفين، لتخفيف الحمى وآلام الجسم.
* **استخدام بخاخات الأنف:** يُمكن استخدام بخاخات الأنف، مثل بخاخات الملح،
لتخفيف احتقان الأنف.
**مضاعفات الإنفلونزا:**
تُعدّ الإنفلونزا خطيرة خاصةً على الأشخاص
المُعرضين لخطر الإصابة بالمضاعفات، مثل:
* **الأطفال الصغار:** تُعدّ
الإصابة بالإنفلونزا خطيرة للأطفال الصغار، وقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة،
مثل الالتهاب الرئوي، والتهاب الشعب الهوائية، والحصبة، والتهاب الأذن الوسطى.
* **المُسنين:** يُعدّ المُسنون أكثر عرضة لخطر الإصابة
بمضاعفات الإنفلونزا، مثل الالتهاب الرئوي، وفشل الجهاز التنفسي، وحتى الوفاة.
* **أصحاب الأمراض المُزمنة:** يُعرّض
أصحاب الأمراض المُزمنة، مثل أمراض القلب، والسكري، وأمراض الرئة، لخطر
الإصابة بمضاعفات الإنفلونزا.
* **الحوامل:**
تُعرّض الحمل جهاز المناعة
للإضعاف، مما يزيد من خطر الإصابة بمضاعفات الإنفلونزا، مثل الالتهاب الرئوي، أو
ولادة مبكرة.
**نصائح هامة:**
* تجنب
استخدام المضادات الحيوية إلا بوصف من الطبيب، لأنّها تُعالج البكتيريا فقط، وليس
الفيروسات.
* تجنب
استخدام أدوية السعال والكحة إلا تحت إشراف الطبيب، لأنّها قد تُؤثر على صحة
الإنسان، خاصةً عند الأطفال.
* لا
تُحاول علاج نفسك بنفسك، لأنّ العلاج الذاتي قد يُؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
* اتصل
بالطبيب إذا شعرت بأعراض شديدة للإنفلونزا، أو إذا لم تتحسن حالتك بعد مرور يومين
من بدء العلاج.
* احصل
على التطعيم ضد الإنفلونزا سنويًا، خاصةً إذا كنت مُعرضًا لخطر الإصابة بالمضاعفات.
**الخلاصة:**
تُعدّ
الوقاية من الإنفلونزا خطوة هامة للحفاظ على صحتك وصحة عائلتك. يُمكنك
التقليل من مخاطر الإصابة بالفيروس من خلال اتباع النصائح المُذكورة، مثل التطعيم،
وغسل اليدين بشكل مُتكرر، وتجنب الاتصال المباشر مع الأشخاص المُصابين. إذا أصبت
بالإنفلونزا، يُنصح بالراحة، وشرب
السوائل، وتناول مسكنات الألم، واتصل بالطبيب إذا شعرت بأعراض شديدة أو لم تتحسن
حالتك.