## انهيار عقار في الزيتون: فاجعة تثير الرعب وتُسلط الضوء على هشاشة المباني
في يومٍ حافلٍ بالأحداث، شهد حي الزيتون في شمال
القاهرة فاجعةً جديدةً، أرعبت سكان المنطقة، وألقت بظلالٍ من الحزن والأسى على
أرواحٍ بريئة. انهار عقارٌ مكونٌ من أربعة طوابق في شارع محمود الديب، تاركاً
وراءه مشاهدَ مأساويةً ومُشاهدَ حزنٍ مُلئَة بالدموع.
وقع الحادث في الصباح الباكر، حينما كانت
المنطقة تفيق من سباتها، مُستعدةً ليومٍ جديدٍ حافلٍ بالنشاط. ولحظاتٍ قليلة،
تحولت تلك الأجواء المُشمسة إلى كابوسٍ مُرعب، حينما انهار العقارُ بشكلٍ مفاجئ،
مُلقيًا بأثقاله الثقيلة على البيوتِ المجاورة، مُهدداً بابتلاعها في مأساةٍ لا
تُحمدُ عُقباها.
تلقى مركز عمليات الإدارة العامة للحماية
المدنية بلاغًا عاجلاً حول الحادث، فاندفعت فرق الإطفاء والإنقاذ على الفور إلى
موقع الحدث، حاملين معهم أملًا خافتًا في العثور على ناجين بين أنقاض العقار
المُنهار.
## انهيار عقار في الزيتون: فاجعة تثير الرعب وتُسلط الضوء على هشاشة المباني
**عملية إنقاذ صعبة بين أنقاض العقار:**
كانت المهمة شاقةً، فالمُشاهدُ المُرعبُ لأكوام
الركام المُتناثرة، والترابُ المُغطي على كل شيء، لا يُبشرُ بخير. عمل رجال
الإنقاذ دون كللٍ أو ملل، يبحثون عن أي علاماتٍ تدل على وجود ناجين تحت ركام
الحجارة.
وسطَ صراخِ عائلاتِ ضحاياِ الحادث، وعلى وقعِ
أنينِ الإنقاذِ المُستمرِ،
تَوَاقَىَ رجالُ الإنقاذِ مُجازفينَ
بأرواحِهم، من أجلِ إنقاذِ
من بَقِيَ حيًا
بينَ أنقاضِ المنزلِ المُنهار.
**انتشال جثةٍ واستخراج ناجين:**
وبعدَ ساعاتٍ
طوالٍ منَ الجهدِ المتواصلِ، وَتَحَطمِ
الأملِ معَ كُلِّ
دقيقةٍ تَمرُّ، تمكّنَ
رجالُ الإنقاذِ منَ
انتشالِ جثةِ شخصٍ
واحدٍ منَ بينَ
الأنقاضِ، وأخرجَ اثنينِ
آخرينَ على قيدِ الحياةِ،
مُصابينَ بِجروحٍ بِأَشْكَالٍ
مُختَلفة.
نُقلَ
الجُرحَى على الفورِ
إلى المستشفىِ لِتلقّيِ
العلاجِ، وَتَمَّ نقلُ
الجثةِ إلى مشرحةِ
المستشفىِ تحتَ تصرفِ
النيابةِ العامةِ.
**النيابة العامة: التحقيق في أسباب الانهيار:**
أَصْدَرَتِ
النيابةُ العامةُ أَوامِرَها
لِتَشكيلِ لجنةٍ هندسيةٍ
منَ محافظةِ القاهرةِ
لِإجْراءِ تَحْقيقٍ فِي أَسبابِ انهيارِ
العقارِ، وَتَفَتّيشِ حالةِ
العقاراتِ المجاورةِ، وَتَأكدِ
منَ عدمِ وجودِ
أَوامِرِ إزالةٍ للُّعقارِ
المُنهارِ.
وَتَمّتِ
استجوابُ الناجينَ وَشُهودِ
العينِ منَ سكانِ
المنطقةِ، فِي حالةٍ
منَ الخَوفِ وَالتَرَوّعِ
، حَتّى يُتَكَوّنَ
الِتصوّرُ الشاملُ لِأَسبابِ
الانهيارِ .
**الانهيار.. فشلٌ في نظامِ الِبِناءِ وَتَجاهُلٌ للِأَمَانِ؟**
يُلقي
انهيارُ العقارِ الضوءَ
الكاشفَ على أوجهِ
القصورِ في نظامِ
الِبِناءِ في مصرَ،
وَتَجاهُلِ الِمُسؤولينَ للِأَمَانِ
وَالِصحةِ الإنشائيةِ لِلمبانيِ،
وَتَساهُلِ البعضِ منَ
أَصحابِ العقاراتِ وَالمقاولينَ
في إهمالِ معاييرِ
الِبِناءِ الِآمنةِ.
وتُظهرُ
التقاريرُ المُتكررةُ عنَ
انهيارِ العقاراتِ وَالحوادثِ
الِمشابهةِ، وَتَساهُلِ الِمسؤولينَ
في مُتابعةِ حالةِ
العقاراتِ المُتهالكةِ، وَقِلةِ
إجراءاتِ الِصيانةِ الِضروريةِ،
أنَّ الِتَجاهُلَ لِمُشكلاتِ
الِبِناءِ الِخطيرةِ يُعرّضُ
الحياةَ للِخطرِ كُلَّ
يومٍ.
**ضرورةُ التَحركِ أَمَانِ الِمُواطنينَ :**
إنّ
انهيارَ العقارِ في
الزيتونِ يُذكّرُ الجميعَ
بِمُسؤوليتِهمِ في مُواجهةِ
مشكلةِ الِبِناءِ الِخطيرةِ،
وَتَحميلِ المُسؤولينَ وَالمُقاولينَ
وَأَصحابِ العقاراتِ الِمسؤوليةَ
في تطبيقِ قوانينِ
الِبِناءِ وَتَطبيقِ معاييرِ
الِأَمَانِ وَالِصحةِ الإنشائيةِ
لِلمبانيِ.
وَيُطالبُ
الِرأيُ العامُ بتَشديدِ
الِرقابةِ على العقاراتِ
الِمُتهالكةِ، وَتَنفِذِ خُططٍ
لِصيانةِ العقاراتِ وَإِزالةِ
الِمُهدداتِ لِسلامةِ الِسُّكانِ،
وَتَحْويلِ الِمُقاولينَ الِمُتَساهلينَ إلى
القضاءِ لِمُحاسبتِهمِ على
تَقصيرِهمِ وَإِهمالِهمِ لِأَرواحِ
الِمُواطنينَ.
**دروسٌ منَ الِفاجعةِ :**
إنّ
انهيارَ العقارِ في
الزيتونِ يُعَلّمُ الجميعَ
أنّ الِأَمَانَ وَالِصحةِ
الِإنشائيةِ لِلمبانيِ لا
يُجِبُ أن تَكونَ
مُجردَ أَمَانٍ في
كُتُبِ الِقوانينِ وَالِمُواصفاتِ ،
بل تَجِبُ أن
تَكونَ سلوكًا وتطبيقًا
عَمليًا يُراعي حياةَ الِمُواطنينَ وَسلامةَ
مُمتلكاتِهم.
وَمِنَ
الِدروسِ الِمُستفادةِ منَ
الِفاجعةِ أنّ الِتَعاونَ
بينَ الِمُواطنينَ وَالِجهاتِ
الِرسميةِ يُعتبرُ أساسيًا
في مُواجهةِ هكذا
كوارثَ ، فَتَجِبُ
الِمُبادرةُ بِتَقديمِ الِبلاغاتِ
حَوْلَ العقاراتِ الِمُتهالكةِ
وَالِمُهدداتِ للِأَمَانِ، وَتَعاونُ
الِجهاتِ الِرسميةِ في
تَوفيرِ خدماتِ الِإنقاذِ
وَالِصيانةِ الِضروريةِ لِحِمايةِ
الِمُواطنينَ.