recent
أخبار ساخنة

## "تاتامي": فيلم بتوقيع إيراني-إسرائيلي يُحدث زلزالاً في عالم السينما

 

 

 

##  "تاتامي": فيلم بتوقيع إيراني-إسرائيلي يُحدث زلزالاً في عالم السينما

 

يُعدّ فيلم "تاتامي" حالة فريدة من نوعها في عالم السينما، حيث يمثل نقطة التقاء نادرة بين فنانين من دولتين متنازعتين: إيران وإسرائيل. هذا الفيلم، الذي يُعرض حالياً في دور السينما الفرنسية، هو ثمرة تعاون غير مسبوق بين المخرجة الإيرانية-الفرنسية زر (زهرا) أمير إبراهيمي والمخرج الإسرائيلي غاي ناتيف، ليفتح بذلك نافذة جديدة على عالم من التحديات والإمكانات الفنية.


##  "تاتامي": فيلم بتوقيع إيراني-إسرائيلي يُحدث زلزالاً في عالم السينما

##  "تاتامي": فيلم بتوقيع إيراني-إسرائيلي يُحدث زلزالاً في عالم السينما



**قصة "تاتامي": رحلة من التحدّي إلى التحرّر**

 

تدور أحداث الفيلم حول ليلى، لاعبة جودو إيرانية، ومدربتها مريم. أثناء مشاركتهما في بطولة العالم للجودو في جورجيا، تواجهان ضغطاً شديداً من قبل السلطات الإيرانية لإجبار ليلى على الانسحاب من البطولة، وذلك لتفادي مواجهة لاعبة إسرائيلية.

 

يُقدم "تاتامي" صورة مؤثّرة عن التناقضات التي تعيشها ليلى ومريم. من ناحية، يشعران بالفخر بتمثيل إيران في المحافل الدولية، ومن ناحية أخرى، تُجبرهما تعليمات الدولة على خيانة أحلامهن الشخصية.  فليلى، التي تتوق إلى تحقيق حلمها بالفوز في البطولة، تواجه صراعاً داخلياً بين الولاء للوطن والالتزام بتوجيهات النظام.

 

**أمير إبراهيمي:  صوتٌ من المنفى**

 

تُؤدي زر (زهرا) أمير إبراهيمي دور مريم في الفيلم، وهي أيضًا المخرجة المشاركة. تعيش أمير إبراهيمي في المنفى بفرنسا، بعد أن مُنعت من العمل في إيران، بسبب مواقفها السياسية المُعارضة للنظام.

 

تُجسّد تجربة أمير إبراهيمي، التي عانت من التضييق في إيران، جوهر قصة "تاتامي".  فبالرغم من كونها إيرانية، إلا أنها تُجبر على العيش خارج بلدها، مما يدفعها إلى التعبير عن مشاعرها وآرائها بحرية أكبر.  وتُجسّد شخصيتها في الفيلم، مريم، رمزاً للمرأة الإيرانية التي تُناضل من أجل تحقيق ذاتها رغم القيود المفروضة عليها.

 

**غاي ناتيف:  تحدّي الصور النمطية**

 

يُعدّ غاي ناتيف، المخرج الإسرائيلي، شريكًا مهمًا في هذه الرحلة السينمائية.  يُقدم ناتيف رؤية جديدة عن إسرائيل، بعيدًا عن الصور النمطية السائدة في الإعلام العربي.  يُظهر ناتيف في "تاتامي" أنّه لا يوجد فقط شخصيات "شريرة" في إسرائيل، بل هناك أيضاً من يُقدّرون الرياضة ويمثلون وجهًا آخر للبلاد.

 

**الفيلم كرسالة سياسية وفنية**

 

"تاتامي" ليس مجرد فيلم رياضي، بل هو عمل فني يثير جدلاً سياسيًا كبيرًا. فمن خلال سرده لقصة ليلى ومريم، يُظهر الفيلم تناقضات النظام السياسي الإيراني، ويسلط الضوء على حرية التعبير والحق في ممارسة الرياضة دون قيود.

 

يُجسّد الفيلم، بشكل عام، رفض الظلم والعنف، سواء من قبل النظام الإيراني أو الإسرائيلي.  يُظهر "تاتامي" أنّه من الممكن  تجاوز الخلافات السياسية، وأنّ الفن يُمكنه أن يُشكل جسراً بين الشعوب، بغض النظر عن خلفياتها.

 

**التحدّيات في العمل السينمائي الإيراني**

 

يُشكل فيلم "تاتامي"  نتاجاً  لفترة من الزمن تُعاني فيها السينما الإيرانية من ضغوط سياسية شديدة.  ففي السنوات الأخيرة،  واجه العديد من السينمائيين الإيرانيين  مشكلات مع السلطات، مما أدى إلى اعتقالهم أو توجيه تهم قضائية لهم.

 

يُعتبر  المخرج محمد رسولوف مثالًا واضحًا على هذه التحديات. فقد فر رسولوف من إيران  بعد صدور حكم بسجنه،  وهو ما يُبين حجم القيود التي تواجهها  حرية التعبير  في إيران.

 

**"تاتامي" وفتح آفاق جديدة للتعاون**

 

يُثير فيلم "تاتامي"  جدلاً حول إمكانية  التعاون  بين  الإيرانيين  و  الإسرائيليين  في  مجالات  أخرى،  مثل  الموسيقى  والأدب.  ويُؤكد الفيلم على أنّ الفن يُمكنه أن يُشكل قوة ناعمة  لبناء جسور  بين  الشعوب  وتقريب  وجهات  نظرها.

author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent