recent
أخبار ساخنة

## فيلم "ريغان": فنٌ سياسي يُشعل حرارة الانتخابات الأمريكية

 

 

## فيلم "ريغان": فنٌ سياسي يُشعل حرارة الانتخابات الأمريكية

 

تُثير حرارة الانتخابات الأمريكية الحالية جدلاً واسعاً، لكنّها ليست الوحيدة التي تُشعلها. ففيلم "ريغان"، الذي يُسلط الضوء على حياة الرئيس الراحل رونالد ريغان، أصبح موضوع نقاشٍ حادٍّ بين الجمهور والنقاد، مُظهرًا انقسامًا عميقاً في المجتمع الأمريكي يُوازِ الانقسامات السياسية.


## فيلم "ريغان": فنٌ سياسي يُشعل حرارة الانتخابات الأمريكية

## فيلم "ريغان": فنٌ سياسي يُشعل حرارة الانتخابات الأمريكية



 

يُصوّر الفيلم رحلة حياة ريغان

 من بداياته كممثلٍ في هوليوود إلى صعوده السياسي، مُنتقلًا إلى رئاسته التي شكلت حقبةً مميزةً في التاريخ الأمريكي.  فبينما يُلقى الفيلم ترحيبًا واسعاً من قبل الجمهور، خاصةً من المحافظين الذين يُكنون تقديراً كبيراً لريغان، يُواجه نقدًا لاذعاً من قبل النقاد، الذين يعتبرون الفيلم مُبالغًا في إيجابية تصويره لريغان، متجاهلاً بعض جوانب شخصيته التي أثارت الجدل.

 

يشهد "ريغان" تباينًا صارخًا في التقييمات بين الجمهور والنقاد، حيث تُظهر إحصائيات موقع "روتن تومايتوز" نسبة إيجابية بلغت 98% من قبل المشاهدين، بينما اقتصرت هذه النسبة على 21% فقط من قبل النقاد المحترفين.

 

يُهاجم النقاد الفيلم

 لتركيزه على جوانب ريغان الإيجابية، مُنتقدين عدم معالجة أخطائه وانتقاده السياسي، مما يُثير تساؤلات حول موضوعية الفيلم. بينما يتهم المعجبون النقاد بتشويه صورة الفيلم "الملهم" و"الوطني" بسبب انحيازهم اليساري.

 

يُشير المخرج شون ماكنمارا، في تصريحٍ له، إلى أن "السياسة تُدخل في الأمر، وفجأة يصبح الفيلم مُتحيزاً جداً". ويرى أن شخصية رونالد ريغان هي التي هوجمت بشكلٍ أكبر من الفيلم نفسه.

 

وقد سُخرت هذه الفجوة في التقييمات بين الجمهور والنقاد من قبل القائمين على الفيلم، مُستغلينّها كأداةٍ تسويقية.  وقد أعلنوا بِفَخرٍ أنّ "ريغان" قد حقق "أكبر هوة بين النقاد والمعجبين في تاريخ سينما هوليوود".

 

وُجِدَ "ريغان" نفسه وسط حرارة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، التي تُجرى في نوفمبر/تشرين الثاني القادم، مما يُضفي مزيدًا من الاهتمام على الفيلم، ويُشعل نقاشاً مُستعرًا حول أوجه التشابه بين قصة ريغان وواقع الحياة السياسية الأمريكية.

 

فَقَدْ حقق الفيلم

إيراداتٍ بلغت 10 ملايين دولار خلال عطلة نهاية الأسبوع الأولى من عرضه، وهو رقمٌ يُعتبر "أعلى من المتوسط" بالنسبة إلى فيلمٍ سيرةٍ سياسية، بحسب ما صرح به محلل شباك التذاكر ديفيد أ. غروس.

 

يُؤدي دينيس كوايد دور رونالد ريغان في الفيلم، الذي يُسلط الضوء على حياته من طفولته وحتى رئاسته، مروراً بمسيرته الفنية في هوليوود. 

 

ويُؤكد القأمون على الفيلم

 أن طرحه بالتزامن مع الانتخابات الأمريكية  "ليست سوى مصادفة"، حيث عُرض مشروع الفيلم للمرة الأولى في عام 2010، لكنّ تصويره لم يبدأ إلا في عام 2020، وتأخر بسبب جائحة كوفيد-19 وإضرابات الممثلين وكتّاب السيناريو في هوليوود.

 

بينما يُدرك المخرج شون ماكنمارا أن "الفيلم سُيعرض للجميع دون النظر إلى الانتخابات، وأعتقد أنه سيشاهده مجرد فيلم،  لكنّ الناس اليوم، عندما يشاهدونه،  لا يمكنهم إلا أن يروا أوجه التشابه" مع السياق الحالي.

 

فَتُظهر قصة الفيلم أوجه تشابهٍ مُدهشةً مع واقع الحياة السياسية الأمريكية الحالية،  مثل محاولة اغتيال ريغان في عام 1981،  والتي تُذكرنا بإطلاق النار على دونالد ترمب هذا الصيف.

 

كذلك يُواجه ريغان في الفيلم تظاهراتٍ في الجامعات وأسئلةٍ خلال حملة إعادة انتخابه حول تقدمه في السن، وهي مسائل يُواجهها الرئيس جو بايدن أيضاً هذا العام.

 

يُلاحظ شون ماكنمارا أن "هذه التطورات حصلت فجأة في الأشهر القليلة الماضية،  لذا حتى أنا، عندما أشاهد الفيلم اليوم،  أقول لنفسي، يا إلهي،  هذا يشبه ما يحدث اليوم،  أنا مُصدوم من أوجه التشابه هذه".

 

يُعرف شون ماكنمارا بإنتاجه لأفلام "للجمهور" لا ترضي النقاد بالضرورة،  لكنّه يُدرك أنّ الفجوة بين ردود الفعل على "ريغان" تُعدّ أكبر  وتُعكس الانقسامات العميقة التي تمزق البلاد.

 

فَبينما كانت فترة رئاسة ريغان في الثمانينيات مليئةً بالتوترات،  يُرى أنّ الأمة كانت "أكثر سخاءً وأكثر هدوءاً"  في تلك الفترة،  ولم تكن الخلافات السياسية بين الناس تمنعهم من التواصل اجتماعيًا،  والالتقاء لشرب القهوة أو على حفلة شواء.

 

يُضيف شون ماكنمارا أن المشاهدين الأكبر سناً يشعرون اليوم بارتباطٍ كبيرٍ بـ"ريغان"  لأنهم يتذكرون تلك الحقبة ويرون شيئاً "لم يعد موجوداً اليوم" في الولايات المتحدة.

 

ولكن ما كان ليكون رأي ريغان نفسه في المناخ الحالي؟ يُجيب المخرج "كان ريغان بارعاً جداً في التواصل وعظيماً،  وأعتقد أنه كان سيحاول سد هذه الفجوة".

 

يُعكس فيلم "ريغان"  انقسامًا مُزعجًا في المجتمع الأمريكي،  حيث يُبين أنّ فن السينما  قادرٌ على إثارة نقاشاتٍ هامةٍ حول تاريخٍ مُثيرٍ للجدل،  وأنّ تاريخ الولايات المتحدة،  وربما تاريخ العالم،  مُعقدٌ ومليءٌ بالظلال والضوء. 

author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent