recent
أخبار ساخنة

**معجزة برشلونة الكروية: كيف قاد هانزي فليك النادي من غياهب التعثر إلى قمة المجد العالمي**

الصفحة الرئيسية
الحجم
محتويات المقال

 

 

**معجزة برشلونة الكروية: كيف قاد هانزي فليك النادي من غياهب التعثر إلى قمة المجد العالمي**

 

في عالم كرة القدم الذي لا يعترف إلا بلغة الأرقام والإنجازات، سطّر نادي برشلونة الإسباني، تحت قيادة العقل المدبر الألماني هانزي فليك، فصلاً استثنائياً في تاريخه العريق. لم يكن مجرد موسم ناجح، بل كان بمثابة معجزة كروية بكل المقاييس، حيث انتشل فليك الفريق من حالة متقدمة من التعثر والانهيار الإداري والرياضي، ليقوده ببراعة تكتيكية لافتة إلى التربع على عرش الكرة الإسبانية بثلاثية بطولية، ويعيد له بريقه كأحد أروع الفرق في العالم، إن لم يكن أروعها على الإطلاق.

في عالم كرة القدم الذي لا يعترف إلا بلغة الأرقام والإنجازات، سطّر نادي برشلونة الإسباني، تحت قيادة العقل المدبر الألماني هانزي فليك، فصلاً استثنائياً في تاريخه العريق. لم يكن مجرد موسم ناجح، بل كان بمثابة معجزة كروية بكل المقاييس، حيث انتشل فليك الفريق من حالة متقدمة من التعثر والانهيار الإداري والرياضي، ليقوده ببراعة تكتيكية لافتة إلى التربع على عرش الكرة الإسبانية بثلاثية بطولية، ويعيد له بريقه كأحد أروع الفرق في العالم، إن لم يكن أروعها على الإطلاق.
**معجزة برشلونة الكروية: كيف قاد هانزي فليك النادي من غياهب التعثر إلى قمة المجد العالمي**


**معجزة برشلونة الكروية: كيف قاد هانزي فليك النادي من غياهب التعثر إلى قمة المجد العالمي**

الاسطورة

عندما تسلم فليك دفة القيادة الفنية خلفاً للأسطورة تشافي هيرنانديز قبل عام واحد فقط، كان النادي الكتالوني يرزح تحت وطأة فوضى عارمة.

 المشكلات المالية الخانقة، التخبط الإداري، وغياب النتائج المرجوة في الموسم الأخير لتشافي الذي خلا من أي لقب، كلها عوامل رسمت صورة قاتمة لمستقبل الفريق. لكن المدرب الألماني، الذي وصل بعد تجربة لم تكلل بالنجاح التام مع منتخب بلاده وأقيل في سبتمبر 2023، أثبت أن لديه ما يلزم لإحداث ثورة حقيقية تتجاوز مجرد النتائج الآنية.

 

  • بحنكته التكتيكية الفذة ورؤيته الثاقبة، لم يكتفِ فليك بتحقيق الانتصارات، بل أعاد بناء هوية برشلونة
  •  الهجومية التي طالما عشقتها الجماهير. فالفريق الذي كان يعاني من عقم تهديفي نسبي، انفجر تحت
  •  قيادته ليسجل 95 هدفاً مذهلاً في 35 مباراة بالدوري الإسباني، متفوقاً بواقع 23 هدفاً كاملاً عن
  •  غريمه التقليدي ريال مدريد. هذا السجل التهديفي لم يكن وليد الصدفة، بل نتاج عمل دؤوب على
  •  المرونة التكتيكية والحيوية الهجومية، وإعادة إحياء "كرة القدم الممتعة" التي تمثل جزءاً لا يتجزأ من
  •  فلسفة النادي.

 العبقرية

لم تقتصر عبقرية فليك على الجانب التكتيكي فحسب، بل امتدت لتشمل قدرته الفائقة على إدارة اللاعبين وتحفيزهم. 

ورث مجموعة من اللاعبين الموهوبين الذين كانوا بحاجة ماسة إلى من يثق بقدراتهم ويوجههم نحو استعادة بريقهم. نجح فليك في عزل الفريق عن الضجيج الخارجي والمشكلات الإدارية، مطبقاً "سياسة التركيز على كرة القدم فقط".

  1.  تبنى اللاعبون أخلاقيات العمل الجادة التي غرسها فيهم، وحول الأجواء السلبية المحيطة بالنادي إلى
  2.  حافز إضافي للتألق. وكما قال فليك نفسه: "كنا نفكر دائماً بصورة إيجابية وانعكس ذلك على الحصص
  3.  التدريبية. في برشلونة يجب أن تفوز بألقاب، الفوز بثلاثة ألقاب (الدوري الإسباني وكأس الملك وكأس
  4.  السوبر الإسبانية) أمر رائع."

 الأنجازات

شملت إنجازاته إحياء مسيرة لاعبين مخضرمين مثل فرينكي دي يونغ، جول كوندي، ورافينيا، الذين قدموا تحت إمرته موسماً استثنائياً. أما مايسترو خط الوسط الشاب بيدري، فبعد معاناة طويلة مع الإصابات، أثبت أخيراً جدارته كلاعب من طراز عالمي رفيع، متجاوزاً كابوس الغيابات المتكررة.

  •  ولعل الإسهام الأكبر كان في رعاية الموهبة الفذة لامين يامال، الذي تحول تحت إشراف فليك إلى قوة
  •  هجومية لا يمكن إيقافها، يصول ويجول في الملعب، ويخلق المشكلات لدفاعات الخصوم بلا هوادة.

 

الثنائية المحلية، الدوري الإسباني للمرة الـ28 في تاريخ النادي وكأس الملك، والتي حُسمت بفوز حاسم على إسبانيول (2-0) ليتقدم الفريق بفارق سبع نقاط عن ريال مدريد قبل جولتين من النهاية، كانت بمثابة تتويج لموسم التحولات الجذرية. 

هذا بالإضافة إلى الفوز بكأس السوبر الإسبانية في يناير، والذي منح الفريق دفعة معنوية هائلة وثقة بالنفس ساهمت في المسيرة المظفرة. وقد طبق فليك نظاماً تدريبياً مكثفاً، شمل حصة تدريب إضافية يومياً بموافقة اللاعبين، بهدف زيادة الشراسة الهجومية بغض النظر عن قوة المنافس.

 الصعيد الأوربى

وعلى الصعيد الأوروبي، قدم برشلونة أداءً لافتاً في دوري أبطال أوروبا، حيث سجل 43 هدفاً في 14 مباراة، وكان على وشك بلوغ أول نهائي قاري له منذ عقد من الزمان. لكن آمال الفريق في تحقيق الثلاثية الكبرى تبددت في مواجهة ماراثونية أمام إنتر ميلان في نصف النهائي، والتي اعتبرت واحدة من أعظم مباريات البطولة على الإطلاق، وانتهت بهزيمة برشلونة (6-7) في مجموع المباراتين. ورغم مرارة الإقصاء، فإن هذه الهزيمة كانت عثرة نادرة في موسم يمكن وصفه بالأسطوري.

 

  • الروح القتالية التي غرسها فليك في لاعبيه تجلت بوضوح في العودات التسع المذهلة في النتيجة خلال
  •  مختلف المسابقات. من بين هذه الانتفاضات، ثلاث مباريات لا تُنسى أمام الغريم الأزلي ريال مدريد
  •  بما في ذلك الفوز المثير (4-3) الذي وضعهم في موقع قوي لحسم اللقب، والانتصار الدراماتيكي (3-
  • 2) في الوقت الإضافي في نهائي كأس الملك، مما أضاف نكهة خاصة لهذه الإنجازات.

 

بالنظر إلى المستقبل، يواجه هانزي فليك تحديات جديدة. فإصلاح الهشاشة الدفاعية التي ظهرت في بعض المباريات، دون المساس بالقوة الهجومية الضاربة التي بناها، سيكون على رأس أولوياته.

 كما أن الدفاع عن الألقاب المحلية لن يكون سهلاً، خاصة مع سعي ريال مدريد للعودة بقوة تحت قيادة مدربه الجديد المتوقع تشابي ألونسو، بعد رحيل كارلو أنشيلوتي.

 

في الختام

 لقد كتب هانزي فليك فصلاً جديداً ومذهلاً في تاريخ برشلونة، محولاً اليأس إلى أمل، والفوضى إلى نظام، والتعثر إلى انتصارات مدوية. إنها ليست مجرد قصة نجاح رياضي، بل هي شهادة على قوة الإرادة، العبقرية التكتيكية.

 والقيادة الملهمة التي أعادت لبرشلونة هيبته ومكانته كأحد أعظم أندية كرة القدم في العالم، وأعادت الشغف إلى قلوب جماهيره المتعطشة للبطولات والأداء الراقي.

**معجزة برشلونة الكروية: كيف قاد هانزي فليك النادي من غياهب التعثر إلى قمة المجد العالمي**


تعديل
author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent