recent
أخبار ساخنة

** ظاهرة "البحث عن الفضيحة": صناعة الترند في العصر الرقمي**

الحجم
محتويات المقال

 

 

** ظاهرة "البحث عن الفضيحة": صناعة الترند في العصر الرقمي**

 

**مقدمة:**

في ظل الانتشار الواسع لمنصات التواصل الاجتماعي وتزايد تأثيرها على حياتنا اليومية، برزت ظاهرة مقلقة تتمثل في سعي بعض الأفراد، سواء كانوا صناع محتوى أو مستخدمين عاديين، نحو "الفضيحة" بكافة أشكالها. يتجلى هذا السعي إما في البحث الدؤوب عن هفوات أو أخطاء الآخرين وتضخيمها، أو حتى في اختلاق وفبركة مواقف وقصص مثيرة للجدل بهدف تحقيق الانتشار السريع ("الترند") وجذب أكبر عدد ممكن من المشاهدات والتفاعلات.


في ظل الانتشار الواسع لمنصات التواصل الاجتماعي وتزايد تأثيرها على حياتنا اليومية، برزت ظاهرة مقلقة تتمثل في سعي بعض الأفراد، سواء كانوا صناع محتوى أو مستخدمين عاديين، نحو "الفضيحة" بكافة أشكالها. يتجلى هذا السعي إما في البحث الدؤوب عن هفوات أو أخطاء الآخرين وتضخيمها، أو حتى في اختلاق وفبركة مواقف وقصص مثيرة للجدل بهدف تحقيق الانتشار السريع ("الترند") وجذب أكبر عدد ممكن من المشاهدات والتفاعلات.
** ظاهرة "البحث عن الفضيحة": صناعة الترند في العصر الرقمي**

** ظاهرة "البحث عن الفضيحة": صناعة الترند في العصر الرقمي**


**أسباب انتشار الظاهرة**

 

1.  **الرغبة في الشهرة السريعة والتقدير الزائف:** توفر منصات التواصل وهمًا بإمكانية تحقيق الشهرة الفورية، ويعتقد البعض أن إثارة الجدل أو كشف "فضائح" (حقيقية أو مصطنعة) هي أسرع طريق للوصول إلى أعداد كبيرة من المتابعين.

2.  **المكاسب المادية:** يرتبط عدد المشاهدات والتفاعلات بشكل مباشر بالعائد المادي من الإعلانات أو الرعايات، مما يدفع البعض لتجاوز الأخلاقيات من أجل زيادة الأرباح.

3.  **طبيعة خوارزميات المنصات:** غالبًا ما تكافئ خوارزميات هذه المنصات المحتوى المثير للجدل والصادم لأنه يحقق تفاعلاً أعلى (حتى لو كان سلبياً)، مما يشجع على إنتاج المزيد منه.

4.  **الفضول البشري والمجتمعي:** يميل الجمهور بشكل عام إلى متابعة الأخبار المثيرة والغريبة وأخبار المشاهير وحياتهم الخاصة، ويستغل البعض هذا الفضول.

5.  **غياب أو ضعف الرقابة والمحاسبة:** قد يشعر البعض بأن الفضاء الرقمي يتيح لهم قول وفعل ما يريدون دون عواقب وخيمة، مما يسهل نشر الشائعات أو المحتوى المسيء.

6.  **تراجع المعايير الأخلاقية:** في سباق "الترند"، قد يتغاضى البعض عن المبادئ الأخلاقية الأساسية مثل احترام الخصوصية، وقول الحقيقة، وعدم الإضرار بالآخرين.

 

**كيفية التغلب على الظاهرة**

 


** ظاهرة "البحث عن الفضيحة": صناعة الترند في العصر الرقمي**

1.  **تعزيز الوعي الإعلامي والنقدي:** يجب توعية المستخدمين، خاصة الشباب، بكيفية عمل منصات التواصل، وخطر المعلومات المضللة، وأهمية التفكير النقدي قبل تصديق أو نشر أي محتوى مثير للجدل.

2.  **تشجيع ودعم المحتوى الهادف والإيجابي:** يجب على المنصات والمجتمع ككل الاحتفاء بصناع المحتوى الذين يقدمون قيمة حقيقية وفائدة، بدلاً من التركيز فقط على أرقام المشاهدات.

3.  **مسؤولية المنصات:** يقع على عاتق شركات التواصل الاجتماعي مسؤولية كبيرة في مراجعة سياساتها وخوارزمياتها للحد من انتشار المحتوى الضار والمفبرك، وتشديد الرقابة على انتهاكات الخصوصية والتنمر.

4.  **وضع ضوابط أخلاقية وقانونية:** تعزيز الأطر القانونية والأخلاقية التي تنظم الفضاء الرقمي وتضمن المحاسبة على نشر الأكاذيب أو التشهير أو اختلاق الفضائح.

5.  **المسؤولية الفردية:** يجب على كل مستخدم أن يكون مسؤولاً عن المحتوى الذي يستهلكه ويشاركه، وأن يرفض المشاركة في نشر أو تداول "الفضائح" وأن يقاطع المحتوى الذي يعتمد عليها.

 

**هل الباحثون عن الفضيحة مرضى ويحتاجون للعلاج؟**

 


** ظاهرة "البحث عن الفضيحة": صناعة الترند في العصر الرقمي**

إن وصف هؤلاء الأشخاص بـ"المرضى" هو تبسيط مخل وقد يكون غير دقيق. الأمر أكثر تعقيدًا:

 

*   **الدوافع النفسية:** قد يعكس سلوكهم دوافع نفسية معينة مثل البحث المفرط عن الاهتمام (Attention Seeking)، أو تدني تقدير الذات ومحاولة تعويضه بالشهرة الرقمية، أو حتى سمات نرجسية. قد يكون هناك إدمان لسلوكيات معينة مرتبطة بالتقدير الرقمي (اللايكات، المشاهدات).

*   **الجهل أو التأثر بالبيئة الرقمية:** قد يكون البعض غير واعٍ تمامًا بعواقب أفعاله أو يتأثر بالتيار السائد في بيئته الرقمية التي تحتفي بهذا النوع من المحتوى.

*   **ليست بالضرورة حالة مرضية:** لا يعني السلوك الإشكالي بالضرورة وجود اضطراب نفسي سريري يتطلب علاجًا بالمعنى الطبي الدقيق. قد يكون السلوك نابعًا من ضعف في الوازع الأخلاقي، أو من ضغوط اجتماعية واقتصادية، أو من فهم خاطئ لآليات النجاح في العصر الرقمي.

 

  • بدلاً من وصمهم بالمرض، قد يكون من الأجدى فهم الدوافع النفسية والاجتماعية 
  • وراء هذا السلوك، والتركيز على التوعية الأخلاقية،
  •  وتعزيز بدائل إيجابية لتحقيق الذات والنجاح. في بعض الحالات الفردية،
  •  قد يكون هناك بالفعل حاجة لدعم نفسي أو استشارة إذا كان السلوك نابعًا من مشاكل أعمق 
  • تؤثر على حياة الفرد وعلاقاته.

 

**خاتمة**

ظاهرة البحث عن الفضيحة واختلاقها من أجل "الترند" هي عرض لمشكلة أعمق تتعلق بالقيم والأخلاقيات في العصر الرقمي. 

مواجهتها تتطلب جهدًا مجتمعيًا مشتركًا يبدأ من الفرد، مرورًا بالأسرة والمؤسسات التعليمية، وصولًا إلى مسؤولية المنصات الرقمية والسلطات التنظيمية، بهدف بناء بيئة رقمية أكثر صحة وإيجابية واحترامًا للإنسان.


** ظاهرة "البحث عن الفضيحة": صناعة الترند في العصر الرقمي**


تعديل
author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent