يَرى نَفْسَهُ نَجْمًا بِأَعْلَى مَقَامِ
يَرى نَفْسَهُ نَجْمًا بِأَعْلَى مَقَامِ
تُحَيِّيهِ دُنْيَاهُ بِأَحْلَى كَلَامِ
وَيَحْلُمُ بِالأَمْوَالِ تَجْرِي بِكَفِّهِ
كَسَيْلٍ مِنَ اليَاقُوتِ دُونَ انْصِرَامِ
يُريدُ قُصُورَ المَجْدِ تُبْنَى لِعِزِّهِ
وَيَأْبَى غُبَارَ السَّعْيِ بَيْنَ الزِّحَامِ
وَلَكِنَّهُ فِي يَوْمِهِ غَارِقٌ هُنَا
يُقَضِّيهِ فِي لَهْوٍ وَطُولِ مَنَامِ
يَقُولُ: "سَأَبْدَا غَدًا فِي اجْتِهَادِي"
وَيَأْتِي غَدٌ وَهْوَ رَهْنُ الظَّلَامِ
فَلَا هَدَفٌ يَدْعُوهُ أَوْ قَصْدٌ وَاضِحٌ
سِوَى طَيْفِ عِزٍّ فِي رُؤَى وَأَحْلَامِ
تَقَاذَفَهُ الأَيَّامُ فِي كُلِّ وِجْهَةٍ
كَقَشَّةٍ بِدَوَّامَةِ الأَعْوَامِ
يَسِيرُ بِلَا دَرْبٍ وَيَمْضِي بِلَا هُدَىً
كَسَارٍ إِلَى المَجْهُولِ دُونَ خِطَامِ
يَمُرُّ بِهِ العُمْرُ الخَصِيبُ وَلَمْ يَزَلْ
يُعَلِّلُ نَفْسًا بِالوُعُودِ العِظَامِ
وَيَبْقَى أَسِيرَ الحُلْمِ دُونَ فَعَائِلٍ
وَيُخْتَمُ عُمْرٌ فِي الأَمَانِي الجِسَامِ