جواز المخرجة ايناس الدغيدى من الاعلامية هالة سرحان

 

### **كيف حطم كريستال بالاس أحلام "ليفربول الجديد"؟ تحليل عميق لفوز تاريخي في درع الاتحاد الإنجليزي**

 

في أمسية كروية درامية على عشب ملعب ويمبلي العريق، سُطرت فصول قصة جديدة من قصص كرة القدم التي تؤكد أن العزيمة والصلابة التكتيكية قد تتفوق أحيانًا على بريق الأسماء وحجم الإنفاق. تمكن نادي كريستال بالاس، بقيادة مدربه المحنك أوليفر غلاسنر، من انتزاع لقب درع الاتحاد الإنجليزي من أنياب ليفربول، الفريق المُدجج بصفقات تجاوزت قيمتها 300 مليون جنيه إسترليني.

### **كيف حطم كريستال بالاس أحلام "ليفربول الجديد"؟ تحليل عميق لفوز تاريخي في درع الاتحاد الإنجليزي**

### **كيف حطم كريستال بالاس أحلام "ليفربول الجديد"؟ تحليل عميق لفوز تاريخي في درع الاتحاد الإنجليزي**

•  لم يكن الفوز مجرد نتيجة مباراة، بل كان بيانًا واضحًا بأن المال لا يشتري كل شيء
•  وأن "ليفربول الجديد" تحت قيادة آرني سلوت أمامه طريق طويل
•  للكشف عن عيوبه ومعالجتها قبل فوات الأوان.

#### **ويمبلي يبتسم لبالاس مجددًا قصة فريق بروح المقاتل**

 

للمرة الثانية في صيف واحد، يعود كريستال بالاسمن ويمبلي متوجًا بلقب كبير. بعد فوزهم المذهل بكأس الاتحاد الإنجليزي على حساب مانشستر سيتي، أثبت "النسور" أنهم ليسوا مجرد فريق عابر، بل أصبحوا متخصصين في إسقاط الكبار. دخل بالاس المباراة وهو يعي تمامًا الفوارق على الورق؛ فريق لم يبرم أي صفقة جديدة في التشكيلة الأساسية يواجه عملاقًا أنفق ببذخ لإعادة بناء صفوفه.

 

• لكن ما يمتلكه فريق غلاسنر هو أغلى من أي صفقة: التفاهم، الانسجام، والانضباط التكتيكي. لقد بنى
•  المدرب النمساوي منظومة صلبة تعتمد على دفاع متماسك، وتحولات سريعة، واستغلال قاتل لأخطاء
•  الخصم. هذا ما حدث بالضبط أمام ليفربول. لم يرتبك الفريق اللندني بعد تأخره في النتيجة مرتين، بل
•  حافظ على هدوئه وثقته بمنظومته، مدركًا أن الفرص ستأتي لا محالة أمام دفاع ليفربول الذي بدت
•  عليه علامات الارتباك.

 

#### **ليفربول الجديد بريق هجومي يخفي هشاشة دفاعية مقلقة**

 

بدأ ليفربول المباراة وكأنه في طريقه لتحقيق فوز سهل يطمئن به جماهيره على مستقبل الفريق بعد حقبة يورغن كلوب. الصفقات الجديدة أعلنت عن نفسها بقوة ومنذ الدقائق الأولى:

*   **هوغو إيكيتيكي:** المهاجم الفرنسي القادم مقابل 69 مليون جنيه إسترليني، لم ينتظر سوى أربع دقائق ليفتتح سجله التهديفي بتسديدة مقوسة رائعة سكنت شباك الحارس دين هندرسون، بعد تمريرة متقنة من زميله الجديد.

*   **فلوريان فيرتز:** "المايسترو" الألماني الذي كلف خزائن النادي 100 مليون جنيه إسترليني، أظهر لمحات من سحره بتقديمه لتلك التمريرة الحاسمة، مبرهنًا على الرؤية الثاقبة التي يمتلكها.

*   **جيريمي فريمبونغ:** الظهير الطائر القادم من باير ليفركوزن مقابل 30 مليون جنيه إسترليني، سجل بدوره هدفًا مباغتًا، وإن بدا وكأنه عرضية تحولت إلى هدف، إلا أنه أظهر الجرأة الهجومية التي يتوقعها منه المدرب آرني سلوت.

 

1. هذا البريق الهجومي المبكر رسم صورة وردية، لكن سرعان ما بدأت الشقوق تظهر في الجدار
2.  الخلفي. الهدف الأول لكريستال بالاس جاء من ركلة جزاء تسبب فيها القائد فيرجيل فان دايك بعرقلة
3.  واضحة لإسماعيلا سار. فان دايك، الذي غاب عن آخر المباريات التحضيرية بسبب المرض، بدا
4.  بعيدًا عن كامل جاهزيته، وهو ما يمثل جرس إنذار مبكر.

 

أما الهدف الثاني، فكشف عن مشكلة أخرى. انطلق سار بسرعته خلف الظهير الأيسر الجديد، ميلوش كيركيز، الذي عانى الأمرين في إيقافه، لينفرد ويسجل هدف التعادل القاتل. هذه اللقطة سلطت الضوء على أن ليفربول، رغم قوته الهجومية، قد يعاني من هشاشة دفاعية واضحة، خاصة في الأطراف وعند مواجهة لاعبين يتمتعون بالسرعة والمهارة.

 المدافع مارك غيهي، الذي ارتبط اسمه بالانتقال إلى ليفربول طوال الصيف، كان في الجهة المقابلة يرفع الدرع مع بالاس، في مفارقة لافتة.

 

#### **أبطال اللحظات الحاسمة هندرسون وديفيني يصنعان المجد**

 

عندما تتجه المباريات الكبرى إلى ركلات الترجيح، تبرز شخصيات الأبطال. في هذه الليلة، كان البطل الأبرز هو الحارس **دين هندرسون**. لم يكتفِ بالتصدي لركلة أليكسيس ماك أليستر ببراعة، بل كرر الإنجاز أمام تسديدة هارفي إليوت، ليمنح فريقه أفضلية نفسية حاسمة. تصدياته لم تكن مجرد حظ، بل كانت نتاج تركيز عالٍ وقراءة ممتازة لتسديدات لاعبي ليفربول.

 

• في المقابل، كان المشهد مؤلمًا لجماهير "الريدز". **محمد صلاح**، النجم الأول للفريق، أطاح
•  بركلته فوق العارضة، في تكرار لمشهد إهداره لركلة ترجيح في مباراة ودية سابقة، مما يطرح
•  تساؤلات حول حالته الذهنية في اللحظات الحاسمة.

 

لكن قصة البطل الأكثر إلهامًا كانت من نصيب لاعب لم يتوقعه أحد. **جاستن ديفيني**، لاعب الوسط الشاب القادم من أردريونيانز، والذي دخل بديلاً فقط بسبب إصابة غيهي. تقدم ديفيني لتسديد الركلة الأخيرة بثقة وهدوء لا يصدقان، ووضع الكرة بأناقة فوق الحارس أليسون بيكر، ليهدي فريقه اللقب ويكتب اسمه في تاريخ النادي بحروف من ذهب. هذا التباين بين هدوء الشاب المغمور وإهدار النجم المخضرم لخص قصة المباراة بأكملها.

 

#### **ماذا تعني هذه النتيجة لمستقبل الفريقين؟**

 

**بالنسبة لكريستال بالاس:** هذا الفوز هو أكثر من مجرد كأس. إنه تأكيد على صحة مشروع المدرب أوليفر غلاسنر، ودليل على أن الاستقرار والتجانس يمكن أن يصنعا فريقًا قادرًا على مقارعة الكبار. يمنح هذا اللقب الفريق دفعة معنوية هائلة قبل انطلاق الموسم الجديد، ويرسخ سمعته كخصم عنيد لا يستهان به. ومع إمكانية المشاركة في دوري المؤتمر الأوروبي، قد يكون بالاس الحصان الأسود الذي يفاجئ القارة.

 

**بالنسبة لليفربول:** هي ليست نهاية العالم، ولكنها صفعة قوية وواقعية في توقيت مثالي. كشفت المباراة للمدرب آرني سلوت والإدارة الرياضية أن العمل لم ينتهِ بعد. البريق الهجومي واعد للغاية، والتناغم بين إيكيتيكي وفيرتز يبشر بالكثير، لكن لا يمكن لأي فريق أن ينافس على الألقاب الكبرى بدفاع مهتز بهذا الشكل.

الخسارة تضع ضغطًا مبكرًا على سلوت وتثبت أن مهمة التعويض لن تكون سهلة. يجب على الفريق إيجاد التوازن المفقود بين الهجوم والدفاع، وربما إعادة التفكير في الأدوار الدفاعية لخط الوسط، الذي بدا مفتوحًا في ظل وجود فيرتز كرقم 10 أقل قوة بدنيًا.

 

**خلاصة:**

كانت ليلة دراماتيكية في ويمبلي، قدم فيها كريستال بالاس درسًا في العزيمة والتنظيم، بينما تلقى ليفربول إنذارًا مبكرًا بأن الطريق نحو استعادة الألقاب يتطلب أكثر من مجرد صفقات باهظة الثمن.

 لقد أثبت غلاسنر أن الاستقرار يهزم الإنفاق، بينما أدرك سلوت أن "ليفربول الجديد" لا يزال ورشة عمل مفتوحة، وأن إصلاح العيوب الدفاعية يجب أن يكون على رأس أولوياته إذا أراد تحويل البريق الهجومي الواعد إلى نجاحات حقيقية.