هاري كين: على أعتاب التاريخ ومطاردة إرث بيليه... هل يقود بايرن ميونخ وإنجلترا للمجد المنشود؟
في موسم استثنائي يجمع بين التألق الفردي والطموح الجماعي
يواصل المهاجم الإنجليزي هاري كين مسيرته المذهلة، ليس
فقط كآلة أهداف لا تهدأ، بل كقائد يسعى لإعادة كتابة التاريخ مع ناديه بايرن ميونخ
ومنتخب بلاده إنجلترا. ومع كل هدف يسجله، يقترب كين من تحطيم أرقام قياسية صمدت
لعقود، ويضع نصب عينيه أسماء أساطير اللعبة مثل بيليه، واين روني، وغيرد مولر،
مؤكداً أن المجد الحقيقي لا يكتمل إلا بحصد الألقاب الكبرى.
![]() |
| هاري كين: على أعتاب التاريخ ومطاردة إرث بيليه... هل يقود بايرن ميونخ وإنجلترا للمجد المنشود؟ |
مطاردة الأساطير كين يعيد كتابة تاريخ الهدافين
لم يعد إرث هاري كين مقتصراً على كونه أحد أفضل مهاجمي جيله، بل امتد ليشمل سجلاً حافلاً بالأرقام القياسية التي تجعله في مصاف عظماء اللعبة. فبعد أن حفر اسمه بأحرف من ذهب كهداف تاريخي لنادي توتنهام هوتسبير ومنتخب إنجلترا، متجاوزاً أساطير بحجم جيمي غريفز وواين روني، يواصل كين زحفه نحو قمة جديدة.
على بعد خطوات من بيليه
أصبح كين على وشك تحقيق إنجاز
تاريخي بمعادلة ثم تجاوز رقم الأسطورة البرازيلية بيليه كأحد أفضل الهدافين
الدوليين.نجح كين في تسجيل 78 هدفاً دولياً، متجاوزاً بذلك رقم بيليه البالغ 77
هدفاً. هذا الإنجاز يضعه في مكانة فريدة، وهو ما عبر عنه كين بتواضع
قائلاً: "أن تكون قريباً من اسم مثل بيليه فذلك يعبر عن نفسه... آمل أن أسجل
وأواصل مسيرتي الدولية الملهمة، فهذا وحده يوضح إلى أي مدى وصلت".
إرث "المدفعجي" في بافاريا
لم يكن انتقاله إلى بايرن ميونخ
مجرد صفقة انتقال لاعب، بل كان إعلاناً عن بداية فصل جديد في مسيرته. ورث كين
القميص رقم 9 الذي ارتداه أساطير مثل "المدفعجي" غيرد مولر وروبرت
ليفاندوفسكي، وسرعان ما أثبت أنه خير خلف لخير سلف. منذ أيامه الأولى في البوندسليجا،
بدأ كين في تحطيم الأرقام القياسية، حيث أصبح أول لاعب في تاريخ بايرن يسجل 7
أهداف في أول 5 مباريات له في الدوري. ويطمح الآن إلى كسر الرقم القياسي
لعدد الأهداف في موسم واحد، وهو إنجاز سيضعه في خانة خاصة جداً في تاريخ النادي
البافاري.
فلسفة المجد الألقاب الجماعية قبل الأرقام الفردية
على الرغم من سجله الفردي المذهل، يدرك هاري كين جيداً أن الإرث الحقيقي للاعبين الكبار يُبنى على البطولات التي يفوزون بها. لطالما لاحقته "لعنة" عدم الفوز بالألقاب خلال مسيرته مع توتنهام، لكنه الآن في بايرن ميونخ، النادي الذي لا يعرف إلا لغة الفوز، يبدو مصمماً على تغيير هذا الواقع.
وقد لخص كين فلسفته بوضوح: "في النهاية يمكنني تسجيل 100 هدف هذا الموسم، لكن إن لم أفز بدوري الأبطال أو بكأس العالم، فلن أفوز على الأرجح بالكرة الذهبية. والأمر نفسه ينطبق على إيرلينغ هالاند، وعلى أي لاعب. عليك أن تحصد تلك البطولات الكبرى".
هذه العقلية تعكس نضجاً كبيراً ورغبة جامحة في تحقيق المجد الجماعي. ويرى كين أن بايرن ميونخ يمتلك كل المقومات ليكون مرشحاً قوياً للفوز بدوري أبطال أوروبا، كما يعتقد أن منتخب إنجلترا سيدخل بطولة كأس العالم 2026 كأحد أبرز المرشحين للفوز باللقب.
تأثير توماس توخيل شراكة استراتيجية نحو القمة
لعب المدرب الألماني توماس توخيل
دوراً محورياً في مسيرة كين الأخيرة، سواء على مستوى النادي أو المنتخب. كان توخيل
أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت كين للانتقال إلى بايرن ميونخ، وقد أثمرت هذه
الشراكة عن نتائج فورية. أشاد كين بمدربه قائلاً: "أحببت طاقته، وأعجبت
بما أراد فعله وكيف أراد أن نلعب. لذا فإن امتلاك تلك العلاقة منذ اللحظة الأولى
وضعني على الطريق الصحيح".
هذا التأثير الإيجابي امتد إلى المنتخب الإنجليزي
حيث نجح توخيل في إعادة كين إلى أفضل مستوياته البدنية والذهنية. فبعد فترة بدت فيها حدته أقل، خاصة بعد "يورو 2024"، استعاد كين بريقه تحت قيادة المدرب الألماني، وهو ما يؤكده بقوله: "لو قارنت ذلك بما أشعر به الآن، لقلت إنني بالتأكيد أكثر لياقة وحدة خلال الوقت الحالي".
طموح كأس العالم 2026 استراتيجية "الكتاب
التكتيكي"
مع تأهل منتخب إنجلترا المبكر
والمريح إلى نهائيات كأس العالم 2026، يتطلع كين ورفاقه إلى تحقيق ما استعصى على
أجيال سابقة منذ عام 1966. ويحمل كين رؤية استراتيجية لتحقيق هذا الحلم،
مستلهماً أفكاراً من عالم كرة القدم الأمريكية.
يقترح كين فكرة إعداد "كتيب
للكرات الثابتة"، أشبه بـ "دفتر الخطط" في دوري كرة القدم
الأمريكية (NFL). ويوضح: "نريد أن نضع كتيباً
للكرات الثابتة، يمكننا الدخول به إلى البطولة في ظل عدم توافر وقت كافٍ للتدرب
عليها... وفي النهاية، فإن أفضل فريق في الكرات الثابتة عادة ما يصبح أفضل فريق في
البطولة".
فى الختام
هذه العقلية التحليلية والتخطيط
الدقيق يعكسان مدى جدية كين في سعيه نحو اللقب العالمي. ومع إقامة المباراة
النهائية للمونديال في نيويورك، المدينة التي اختتم فيها بيليه مسيرته الكروية،
يأمل كين أن يكتمل التشابه بين مسيرتيهما، ولكن بعد أن يكون قد تفوق على "الجوهرة
السوداء" في سجل الأهداف، ورفع الكأس الأغلى في عالم كرة القدم.
