recent
أخبار ساخنة

أحب الكلام إلى الله: دربٌ من الذكر والهداية

 

أحب الكلام إلى الله: دربٌ من الذكر والهداية

يُعدّ ذكر الله تعالى من أسمى العبادات، ففيه تُقرّب العبد من ربه، وتُسكن نفسه، وتُنير قلبه. وقد حثّنا النبي صلى الله عليه وسلم على الاستمرار في الذكر، وأخبرنا عن أحب الكلام إلى الله، فقال: "إن أحب الكلام إلى الله أن يقول العبد: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدّك، ولا إله غيرك.".

هذا الحديث الشريف، الوارد عن الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود، يفتح لنا نافذة للغوص في أعماق هذه الكلمات المختارة، فما الذي يجعلها "أحب الكلام إلى الله"؟


أحب الكلام إلى الله: دربٌ من الذكر والهداية

أحب الكلام إلى الله: دربٌ من الذكر والهداية




 

التوحيد في القلب واللسان:

يُشكل هذا الذكر جوهر التوحيد، فهو يقرّر أن الله وحده يستحقّ العبادة والحمد والثناء، لا شريك له، ولا يُشابهه في صفاته ولا في ذاته، ولا في فعله.

سبحانك اللهم: هذه الكلمات تنزه الله عن كل نقص وعيب ، فسبحانه تبارك وتعالى عن كل ما يُنقص عظمته ، ولا يُشابهه في جماله وكماله

 

 .

وبحمدك: نُثني على الله بِحَمْدِه ونشكره على نعمه ، ونُعظم عظمته ، ونؤكد على أنّه وحده يستحقّ الشكر .

وتبارك اسمك: نُعظم اسم الله ، ونؤكد على أنّه اسمٌ عظيمٌ ، مُباركٌ ، يَحْتوي على كلّ الخير والمَنَفعة .

تعالى جدّك: نُعظم جَدّ الله ، وهو عظمته ورُبوبيّته ، ونتَعرّف على أنّه خالقُ الكون ، ومُدبّرُه .

ولا إله غيرك: نُؤكّد على أنّه لا إله حَقًّا إلّا هو ، ولا يَسْتَحِقّ العِبادة إلّا هو

 

 .

الإخلاص في الذكر، الاستمرار في العبادة:

لا يكفي مجرد قول هذه الكلمات، بل يجب أن تَتَوَقَّع من القلوب . فلا يَكُون الذكرُ مجردَ حروفٍ تَخْرُجُ من اللسان ، بل يجب أن تَتَوَقَّع من القلوب ، وتَتَجَلّى في الأفعال . فلا يَكُون الذكرُ مجردَ حروفٍ تَخْرُجُ من اللسان ، بل يجب أن تَتَوَقَّع من القلوب ، وتَتَجَلّى في الأفعال

 

 .

الاستجابة لأوامر الله:

المؤمن الذّاكِرُ للهِ يَسْتَجيبُ لأوامِرِه على كلِّ حالٍ، فإنّ ذكرَ الله يُقرّبُنا من الرحمن، ويُنيرُ قلوبنا، ويُمكننا من التّصرفِ بِحِكْمَةٍ وِتَفَهّمٍ

 

.

الأفعال التي تُظهر الذكر:

لا يَكْتَفِي الذكرُ بِكَلِماتٍ تُقَالُ على اللّسان ، بل يَتَجَلّى في الأَفعالِ .

الصّلاة: تُعَدّ الصّلاة أعظمَ ذكرٍ، فهي تَجْمعُ بيْنَ قولِ الكَلِماتِ والأَفعالِ الِمُخْتَارَةِ ، وتُعَدّ رُكْنًا من أركانِ الإسلام

 .

الصدقة: تُنَقّي القلوبَ وتُقرّبُ من الله ، وهي مِن أَكْبَرِ الْأَعمالِ الصّالِحَةِ .

بر الوالدين: من أَفْضَلِ الْأَعمالِ ، وتُقرّبُ من الله ، ويَثُوَبُ عَلَيْهِ الْجَنّة .

التّواصُل بِالخَير: تُقرّبُ من الله ، وَتُنَشّرُ الْخَيرَ في الْعَالَمِ .

إتباع السنّة: نَتَعَلّمُ مِن الْحَبِيبِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّم ، وَنَتَخَلّى عَنِ الْخَطَأ ، وَتُقَرّبُ مِنَ اللّه

 

 

 

 

.

مَغْزى الْحَدِيثِ :

يُحَدّثُنَا الْحَدِيثُ شَرِيفٌ عن أَحَبّ الْكَلَامِ إلى اللّه ، وَيُؤكّدُ عَلَى أَهَمّيّةِ التّوْحِيدِ ، وَتَكْرِيهِ تَصَدّي الْنَّصِيحَةِ . فَإِنْ كُنّا نَحْبُ اللّه ، فَلْنَتْبَعْ كَلِمَاتِهِ ، وَنَتَعَلّمْ مِنْ حَبِيبِهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّم ، وَنَتَفَادَى أَبْغَضِ الْكَلَامِ إلى اللّه .

الخلاصة:

الْحَدِيثُ شَرِيفٌ يُنَوّرُ لَنَا طَرِيقَ الْذّكْرِ وَالْهُدَى ، وَتُعَدّ كَلِماتُهُ مِفْتَاحًا لِسَعَادَةِ الْقُلُوبِ ، وَنَجَاةِ الْأَرْوَاحِ . فَلْنَسْتَمْسِكْ بِهِ ، وَنَتَفَادَى مَا يَكْرَهُهُ اللّهُ . وَفِي نَهايةِ الْكَلَامِ ، لَنَذْكُرَ أَنّ الْقُرْآنَ هُوَ كَلَامُ اللّه ، وَهُوَ أَفْضَلُ وَأَحَبّ إلى اللّه سُبْحَانَهُ مِنْ أَيِّ كَلَامٍ .

**وَصَلّى اللّهُ عَلَى سَيّدِنَا مُحَمّدٍ وَسَلّم **


author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent