جواز المخرجة ايناس الدغيدى من الاعلامية هالة سرحان

 

 

 

## هالي بيري: بيرس بروسنان أعاد إيماني بالرجال!

 

"بيرس بروسنان هو جيمس بوند بالنسبة لي دائمًا. أنا من محبي بيرس بروسنان، لقد أعاد لي إيماني بالرجال في هذا الفيلم، ولا يمكن أن يكون هناك إنسان أكثر نبلًا من بيرس بروسنان". بهذه الكلمات صرحت النجمة العالمية هالي بيري في حديثها مع موقع Wired، متذكرة تجربتها الرائعة مع النجم الأيرلندي أثناء تصوير فيلم *Die Another Day* الذي صدر عام 2002.

## هالي بيري: بيرس بروسنان أعاد إيماني بالرجال!

 

كان فيلم *Die Another Day*

هو الرابع والأخير لـ بيرس بروسنان في سلسلة أفلام جيمس بوند، وقد شاركت هالي بيري في البطولة بدور جياسينتا "جينكس" جونسون، عميلة الأمن القومي. على الرغم من أن المشاركة في أفلام بوند لم تكن على قائمة أمنيات بيري، إلا أنها أعجبت بالفيلم وأشارت إلى أنها تشعر بشرف كبير لكونها جزءًا من تاريخ السينما، خاصةً مع بيرس.

 

"لم تكن المشاركة في أفلام بوند على قائمة أمنياتي، لكنني أحببت الأفلام، وبعد أن شاركت في أحدها، أشعر وكأنني جزء من تاريخ السينما، هذه الأفلام أيقونية، سيظلون إلى الأبد جزءًا من تاريخنا، وأنا أشعر بشرف كبير لكوني جزءًا من ذلك التاريخ، وخاصةً مع بيرس".

 تجربة بيرى

لم تكن تجربة بيري مع بروسنان مجرد تجربة مهنية ناجحة، بل تجربة شخصية مميزة أيضًا. فقد أثبتت كلماتها أن النجم الأيرلندي  أكثر من مجرد ممثل هوليودي جذاب، بل هو رجل نبيل وأخلاقي، وهو ما  أثار إعجاب بيري بشخصيته.

 

لا يخفى على أحد أن شخصية جيمس بوند، مع كلّ مجدها وقوتها، تُجسد نوعًا من الذكورة النمطية. بينما كان بروسنان يجسد ببراعة دور العميل السريّ، كان يواجه نقدًا كبيرًا لعدم قدرته على تجسيد نفس مستوى الذكورة التي امتلكها شون كونري،  الذي اعتُبر أيقونة جيمس بوند.

 

لكن بيري تنظر إلى بروسنان بطريقة مختلفة. فهي ترى ما وراء الشخصية المرسومة على الشاشة. فهي  ترى الرجل الذي يُضفي سحرًا خاصًا على دور جيمس بوند، دون أن يجعل  من دوره رمزًا لـ "الذكورة السامة" التي تُنقد فيها أفلام بوند.

 

في عالم تتصارع فيه النساء 

مع تحديات الذكورية والتمييز، كانت بيري قادرة على أن ترى  ما وراء  العديد من التوقعات والنقد. فهي لا ترى "الذكورة" كمفهوم موحد، بل كظلال متعددة، منها ما هو جميل ومنها ما هو  متوحش.

 

لا يمكننا  تجاهل أن  كلمات بيري  تُظهر لنا  أن  "الذكورة"  لا ينبغي أن تكون رمزًا للعدوانية أو التسلّط. فهي   تُظهر لنا أن  "الذكورة"  يمكن أن تكون  رمزًا للنباهة،  والاحترام،  والأخلاق.

 اختيار بيرى

ولكن لماذا اختارت بيري  أن  تُركز  على  "إيمانها بالرجال"؟  لأنّها تعيش في  عالمٍ  يُعاني من  العديد من  التحديات.  ففي  مجتمعنا   ،  تُواجه النساء  مشكلات   كثيرة  من  العنف  الجنسي،  والتمييز،  والتحرش.

 

لكن بيري  تُحاول أن  تُبين  أن  "الذكورة"  يمكن أن  تكون  مصدرًا  للتفاؤل.  فهي  تُؤكد  على  أنّ  هناك  رجال   نبلاء   مُخلصون   لأخلاقهم   وِقِيمهم. 

 

بروسنان   هو  مثال   على   ذلك.  فقد   عرف   بِتواضعه   وسلوكه   الراقي   خارج   كواليس   الأفلام.   وهو   ما   جعله   مُلهِمًا   لبيري   في   هذا   العالم   المُشبع   بِالتحديات.

 

لا  يُمكننا   أن   نتجاهل   أنّ   كلمات   بيري   تُقدم    لنا  رؤية   إيجابية  لِطبيعة   الرجال.  فهي  تُذكرنا  بأنّ  هناك   رجال   يبحثون  عن   العدالة   والتكافؤ   بين   الجنسين.

 

وتُذكرنا  أنّ  الذكورة  ليست   مفهومًا   ثابتًا،   بل   هي   مُتغيرة   تبعًا   لِظروف   المجتمع   والأفراد.   وهذا   ما   يُجعلها   قضية   مُهمة   لِلتحاور   والتفكير   فيها   معًا   كأفراد   ومجتمع.

 الختام

في  خاتمة   حديثها،  أكدت   بيري   أنّ   "بروسنان   سيظلّ   جيمس   بوند   بالنسبة   لي   دائمًا".   وهذا   يعكس   أهمية   تجربتها   مع   النجم   الأيرلندي،   التي   منحتها   فرصة   لِرؤية   "الذكورة"   من   وجهة   نظر   مختلفة،   وجهة   نظر   تُؤكد   على   أنّ   الرجال   يمكن   أن   يكونوا   مصدرًا   لِلإلهام   والتفاؤل.

 

"لا يمكن أن يكون هناك إنسان أكثر نبلًا من بيرس بروسنان". بهذه الكلمات اختتمت بيري حديثها مع موقع Wired، مُخلفةً وراءها سطرًا مُلّخِصًا لِعلاقتها مع النجم الأيرلندي، وعلاقتها مع "الذكورة" في  عالمنا  المُعقد.