## جييرمو ديل تورو: في مواجهة الأشباح في أبردين
**من الغرف المسكونة في فندق قديم إلى موقع
تصوير فيلم "فرانكشتاين" الجديد، يواصل المخرج المكسيكي المخضرم جييرمو
ديل تورو إثارة الفضول حول أعماله وإضفاء لمسة من الغموض على حياته الشخصية.**
يشتهر ديل تورو بتصويره للعالم الخيالي المظلم،
حيث غالباً ما يجد نفسه محاطاً بشخصيات أسطورية وحكايات مخيفة، وكأنه يعيش حياة
تتجاوز عالم السينما لتلامس أسرار الواقع.
ومع انطلاق تصوير فيلمه الجديد "فرانكشتاين"
في مدينة أبردين الاسكتلندية، أثارت صورته
التي نشرها على حسابه على منصة "X" (تويتر سابقاً) فضول المعجبين. تظهر الصورة ديل تورو في غرفته في فندق قديم،
وهو يستخدم هاتفه في محاولة لالتقاط ظاهرة صوتية إلكترونية (EVP)، تلك الأصوات الغامضة التي تدعي بعض المختصين بأنها رسائل من عالم
الأرواح.
## جييرمو ديل تورو: في مواجهة الأشباح في أبردين
**غرفة مسكونة في أبردين**
أوضح
ديل تورو في سلسلة تغريدات أن الغرفة التي يقيم فيها في الفندق
قديمة جداً و تعود للقرن التاسع عشر،
ووصفها بأنها "أكثر غرفة
مسكونة" في الفندق.
"أثناء
وجودي في أبردين، أقيم في فندق قديم يعود
تاريخه إلى القرن التاسع عشر، وأنا في
أكثر غرفة مسكونة فيه، والتي أخلاها أحد
منتجينا هذا الصباح، وواجهت فيها حوادث
كهربائية وجسدية غريبة حتى غادرتها في أسرع وقت ممكن"، كتب ديل تورو في تغريدة سابقة.
"أبقى
دائمًا في "أكثر الغرف مسكونة" ولكن لأول مرة لم أستطع الاستمرار، لم
يحدث شيء كبير، لكن الجو في الغرفة خانق وقررت أنني لن أقضي المزيد من الوقت هناك،
خاصة أنني احتاج لـ 6 ساعات من النوم لأحظى بيوم تصوير جيد"، أضاف ديل تورو في تغريدة أخرى.
لم يكن
ديل تورو وحيداً في تجربته،
فقد أكد أحد منتجي الفيلم أن الغرفة
كانت "مشحونة بطاقة سلبية" وأن
الشخص الذي يقيم
فيها من المفترض
أن يشعر بـ "شيء
غريب".
**"فرانكشتاين": أكثر من مجرد فيلم رعب**
يُعد فيلم "فرانكشتاين" من أهم
مشاريع ديل تورو الجديدة،
ويهدف إلى إعادة
تقديم الرواية الكلاسيكية لماري شيلي
بأسلوب فريد من
نوعه.
يتولى النجم
العالمي أوسكار إسحاق دور
البطولة في الفيلم،
من خلال تجسيده لشخصية
فيكتور فرانكشتاين، بينما يتولى
النجم العالمي جيكوب إلوردي
من "Satlburn" دور الوحش.
يُذكر أن ديل
تورو لم
يقتصر على اختيار
فريق ممثلين متميز،
بل أكد أيضاً
على التزام الفيلم
بأفكار رواية شيلي
الأصلية والتي تتخطى مجرد
قصة رعب.
"أريد أن
أحكي قصة عن
الإنسانية، عن التجربة
الإنسانية والتي تُلقي
الضوء على العواقب
الناتجة عن فخر
الإنسان وغروره"، قال
ديل تورو في لقاء
صحفي سابق.
وأضاف "فرانكشتاين ليس
مجرد وحش، بل هو نتاج
الإنسان وأفكاره، و أريد أن
أظهر ذلك في
الفيلم، أريد أن
أشرك المشاهد في
الرحلة التي تتغير
من خلالها شخصية فرانكشتاين
من الوحش إلى
الإنسان".
يُتوقع أن
يُصدر فيلم "فرانكشتاين" في
صيف عام 2024
، ويُعد واحد
من أكثر الأفلام
انتظارًا من جانب
المعجبين، وذلك بسبب
التاريخ المميز لـ ديل
تورو في
التعامل مع قصص
الرعب والخيال الظلامي.
**ديل تورو: من عالم السينما إلى عالم الأرواح**
تتجلى اهتمامات
ديل تورو بالظواهر الخارقة
و الغموض في
أعماله السينمائية، و يبدو أنها
تُلقي بظلالها أيضاً
على حياته الشخصية.
منذ سنوات
، اعترف ديل تورو
ب "تجاربه" مع
الظواهر الخارقة، و
يُعتقد أن هذه
التجارب أثرت في
أسلوبه السينمائي و
طريقة تعامله مع
شخصيات أفلامه.
"أنا مهتم
بالغموض، بالأشياء التي
لا نستطيع تفسيرها،
وأعتقد أن هذا
الفضول هو ما
يدفع ني ل
صنع الأفلام"، قال
ديل تورو في حوار
سابق.
و يُعتقد
أن ديل تورو يُحاول
دائماً دمج الغموض
و الظواهر الخارقة
في أعماله السينمائية
بطريقة منطقية و
واقعية، بحيث لا
يبدو أنه يقدم
أفكارًا لا معنى
لها ، بل
يُقدم مادة تثير
التأمل و التفكير.
"أنا أُقدّر
الجمال في الغموض،
أُقدّر الشعور ب
الخوف الذي يُشعرنا
ب أننا صغار
و أن هناك
أشياء أكبر مننا،
و أعتقد أن
هذه الأنواع من
الشعور تُساعد في
صقل خيالنا و
تعلمنا أن نتحدى
أنفسنا"، أضاف ديل تورو.
**بين الواقع والخيال**
لا يُمكن
فصل حياة ديل تورو
الشخصية عن عمله
السينمائي، ف الاثنان
مترابطان بشكل لا
يُمكن فصلهما.
يبدو أن ديل
تورو يُحاول دائماً
دمج الواقع و
الخيال في كل
ما يفعله، و
يُعتقد أن هذه
القدرة هي ما
تُجعله واحدًا من
أكثر المخرجين تأثيراً
في العالم.
من
خلال أفلامه ،
يُقدم ديل تورو رؤية
مُختلفة عن العالم،
رؤية تُبرز الجمال
في الغموض و
الرهبة في الواقع،
و يُحاول دائماً
تذكيرنا بأن الخيال
لا يُمكن أن
يُفصل عن حياتنا
، ف هو
الجزء الذي يُعطينا
الأمل و يشجعنا
على التحدي و
التغيير.