## فضائل سورة الكهف يوم الجمعة: نورٌ يُضيءُ الدروب ويُحصّنُ القلوب
تُعدّ سورة الكهف من السور القرآنية العظيمة
التي حظيت باهتمامٍ كبيرٍ من النبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وربطها بالعديد
من الفضائل، خاصةً عند قراءتها يوم الجمعة، فما هي هذه الفضائل التي جعلتها
تُنْسَبُ لِهذا اليوم المبارك؟
## فضائل سورة الكهف يوم الجمعة: نورٌ يُضيءُ الدروب ويُحصّنُ القلوب
**نورٌ يُضيءُ الدروب:**
يُروى
عن أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: **"مَنْ
قرأَ سورةَ الكهفِ كما أُنْزِلَتْ كانَتْ لهُ نُورًا يومَ القيامةِ، من مَقَامِهِ
إلى مكةَ، و مَنْ قرأَ عشرَ آياتٍ من آخِرِها ثُمَّ خرجَ الدَّجَّالُ لمْ
يَضُرَّهُ".**[١]
يُبيّن هذا الحديث فضل سورة الكهف العظيم، فهي
نورٌ يُضيءُ لصاحبها طريقَ الدُّنيا والآخرة، يُساعدُه على تجنّبِ الشرورِ
والظلماتِ ويُنيرُ له دروبَ الهدايةِ.
**حمايةٌ من فتنةِ الدجّال:**
يُعتبرُ الدجّالُ من أخطرِ الفتنِ التي
سيُواجهُها المسلمون قبل يوم القيامة، ولهذا خصّص النبيّ صلى الله عليه وسلم سورةَ
الكهف لحمايةِ المؤمنين من شرّه، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: **"مَن
حَفِظَ عَشْرَ آياتٍ مِن أوَّلِ سُورَةِ الكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ".**[٢]
ويُؤكد هذا الحديث على أنّ حفظِ بدايةِ سورةِ
الكهف يُعصمُ المسلمَ من فتنةِ الدجّالِ،
وذلك لِما تحتويهِ من حقائقٍ وأسرارٍ تُنيرُ العقلَ وتُقوّيِ الإيمانَ.
**ثوابٌ عظيمٌ يُمنحُ يومَ الجمعة:**
تُستحبّ قراءةُ سورةِ الكهفِ يومَ الجمعةِ، وقد
كان الصحابيّ الجليلُ عبداللهُ بنُ عمرٍ رضي الله عنه يُقرؤها لِما لها من الثوابِ
والأجرِ الكبيرِ،[٣] وعن أبي سعيد الخدريّ
رضي الله عنه قال: **"من قرأ سورةَ الكهفِ في يومِ الجمعةِ أضاء له من النورِ
ما بينَ الجمعتينِ".**[٤]
يشير هذا الحديثُ إلى أنّ قراءةَ سورةِ الكهفِ
يومَ الجمعةِ يُنيرُ للقارئِ نوراً يُضيءُ طريقهُ بينَ الجمعةِ والجمعةِ،
ويُكافئُه اللهُ بما يُرضيهِ من ثوابٍ وأجرٍ.
**فضائلُ يومِ الجمعةِ:**
لا يمكنُ الحديثُ عن فضائلِ سورةِ الكهفِ يومَ
الجمعةِ دونَ الحديثِ عن فضائلِ هذا اليومِ نفسه، فهو يومُ عيدٍ للمسلمين، وله
مكانةٌ عظيمةٌ في قلوبِهم، فعن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: **"نَحْنُ
الآخِرُونَ، ونَحْنُ السَّابِقُونَ يَومَ القِيامَةِ، بَيْدَ أنَّ كُلَّ أُمَّةٍ
أُوتِيَتِ الكِتابَ مِن قَبْلِنا، وأُوتِيناهُ مِن بَعْدِهِمْ، ثُمَّ هذا اليَوْمُ
الذي كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْنا، هَدانا اللَّهُ له]
يُشيرُ هذا الحديثُ إلى أنّ يومَ الجمعةِ يومٌ
مُختصٌّ للمسلمين، وهو يومٌ مميزٌ يَتبعُهم فيهِ غيرُهم من الأممِ يومَ القيامةِ.
**سننُ يومِ الجمعة:**
للجمعةِ العديدُ من السننِ التي يُستحبّ
للمسلمينِ أداءُها، ونذكرُ من أهمّها:
* **الصلاةُ على النبيّ صلى الله عليه وسلم:** قال
النبيّ صلى الله عليه وسلم: **"إنَّ من أفضلِ أيَّامِكُم يومَ الجمعةِ
فأَكْثِروا عليَّ من الصَّلاةِ فيهِ فإنَّ صلاتَكُم معروضةٌ عليَّ".**[٦]
* **الذهابُ مبكرًا لصلاةِ الجمعةِ:** قال
النبيّ صلى الله عليه وسلم: **"إِذَا كانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ، كانَ علَى
كُلِّ بَابٍ مِن أبْوَابِ المَسْجِدِ المَلَائِكَةُ، يَكْتُبُونَ الأوَّلَ
فَالأوَّلَ، فَإِذَا جَلَسَ الإمَامُ طَوَوُا الصُّحُفَ، وجَاؤُوا يَسْتَمِعُونَ
الذِّكْرَ".**[٧]
* **الدُّعاءُ في ساعةِ الجمعةِ:** قال النبيّ
صلى الله عليه وسلم: **"أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
ذَكَرَ يَومَ الجُمُعَةِ، فَقالَ: فيه سَاعَةٌ، لا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ،
وهو قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شيئًا، إلَّا أعْطَاهُ إيَّاهُ
وأَشَارَ بيَدِهِ يُقَلِّلُهَا".**[٨]
**وقتُ قراءةِ سورةِ الكهفِ:**
لا يوجدُ وقتٌ محدّدٌ لقراءةِ سورةِ الكهفِ يومَ
الجمعةِ، بل يُمكنُ قراءتها في أيّ وقتٍ من هذا اليومِ، سواءٌ كان أوّلهُ أو
أوسطهُ أو آخرهُ،[٩] ولكنّ وقتَ استحبابِ
قراءتها يبدأُ من ليلةِ الجمعةِ، أيّ مساءَ يومِ الخميسِ.
**خاتمة:**
تُعدّ سورةُ الكهفِ من السورِ القرآنيةِ
المميزةِ التي يستحبّ قراءتها في يومِ الجمعةِ الفضيلِ، ففيها نورٌ يُضيءُ الدروبَ
ويُحصّنُ القلوبَ، وفيها حمايةٌ من شرّ
الدجّالِ، وفيها ثوابٌ عظيمٌ يُمنحُ يومَ
الجمعةِ.
فليحرصِ المسلمونَ على قراءتها والاستفادةِ من
فضائلها، وليتذكروا أنّ يومَ الجمعةِ يومٌ مُباركٌ مُختصٌّ بالمسلمين،
**الهامش:**
[١] رواه أحمد وأبو داود.
[٢] رواه الترمذي.
[٣] رواه ابن أبي شيبة.
[٤] رواه ابن حبان.
[٥] رواه مسلم.
[٦] رواه ابن ماجه.
[٧] رواه البخاري.
[٨] رواه البخاري.
[٩] الفتاوى لِابن تيمية.