recent
أخبار ساخنة

## عمالقة الإنترنت في مرمى نيران الاتحاد الأوروبي: ضغوط متزايدة وحرب شرسة

 

 

## عمالقة الإنترنت في مرمى نيران الاتحاد الأوروبي: ضغوط متزايدة وحرب شرسة

 

يشهد عالم الإنترنت منذ سنوات تحولات جذرية، وبات عمالقة التكنولوجيا صُناع الواقع الرقمي، مُحْكِمِين قبضتهم على المعلومات، وواضعين قوانين اللعبة الرقمية. إلا أن هذه القوة الضاربة بدأت تواجه مقاومة شرسة من جانب الاتحاد الأوروبي، الذي قرر اللعب بِـ"قوانين جديدة" لضبط وتنظيم عمل الشركات العملاقة، وتقليص نفوذها المهيمن.


## عمالقة الإنترنت في مرمى نيران الاتحاد الأوروبي: ضغوط متزايدة وحرب شرسة

## عمالقة الإنترنت في مرمى نيران الاتحاد الأوروبي: ضغوط متزايدة وحرب شرسة



### "العملقة" تواجه التحدي الأوروبي

 

لا يخفى على أحد أن عمالقة الإنترنت مثل "جوجل" و"أبل" و"فيسبوك" و"أمازون" و"مايكروسوفت"  يُشكلون قوة اقتصادية ضخمة، مُتحكمة في مجريات العديد من القطاعات، وواضعة قواعد اللعبة في مجالات مثل التجارة الإلكترونية، والتواصل الاجتماعي، والخدمات الرقمية، وتطوير التطبيقات.  لكن هذا النفوذ الهائل قد أثار مخاوف  في مختلف أنحاء العالم، خاصة في أوروبا، التي شهدت إعلانات متتالية عن قوانين تنظيمية صارمة، تُهدف إلى كبح جماح عمالقة التكنولوجيا ومواجهة سلوكياتهم المُحتكرة.

 

###  الضغوط تتكثف:

 

**1. قانون الخدمات الرقمية (DSA)  و قانون الأسواق الرقمية (DMA):**

 

في عام 2022، دخل قانون الخدمات الرقمية (DSA) و قانون الأسواق الرقمية (DMA) حيز التنفيذ في الاتحاد الأوروبي، مُشكّلين معاً أداة تنظيمية قوية  تُسهم في ضبط عمل المنصات الرقمية.  يهدف قانون الخدمات الرقمية إلى تنظيم  المحتوى على الإنترنت، ومكافحة التضليل الإعلامي وخطاب الكراهية،  بينما يسعى قانون الأسواق الرقمية إلى تعزيز المنافسة وتقليص سلوكيات الاحتكار  في مجال التجارة الرقمية.

 

**2. "تيك توك" خارج أوروبا: أول انتصار**

 

لم ينتظر الاتحاد الأوروبي طويلاً ليُظهر تصميمه على تطبيق القوانين الجديدة.  ففي مطلع صيف 2024، أُجبر  "تيك توك" على إلغاء تطبيقه بشكل نهائي في السوق الأوروبية، بعد سلسلة من المخالفات المتعلقة بتحفيز "الإدمان"  ومُخاطر "الخصوصية"  للمستخدمين.  كان هذا القرار بمثابة إعلان حرب من جانب بروكسل، مُؤكداً  أنها لن تتهاون مع أي منصات تُشكل خطراً على المستخدمين أو على المنافسة العادلة.

 

**3. "أبل" في مرمى النيران:**

 

  "أبل"،  عملاق التكنولوجيا الأمريكي، هي  الشركة التي تُثير غضب بروكسل على نحو خاص.  فقد واجهت  "أبل"  سلسلة من التهم حول  مُمارسات احتكارية  في متجر تطبيقاتها  "أب ستور"  ، وأُرغمت على  تقديم تنازلات  تُلزمها بتطبيق  قوانين جديدة  لا تطبقها في أي مكان آخر في العالم.  يُتيح هذا التنازل  تنزيل متجر "إبيك غايمز"  على  هواتف "آيفون"  في الاتحاد الأوروبي، مما يُعدّ  انتصاراً  كبيراً للاتحاد الأوروبي.

 

**4.  ضغوط على  "إكس"  (تويتر):**

 

  لم تتوقف الضغوط  فقط عند "أبل"  و "تيك توك"،  بل امتدت لِـ "إكس"  (تويتر)  ،  التي  أصبحت  محلّ مراقبة شديدة  من جانب الاتحاد الأوروبي،  بسبب  تزايد  مُخاطر  التضليل الإعلامي وخطاب الكراهية  على المنصة.  وقد  تُواجه  "إكس"  غرامات  باهظة  ،  وقد  تُحظر  تماماً  في الاتحاد الأوروبي  ،  في  حال  ارتكبت  مزيداً  من  الانتهاكات  الكبرى  لِـقوانين  التنظيم  الجديدة.

 

### حرب جديدة على  "السيليكون فالي":

 

لا شك أن  "السيليكون فالي"  ،  مركز  عمالقة  التكنولوجيا  ،  ستشهد  حرباً  جديدة  ،  وتواجه  ضغوطاً  متزايدة  من  جانب  السلطات  الأوروبية،  التي  بدأت  تُحاول  ضبط  العالم  الرقمي  وتحويل  "السلطة"  من  شركات  التكنولوجيا  الكبرى  إلى  المستخدمين  و  الشركات  الصغيرة  ،  لتحقيق  مُنافسة  عادلة  ومُجتمع  رقمي  أكثر  أماناً  وتواصلاً.

 

###  التحديات  والفرص:

 

  لا  يُخفي  الاتحاد الأوروبي  تصميمه  على  المضي  قدماً  في  تنظيم  شركات  التكنولوجيا  ،  لِـ ضمان  عدم  إفلات  أي  من  هذه  الشركات  من  هيئات  الضبط  الأوروبية.  ويُعد  هذا  التحرك  هاماً  ،  فقد  أصبح  من  الضروري  حماية  المُستخدمين  من  مُمارسات  الشركات  الاحتكارية  ،  وتوفير  بيئة  رقمية  أكثر  عدلاً  و  مساواة.

 

  يُواجه  الاتحاد الأوروبي  بعض  التحديات  في  هذه  الحرب،  من  بينها:

 

   * **الضغط  من  جانب  الشركات  العملاقة:**  تُحاول  الشركات  الكبرى  مُمارسة  الضغط  على  السلطات  الأوروبية  ،  و  تُحاول  تُحويل  اللوائح  و  القوانين  الجديدة  إلى  أداة  لِـ  تقييد  الابتكار  و  تخفيف  النفوذ  الأوروبي  في  مجال  التكنولوجيا.

   * **التنافس  مع  القوى  العالمية:**  تُواجه  أوروبا  تحديات  مع  القوى  العالمية  ،  مثل  الولايات  المُتحدة  و  الصين،  في  مجال  التكنولوجيا.  و  يُمكن  أن  تُؤثر  هذه  المنافسة  على  نجاح  أوروبا  في  تنظيم  شركات  التكنولوجيا  الكبرى.

   * **التغيرات  السياسية  و  الاقتصادية:**  يُمكن  أن  تُؤثر  التغيرات  السياسية  و  الاقتصادية  في  أوروبا  على  استمرارية  الضغوط  على  شركات  التكنولوجيا  الكبرى.  ف  قد  تُؤثر  هذه  التغيرات  على  قرارات  النظام  السياسي  و  تُغير  أولوياته.

 

  لكن  رغم  هذه  التحديات،  يُمكن  أن  يُؤدي  التنظيم  الجديد  إلى  مجموعة  من  الفرص  ،  مثل:

 

   * **تعزيز  المُنافسة:**  يُمكن  أن  تُسهم  اللوائح  الجديدة  في  خلق  مُنافسة  أقوى  ،  مما  يُمكن  أن  يُؤدي  إلى  ظهور  شركات  جديدة  و  أفكار  مبتكرة  في  مجال  التكنولوجيا.

   * **حماية  الخصوصية:**  تُسهم  القوانين  الجديدة  في  حماية  الخصوصية  ،  مما  يُمكن  أن  يُؤدي  إلى  تعزيز  ثقة  المُستخدمين  في  الخدمات  الرقمية.

   * **تطوير  الابتكار:**  تُسهم  المنافسة  العادلة  في  تعزيز  الابتكار  ،  و  تُشجع  الشركات  على  تقديم  منتجات  و  خدمات  جديدة  لِـ  تلبية  احتياجات  المُستخدمين.

 

###  ماذا  بعد؟

 

  تُقدم  الضغوط  الأوروبية  الجديدة  تغييراً  جوهرياً  في  العلاقات  بين  "السيليكون فالي"  و  أوروبا.  يُمكن  أن  تُسهم  هذه  التغيرات  في  خلق  مُستقبل  رقمي  أكثر  عدلاً  و  أماناً  ،  و  تُشجع  على  الابتكار  و  المُنافسة  ،  ولكن  تُواجه  هذه  التغيرات  تحديات  كبيرة،  و  يُمكن  أن  تُؤثر  مُجريات  الأحداث  مستقبلاً  على  مستوى  التعاون  و  التنافس  بين  الجانبين.

 

  يُمكن  أن  تُؤدي  هذه  التغيرات  إلى  مُجتمع  رقمي  أكثر  عدلاً  و  أماناً  ،  و  تُسهم  في  تطوير  اقتصاد  رقمي  أقوى  في  أوروبا.  لكن  لا  يُمكن  تجاهل  التحديات  الكبيرة  التي  تواجه  أوروبا  في  هذه  الحرب،  و  من  الضروري  تقديم  دعم  كبير  لِـ  التأكد  من  نجاح  اللوائح  الجديدة  في  تنظيم  شركات  التكنولوجيا  الكبرى  و  ضمان  مُستقبل  رقمي  أفضل  لِـ  المُستخدمين  في  كل  أنحاء  العالم.

author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent