## فضل الصدقة: نورٌ يُضيءُ الحياةَ و طريقٌ إلى الجنةِ
في رحاب الإسلام، تُشكّلُ الصدقةُ ركنًا أساسيًا
من أركان التّكافل الاجتماعي، ومنبعًا من منابعِ الخيرِ المتدفّقةِ في الحياةِ،
وهي ليست مجردَ عملٍ خيريٍّ يُقدّمُ للقريبِ، بل هي شعيرةٌ دينيةٌ عظيمةٌ تُقربُ
العبدَ من ربّهِ وتُنيرُ دروبَ حياتهِ في الدنيا والآخرةِ.
## فضل الصدقة: نورٌ يُضيءُ الحياةَ و طريقٌ إلى الجنةِ |
تُعدُّ الصدقةُ من أعظمِ الأعمالِ التي تُنيرُ
الحياةَ وتُضفي عليها رونقًا وجمالًا، فبها تنبُتُ الأُلفةُ بين القلوبِ، وتُخفّفُ
عن المحتاجينَ، وتُزيلُ الشّحّ والنّفورَ
عن قلوبِ الناسِ.
**فوائد الصدقة في الدنيا:**
* **زيادةُ المالِ والبركةِ:** قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "**ما
نقصت صدقةٌ من مالٍ**".[1] فمن خلال إنفاقِ الصدقةِ، يُزكّى المالُ ويُباركُ
فيه، وتُفتحُ أبوابُ الرّزقِ ويُنالُ الخيّرُ الوفيرُ.
* **دفعُ المصائبِ والابتلاءاتِ:** تُعتبرُ
الصدقةُ درعًا واقيًا من المصائبِ والابتلاءاتِ التي قد يُواجهها الإنسانُ في
حياتهِ. قال النبيّ صلى الله عليه وسلم:
"**صنائعُ المعروفِ تقي مصارعَ السوءِ و الآفاتِ و الهلكاتِ، وأهلُ المعروفِ
في الدنيا همْ أهلُ المعروفِ في الآخرةِ**".[2]
* **دعاءُ الملائكةِ:** يُقالُ أنّهُ
يوجدُ مَلَكانِ ينزلانِ كلّ يومٍ، فيقولُ أحدهما: "**اللَّهُمَّ أعْطِ
مُنْفِقًا خَلَفًا**"، ويقولُ
الآخَرُ: "**اللَّهُمَّ أعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا**".[3]
* **لينُ القلبِ:** تُذيبُ الصدقةُ جليدَ القسوةِ في القلوبِ،
وتحوّلُها إلى قلوبٍ طيبةٍ مليئةٍ بالرّأفةِ والشفقةِ. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "**إنْ
أردتَ أنْ يَلينَ قلبُكَ، فأطعِمْ المسكينَ، وامسحْ رأسَ اليتيمِ**".[4]
* **نيلُ رضا اللهِ:** من أعظمِ فوائدِ الصدقةِ هو نيلُ رضا اللهِ،
فهي عملٌ صالحٌ يُقربُ العبدَ من ربّهِ ويُنالُ به الأجرُ العظيمُ في الدنيا
والآخرةِ.
**الصدقة: طريقٌ إلى الجنةِ**
لا تُقتصرُ فوائدُ الصدقةِ على الحياةِ الدنيا،
بل تتعدّى ذلك لتُشملَ الآخرةَ، حيثُ تُعدُّ من أهمّ الوسائلِ لنيلِ رضا اللهِ
ودخولِ الجنّةِ.
**فضل الصدقة في الآخرة:**
* **ظلٌّ يوم القيامةِ:** قال النبيّ صلى الله عليه وسلم في حديثِ
السبعةِ الذين يظلّهم الله في ظله يوم القيامة: "**ورَجُلٌ تَصَدَّقَ
بصَدَقَةٍ فأخْفاها حتَّى لا تَعْلَمَ يَمِينُهُ ما تُنْفِقُ شِمالُهُ**".[5]
* **النجاةُ من النّارِ:** قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "**مَن
تَصدَّقَ بعَدْلِ تمرةٍ مِن كسْبٍ طيِّبٍ، ولا يَصعَدُ إلى اللهِ إلَّا طيِّبٌ؛
فإنَّ اللهَ يَقبَلُها بيَمِينه، ثمَّ يُربِّيها لِصاحِبِها، كما يُربِّي أحدُكم
فَلُوَّه، حتى تَكونَ مثلَ الجبلِ**".[6]
* **مضاعفةُ الأجرِ:** تُضاعفُ الصدقةُ الأجرَ
يومَ القيامةِ، وتُزّكّى الأعمالَ وتُنيرُها بِالنّورِ.
* **مُجازاةٌ عظيمةٌ:** قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: "**مَن
نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عنْه
كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَن يَسَّرَ علَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ
اللَّهُ عليه في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ**".[7]
* **رحمةُ اللهِ:** تُنالُ رحمةُ اللهِ لمن يمارسُ الصدقةَ ويُقدمُ
الخيرَ لِغيرهِ، قال النبيّ صلى الله عليه
وسلم: "**لا يَرْحَمُ اللَّهُ مَن لا يَرْحَمُ النَّاسَ**".[8]
**أنواع الصدقةِ**
تُعدُّ الصدقةُ من أوسعِ أبوابِ الخيرِ، فهي لا
تُقتصرُ على إعطاءِ المالِ فقط، بل تشملُ
عدّة أعمالٍ صالحةٍ تُعتبرُ من الصدقةِ أيضًا.
* **الصدقةُ الماليةُ:** تُعدُّ
من أبرزِ أنواعِ الصدقةِ، وتُشملُ جميعَ أشكالِ المساعدةِ الماليةِ التي
تُقدّمُ لِغيرهِ، كإخراجِ الزّكاةِ، وإعطاءِ المالِ للفقراءِ والمُحتاجينِ، وإعانةِ
اليتامى، وغيرها من أنواعِ المساعدةِ الماليةِ.
* **الصدقةُ الجسديةُ:** تُعتبرُ من أرقى أشكالِ الصدقةِ، وتُشملُ جميعَ الأعمالِ التي تُقدّمُ لِغيرِهِ
من خلال جهدِهِ ومُساعدتهِ، كالعملِ في مجالاتِ الخيرِ، وبذلِ الجهدِ في مساعدةِ
الفقراءِ والمُحتاجينِ، والتّطوّعِ في أعمالِ الخيرِ.
* **الصدقةُ اللفظيةُ:** تُعدُّ من أسهلِ وأيسرِ أنواعِ الصدقةِ،
وتُشملُ جميعَ الكلماتِ الطيبةِ التي تُنطقُ لِغيرِهِ، كالرّضى، والتّشجيعِ،
والتّسبيحِ والدّعاءِ، وغيرها من الكلماتِ الطيبةِ التي تُفرّحُ القلوبَ وتُسعدُها.
* **الصدقةُ غيرُ الماديةِ:** تُشملُ جميعَ الأعمالِ الطيبةِ التي يُقدمُها الإنسانُ
لِغيرهِ، مثلِ إزالةِ الأذى عن الطريقِ،
وإصلاحِ عيبٍ في منزلِ الجارِ،
وإعطاءِ الماءِ لمن يشعرُ بالعطشِ،
وإرشادِ ضالٍّ، وإعفاءِ مدينٍ عن
دينهِ، وغيرها من الأعمالِ الطيبةِ التي
يُقدّمُها الإنسانُ لِغيرهِ من بابِ الخيرِ والإحسانِ.
**الصدقةُ: حَقٌّ للمُحتاجِ و مَجازاةٌ عظيمةٌ لِصاحبها**
تُعتبرُ الصدقةُ واجبًا شرعيًا على الأغنياء،
فهي تُحقّقُ التّكافلَ الاجتماعيَ وتُخفّفُ من معاناةِ الفقراءِ والمُحتاجينِ، وفي
نفس الوقتِ، تُعدُّ من أعظمِ الأعمالِ التي تُنالُ بها ثوابُ اللهِ ومُجازاتهُ
الكريمةُ في الدنيا والآخرةِ.
**خلاصةٌ**
إنّ الصدقةَ شجرةٌ طيبةٌ تُزرعُ في الدنيا
وتُثمرُ في الآخرةِ، تُنيرُ الحياةَ بنورها وتُؤمّنُ السّكينةَ والطّمأنينةَ
للنفوسِ. وهي من أعظمِ الأعمالِ التي
تُقربُ العبدَ من ربّهِ، وتُفتحُ له أبوابَ الجنّةِ، وتُكسبُه محبةَ اللهِ ورضاهُ. فليكنْ لنا جميعًا أنْ نُكثرَ من الصدقةِ ونُشاركَ في نشرِ
الخيرِ، ونجعلَها مُمارسةً يوميةً في
حياتنا.
**المصادر:**
1. رواه البخاري (1388)
2. رواه
الترمذي (2490)
3. رواه
مسلم (1018)
4. رواه الترمذي (2493)
5. رواه البخاري (663)
6. رواه مسلم (2586)
7. رواه
البخاري (5667)
8. رواه
البخاري (6005)