## اللص والعجوز: جريمة بشعة تهز مدينة بني سويف
**بني سويف -**
فجأة، ودون سابق إنذار، تحول شارع سعد زغلول المتفرع من شارع عبدالسلام
عارف في عزبة الصفيح بمدينة بني سويف إلى مسرح لجريمة بشعة هزت المدينة..
ضحية هذه الجريمة كانت عجوزًا مسنًا، لا ذنب له
ولا جريرة سوى أنه أصبح ضحية لص شاب تسلل إلى شقته بحثًا عن أموال، وانتهى بهالأمر بقتل الرجل المسكين في منزله.
## اللص والعجوز: جريمة بشعة تهز مدينة بني سويف |
لم تكن هذه الواقعة من نسج خيال مؤلف أو مشهدًا
في فيلم سينمائي، بل كانت جريمة واقعية، جسّدها الشيطان في ذهن مرتكبها الذي ظن
أنه سينجو من عقاب أفعاله، إلا أن قبضة
مباحث بندر بني سويف كانت أسرع من تصوره.
**بداية الواقعة**
تبدأ الحكاية عند صعود اللص القاتل، الشاب (ح.أ.ق) المُتهمسابقًا في قضيتي سرقة، ويبلغ من العمر 26
عامًا، ويعمل فني صيانة وإصلاح وصلات الدش،
إلى شقة المجني عليه (65 عامًا) الذي
كان يعمل محاسبًا بمديرية التنظيم والإدارة ببني سويف، ويقيم بمفرده في شقة مستأجرة
في الدور الرابع بأحد عقارات شارع سعد زغلول منذ خروجه على المعاش قبل خمس سنوات.
- طلب الجانى من المجني عليه مبلغًا من المال،
- لكنه لم يجد مما أثار غضبه، معتقدًا أن المجني عليه يماطل في إعطائه المال.
- ساوره الظن أنه يستطيع تلبية طلبه بالقوة
- وبدون تردد، تعدى على الرجل المسن، وأوثق يديه وقدميه بالحبال
- ثم قام بخنقه بـ "كوفية" لينهي حياته،
واغلق باب الشقة، وفر هاربا.
**ثلاثة أيام من الصمت**
مضت ثلاثة أيام على ارتكاب الجريمة، لم يشعر بها أحد من سكان العمارة أو
الأهالي الذين يقطنون نفس الشارع. تمت الجريمة في صمت ،
والجثة بدأت تتعفن،
بينما كان المتهم
لاذًا بالفرار. بمحض المصادفة،
اكتشفت الجريمة عندما
حاول نجل المجني عليه،
والذي يعمل بالمملكة العربية السعودية،
الاتصال بوالده عدة مرات
خلال الأيام السابقة على
ارتكاب الجريمة مباشرة،
إلا أن الأخير
لم يرد، فانتابت الابن
حالة من القلق الشديد
على والده خشية
أن يكون قد
توفى أو أصابه
مكروه.
- بادر الابن بالاتصال بعمه ، الذي ذهب إلى شقة المجني عليه
- وأخذ يطرق الباب، لم يجبه أحد. في تلك الأثناء
- قرر فتح باب الشقة، لاسيما أن المجني عليه لا يغادر الشقة إلا قليلاً
- لشراء بعض الأغراض ثم يعود إليها مرة أخرى
- خلال فترة وجيزة. وما إن فتح قريب المجني عليه
- معه بعض الأقارب الآخرين و بعض سكان المكان محل الجريمة
- حتى كانت الصدمة.. فقد عثر على المجني عليه مقتولًا على سريره،
- ومخنوقا بـ "كوفية" ، وقد تعفنت جثته
- فهرع إلى الشارع، وتجمع الناس
- وأرشدوه بالذهاب إلى مقر استراحة الشرطة
- التى يقطنها
رئيس البحث الجنائى،
وحضرت الشرطة، وتم
اتخاذ الإجراءات اللازمة.
**رحلة التحريات**
وهكذا،
اكتشفت الجريمة، عندما
تلقى اللواء أسامة
جمعة مساعد وزير
الداخلية لأمن بني سويف، إخطارًا من
اللواء محمد الخولى
مدير إدارة البحث
الجنائى بمديرية أمن
بني سويف، بأن
فوجئ أحد أقارب المجني عليه، باتصال
هاتفى من نجل
المجني عليه، يبلغه
فيه بقلقه على
صحة والده، وطلب
منه التوجه إلى
شقة والده الكائنة
بشارع سعد زغلول
بمدينة بني سويف،
لاسيما أن الوالد
لا يرد على
هاتف المحمول. وعقب
ذهابه إلى الشقة
محل الجريمة، قام
بطرق الباب عدة
مرات، إلا أنه
لم يتلق أى
رد، فقام ـ
بصحبة أقاربه الذين
حضروا فيما بعد
إلى مقر الشقة
ـ بكسر الباب
ـ وفوجئوا بوجود
المجني عليه ملقى
على السرير في
غرفة نومه ومقيد
القدمين واليدين بالحبال
ومخنوقا، وعلى الفور
استغاثوا بمدير البحث
الجنائى الذي تقع
استراحته في أبراج
الأوقاف، والتى تقع
في الشوارع المقابلة.
**حكاية المتهم**
ثم
جاء الدور على
مرحلة التحريات، فلا
أحد حتى ذلك
الحين كان لديه
معلومات حول ملابسات
الجريمة، ومن ارتكبها،
وتم تكثيف البحث،
والحقيق مع كافة
سكان العمارة، إذ
تبين بعد نحو
عدة ساعات من
التحريات، أن مرتكب
الجريمة جار المجني
عليه، والذي يعمل
في صيانة و
إصلاح وصلات الدش،
و يسكن في
الطابق الثاني بنفس
العقار الذي يقيم
به المجني عليه،
الذي اعترف أمام
جهات التحقيق أنه
ذهب إلى المجني
عليه قبل عدة أيام، للاقتراض
مبلغ من المال،
وأنه قام بتقييد
المجني عليه بالحبال،
ثم قام بخنقه
بـ "كوفية" بعد أن
رفض الأخير تلبية
طلبه، واستولى على
هاتفين محمولين كانا
بحوزة القتيل، كما
استولى على 40
جنيها كانت بحوزته،
ثم فر هاربا.
**القبض على المتهم**
على الفور، قام اللواء محمد الخولى مدير البحث الجنائى بتشكيل فريق بحث يتقدمه المقدم محمود فؤاد رئيس مباحث بندر بني سويف، ومجموعة من ضباط المباحث. وخلال أقل من 6 ساعات من الإبلاغ بالواقعة، تم ضبط المتهم، الذي كان قد اختبأ بمنطقة أرض المحلج بمدينة بني سويف، القريبة من مقر ارتكاب الجريمة، ومن خلال الفحص توصلت تحريات المباحث التي أجراها فريق البحث الجنائى برئاسة المقدم محمود فؤاد رئيس مباحث البندر، تحت إشراف اللواء محمد الخولى مدير إدارة البحث الجنائى بمديرية أمن بني سويف
إلى أن وراء
ارتكاب الجريمة فني
صيانة و إصلاح
الدش، الذي يقيم
بذات العقار الذي
يقطنه المجني عليه،
الذي اعترف بارتكابه
الواقعة فور القبض
عليه، مؤكدًا أنه كان
يمر بحالة نفسية
سيئة، وتبين أن
للمتهم سجلا إجراميًا
سابقًا، حيث سبق
اتهامه ب ارتكاب واقعتى
سرقة، وقدم المتهم
هاتفى المحمول اللذين
قام بسرقتهما من
المجني عليه، وتم
تحريزهما، وأمرت النيابة
العامة بالحفظ على
المتهم، و المضبوطات،
و إجراء معاينة
تصويرية للجريمة، و
تم استدعاء سيارات
الإسعاف، حيث تم
نقل الجثة إلى
مستشفى بني سويف
التخصصي، حسب توجيهات
رجال الأمن، و
تم اتخاذ الإجراءات
القانونية اللازمة، و
أحيل المتهم إلى
نيابة بندر بني
سويف، التي صرحت
بدفن الجثة، و
باشرت التحقيقات.
**النتائج و الدروس المستفادة**
جاءت
هذه الجريمة ليُضاف
إلى سجل الجرائم
في بني سويف
، و تُسلط
الضوء على مشاكل
البطالة و الفقر
التي تُعاني منها
البلاد، و كيف
يمكن أن تُدفع
بالبعض إلى ارتكاب
الجرائم و التعدي
على الآخرين.
**وتُذكرنا
هذه الحادثة بأهمية : **
- * **تكثيف جهود الأجهزة الأمنية لمكافحة الجريمة و الحد من انتشارها و التعاون بين الأجهزة المختلفة.**
- * **العمل على توفير فرص العمل للشباب و التقليل من مستويات البطالة و الفقر و تقديم الدعم الاجتماعي للمحتاجين.**
- * **رفع الوعي بضرورة احترام القانون و الابتعاد عن ارتكاب الجرائم و التأكيد على أهمية العيش في سلام و أمن و طمأنينة.**
**ختامًا
تُعد هذه
الجريمة نذير خطر
، و تُجسد
مخاطر البطالة و
الفقر و الحاجة
إلى تضافر الجهود
لمكافحة الجريمة و
توفير بيئة آمنة
و مستقرة لجميع
المواطنين.**