recent
أخبار ساخنة

فاجعة في مالي: انهيار منجم ذهب يودي بحياة 43 شخصًا.. استمرار لمأساة التعدين الأهلي غير الآمن

الحجم
محتويات المقال

 

فاجعة في مالي: انهيار منجم ذهب يودي بحياة 43 شخصًا.. استمرار لمأساة التعدين الأهلي غير الآمن

 

في مشهد مأساوي يعيد إلى الأذهان المخاطر الكامنة في أعماق الأرض، شهدت جمهورية مالي فاجعة مؤلمة إثر انهيار منجم للذهب في منطقة كايس الغنية بالمعادن، ليودي بحياة 43 شخصًا، غالبيتهم من النساء اللاتي كنّ يبحثن عن لقمة العيش في مواقع متروكة من قبل شركات التعدين الكبرى.


هذه الحادثة المروعة، التي وقعت بالقرب من بلدة كينيبا، تسلط الضوء مجددًا على واقع التعدين الأهلي (الحرفي) في غرب أفريقيا، حيث يمثل هذا النشاط مصدر رزق أساسيًا لملايين الأفراد، ولكنه في الوقت نفسه يفتقر إلى التنظيم والرقابة، مما يجعله محفوفًا بالمخاطر ويودي بحياة العشرات سنويًا.
فاجعة في مالي: انهيار منجم ذهب يودي بحياة 43 شخصًا.. استمرار لمأساة التعدين الأهلي غير الآمن


هذه الحادثة المروعة، التي وقعت بالقرب من بلدة كينيبا، تسلط الضوء مجددًا على واقع التعدين الأهلي (الحرفي) في غرب أفريقيا، حيث يمثل هذا النشاط مصدر رزق أساسيًا لملايين الأفراد، ولكنه في الوقت نفسه يفتقر إلى التنظيم والرقابة، مما يجعله محفوفًا بالمخاطر ويودي بحياة العشرات سنويًا.

 

**تفاصيل الفاجعة بحث عن الرزق يتحول إلى كارثة**

 

وفقًا لتصريحات الأمين العام للاتحاد الوطني لمناجم ومصافي الذهب في مالي، تاولي كامارا، فإن الحادثة المأساوية وقعت عندما توجهت مجموعة من النساء إلى منطقة استُنزفت من قبل عمال المناجم النظاميين، بحثًا عن بقايا الذهب التي قد تكون متبقية. في ظل غياب إجراءات السلامة والتدابير الوقائية، انهار جزء من المنجم، لتسقط الضحايا في أعماق الأرض، ليتحول حلمهن في الحصول على القليل من الذهب إلى كابوس لا نهاية له.

 

  • المعلومات الأولية تشير إلى أن طبيعة التربة الهشة في المنطقة
  •  بالإضافة إلى غياب الدعم اللازم للمنجم
  • قد ساهمت في وقوع الانهيار.
  •  كما أن الاعتماد على وسائل بدائية في الحفر والتنقيب
  •  يزيد من احتمالية وقوع مثل هذه الحوادث.
  •  ورغم أن السلطات المحلية لم تصدر بعد تقريرًا تفصيليًا 
  • حول ملابسات الحادثة
  •  إلا أن هذه المأساة تثير تساؤلات جوهرية حول المسؤولية والرقابة
  •  على قطاع التعدين الأهلي في مالي.

 

**التعدين الأهلي في غرب أفريقيا سيف ذو حدين**

 

يعتبر التعدين الأهلي نشاطًا اقتصاديًا هامًا في العديد من دول غرب أفريقيا، حيث يوفر فرص عمل لملايين الأشخاص، خاصة في المناطق الريفية التي تعاني من نقص في فرص العمل البديلة. يعتمد هذا النوع من التعدين على وسائل بسيطة وأدوات يدوية، ويشارك فيه أفراد من مختلف الأعمار، بمن فيهم النساء والأطفال، الذين يبحثون عن الذهب والمعادن الأخرى بهدف تحسين أوضاعهم المعيشية.

 

  1. من ناحية أخرى، يواجه التعدين الأهلي تحديات كبيرة
  2.  أبرزها غياب التنظيم والرقابة
  3. مما يؤدي إلى استنزاف الموارد الطبيعية بشكل غير مستدام
  4.  وتدهور البيئة، وتعريض حياة العاملين للخطر.
  5.  غالبًا ما يفتقر عمال المناجم الأهليون
  6.  إلى التدريب والمعرفة اللازمة للتعامل مع المخاطر المحتملة
  7.  كما أنهم لا يحصلون على معدات السلامة المناسبة
  8.  مما يجعلهم عرضة للإصابات والأمراض القاتلة.

 

**لماذا تتكرر هذه المآسي؟ أسباب كامنة وراء الانهيارات**

 

إن تكرار حوادث انهيار المناجم في مالي والدول المجاورة يرجع إلى عدة عوامل متداخلة، منها:

 

  • *   **الافتقار إلى التنظيم والرقابة:** غياب القوانين واللوائح الواضحة التي تنظم قطاع التعدين الأهلي، بالإضافة إلى ضعف تطبيقها، يشجع على العمل العشوائي وغير الآمن.
  • *   **استخدام أساليب بدائية:** يعتمد عمال المناجم الأهليون على وسائل بسيطة وغير آمنة في الحفر والتنقيب، مما يزيد من احتمالية وقوع الانهيارات.
  • *   **غياب التدريب والتوعية:** يفتقر العمال إلى التدريب والمعرفة اللازمة للتعامل مع المخاطر المحتملة، كما أنهم لا يحصلون على معلومات كافية حول إجراءات السلامة.
  • *   **الفقر واليأس:** يدفع الفقر واليأس الكثير من الأشخاص إلى العمل في المناجم، رغم المخاطر الكبيرة، بحثًا عن أي فرصة لتحسين أوضاعهم المعيشية.
  • *   **الفساد:** قد يلعب الفساد دورًا في تسهيل عمليات التعدين غير القانونية، وتجاهل إجراءات السلامة، مقابل الحصول على رشاوى ومنافع شخصية.

 

**الخسائر البشرية والاقتصادية ثمن باهظ للذهب**

 

إن حوادث انهيار المناجم لا تتسبب فقط في خسائر بشرية فادحة، بل تؤدي أيضًا إلى خسائر اقتصادية كبيرة. فبالإضافة إلى فقدان الأيدي العاملة، تتأثر المجتمعات المحلية بشكل سلبي، حيث تفقد الأسر معيلها الرئيسي، وتنتشر الأمراض والإصابات، ويزداد الفقر واليأس.

 

  • كما أن التعدين الأهلي غير المنظم يؤدي إلى تدهور البيئة
  •  وتلوث المياه والتربة، وتدمير الغابات
  •  مما يؤثر سلبًا على الزراعة والثروة الحيوانية
  • ويعرض الأمن الغذائي للخطر.

 

**ما الحل؟ نحو تنظيم مستدام وآمن لقطاع التعدين الأهلي**

 

إن مواجهة هذه التحديات تتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة وشاملة، تشمل:

 

  1. *   **وضع قوانين ولوائح واضحة:** يجب على الحكومات وضع قوانين ولوائح واضحة تنظم قطاع التعدين الأهلي، وتحدد شروط السلامة والبيئة، وتفرض عقوبات رادعة على المخالفين.
  2. *   **توفير التدريب والتوعية:** يجب توفير برامج تدريبية للعمال حول إجراءات السلامة، وكيفية التعامل مع المخاطر المحتملة، وكيفية استخدام الأدوات والمعدات بشكل آمن.
  3. *   **توفير معدات السلامة:** يجب توفير معدات السلامة اللازمة للعمال، مثل الخوذات والأحذية والنظارات الواقية، بأسعار معقولة.
  4. *   **دعم التنظيم الذاتي:** يجب دعم مبادرات التنظيم الذاتي من قبل عمال المناجم الأهليين، لتشكيل جمعيات وتعاونيات تساعدهم على تحسين أوضاعهم، وتبادل الخبرات، والتفاوض مع السلطات والشركات الكبرى.
  5. *   **تشجيع الاستثمار المسؤول:** يجب تشجيع الشركات الكبرى على الاستثمار في قطاع التعدين الأهلي، وتوفير الدعم المالي والفني للعمال، وتطبيق معايير السلامة والبيئة.
  6. *   **مكافحة الفساد:** يجب مكافحة الفساد بكل أشكاله، وضمان تطبيق القوانين واللوائح بشكل عادل وشفاف.
  7. *   **توفير فرص عمل بديلة:** يجب توفير فرص عمل بديلة للشباب في المناطق الريفية، من خلال دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتطوير الزراعة والثروة الحيوانية، وتشجيع السياحة البيئية.

 

ختامًا

 

إن حادثة انهيار منجم الذهب في مالي تمثل تذكيرًا مؤلمًا بالتحديات التي تواجه قطاع التعدين الأهلي في غرب أفريقيا. ورغم هذه المأساة، يبقى الأمل قائمًا في إمكانية تحقيق مستقبل أكثر أمانًا واستدامة لهذا القطاع الحيوي، من خلال اتخاذ إجراءات جادة ومنظمة، وتضافر جهود الحكومات والمجتمع المدني والشركات الكبرى وعمال المناجم أنفسهم.

 يجب أن تكون أرواح الضحايا حافزًا لنا جميعًا للعمل بجد من أجل منع تكرار مثل هذه المآسي، وضمان أن يكون التعدين الأهلي مصدرًا للرزق والرخاء، وليس سببًا للموت واليأس.


تعديل
author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent