## قمة متوترة في البيت الأبيض: خلافات حادة بين ترمب وزيلينسكي حول مستقبل الحرب في أوكرانيا
في تطور مفاجئ يعكس تصاعد التوترات الجيوسياسية
وتغير موازين القوى العالمية، شهد البيت الأبيض قمة متوترة بين الرئيس الأمريكي
آنذاك، دونالد ترمب، ونظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي.
![]() |
## قمة متوترة في البيت الأبيض: خلافات حادة بين ترمب وزيلينسكي حول مستقبل الحرب في أوكرانيا |
كشفت تفاصيل القمة عن خلافات
حادة في وجهات النظر حول كيفية التعامل مع الحرب المستمرة في أوكرانيا، مما أثار
تساؤلات حول مستقبل الدعم الأمريكي لكييف ومسار النزاع.
**أجواء مشحونة وتوبيخ علني**
تشير التقارير إلى أن الاجتماع، الذي كان من المفترض
أن يكون فرصة لتعزيز العلاقات الثنائية ومناقشة استراتيجيات إنهاء الحرب، تحول إلى
مواجهة كلامية حادة. وبحسب مصادر مطلعة، قام الرئيس ترمب بتوبيخ زيلينسكي علنًا،
معربًا عن استيائه من موقف كييف الرافض لأي تنازلات في المفاوضات مع روسيا.
- وذكرت المصادر أن ترمب اتهم زيلينسكي بعدم إظهار الامتنان الكافي للدعم الأمريكي
- قائلاً: "أنت لست في وضع يسمح لك بأن تملي علينا ما نشعر به".
- كما حثه على أن يكون أكثر واقعية بشأن فرص تحقيق نصر عسكري كامل
- مشيرًا إلى أن استمرار القتال دون حل دبلوماسي قد يؤدي إلى خسائر
فادحة.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل انتقد نائب الرئيس
الأمريكي آنذاك، جي دي فانس، زيلينسكي، معتبرًا أنه "قلل من احترامه" للأمريكيين.
ووسط هذه الأجواء المشحونة، بدا أن زيلينسكي يحاول الرد، لكنه قوطع مرارًا، مما
زاد من حدة التوتر.
**خلافات جوهرية حول الحلول الممكنة**
يكمن جوهر الخلاف بين ترمب وزيلينسكي في رؤيتهما
المتباينة لكيفية إنهاء الحرب في أوكرانيا. ففي حين كان ترمب يميل نحو حل دبلوماسي
يتضمن تنازلات من الجانبين، يصر زيلينسكي على عدم التفاوض مع روسيا تحت أي ظرف من
الظروف، مؤكدًا أن أي تنازلات ستكون بمثابة خيانة لدماء الأوكرانيين الذين ضحوا
بأرواحهم دفاعًا عن وطنهم.
- وخلال اللقاء، أوضح ترمب أن "لا اتفاق من دون تنازلات"
- معربًا عن أمله في ألا تكون هذه التنازلات "كبيرة كما يعتقد البعض".
- غير أن زيلينسكي رفض هذا المنطق بشكل قاطع، قائلاً
- "لا
مساومة مع قاتل على أراضينا"، في إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأشار زيلينسكي إلى أن روسيا ارتكبت جرائم حرب
مروعة، بما في ذلك ترحيل أطفال أوكرانيين، مؤكدًا أن التفاوض مع مرتكبي هذه
الجرائم سيكون بمثابة مكافأة لهم على أفعالهم الشنيعة.
**تهديد بالانسحاب وتصعيد اللهجة**
في ذروة التوتر، هدد ترمب بسحب الدعم الأمريكي
لأوكرانيا، قائلاً: "إما أن تبرم صفقة أو سننسحب، وإذا انسحبنا، فسوف تقاتل
حتى النهاية". وأضاف: "لا أعتقد أن الأمر سيكون جميلاً، ستقاتل حتى
النهاية، ولكنك لا تملك أي أوراق مساومة".
- هذه اللهجة التصعيدية أثارت قلقًا عميقًا لدى زيلينسكي
- الذي يدرك تمامًا أهمية الدعم الأمريكي لأوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي.
- فالولايات المتحدة هي أكبر مزود للمساعدات العسكرية والاقتصادية لكييف
- وأي تراجع في هذا الدعم قد يكون له عواقب وخيمة على قدرة أوكرانيا على الصمود.
وفي محاولة لتلطيف الأجواء، أكد زيلينسكي لترمب
أن أوكرانيا تقدر الدعم الأمريكي، لكنه شدد على أن بلاده لن تتخلى عن سيادتها
واستقلالها. وقال: "نحن لا نطلب منكم أن تقاتلوا عنا، ولكننا نطلب منكم أن
تستمروا في دعمنا حتى نتمكن من الدفاع عن أنفسنا".
**إلغاء المؤتمر الصحفي وتداعيات محتملة**
في نهاية المطاف، انتهى الاجتماع بشكل غير رسمي،
حيث غادر زيلينسكي البيت الأبيض مبكرًا، وتم إلغاء المؤتمر الصحفي المشترك الذي
كان مقررًا عقده بين الرئيسين. هذا الإلغاء يعكس حجم الخلافات بين الجانبين، ويشير
إلى أن العلاقات الأمريكية الأوكرانية قد دخلت مرحلة جديدة من عدم اليقين.
- يثير هذا التطور تساؤلات حول مستقبل الدعم الأمريكي لأوكرانيا
- خاصة مع صعود أصوات في الولايات المتحدة تطالب بتقليل الإنفاق
- على المساعدات الخارجية والتركيز على المشاكل الداخلية.
- وقد يستغل الرئيس الروسي بوتين هذه الخلافات لتعزيز موقفه في أوكرانيا
- وممارسة المزيد من الضغوط على كييف.
**زيلينسكي ينفي الحاجة للاعتذار**
على الرغم من الأجواء المشحونة التي سادت القمة،
نفى زيلينسكي الحاجة للاعتذار لترمب، مؤكدًا أنه لم يرتكب أي خطأ. وفي مقابلة مع
قناة "فوكس نيوز"، قال زيلينسكي: "أنا أحترم الرئيس (ترمب) وأحترم
الشعب الأميركي". وأضاف: "أعتقد أنه يجب أن نكون منفتحين وصادقين جدًا، وأنا
لا أعتقد أننا فعلنا شيئًا سيئًا".
- وشدد زيلينسكي على أن بلاده هي الأكثر رغبة في إنهاء الحرب
- لكنه أكد في الوقت نفسه أن ذلك لا يعني الاستسلام أو التنازل عن
الأراضي الأوكرانية.
**مخاوف الحلفاء الأوروبيين**
أثارت هذه الخلافات بين ترمب وزيلينسكي قلقًا
عميقًا لدى الحلفاء الأوروبيين، الذين يعتمدون بشكل كبير على الدعم الأمريكي
لأوكرانيا. فالوحدة الغربية هي مفتاح الضغط على روسيا وإجبارها على إنهاء الحرب،
وأي انقسام في هذا الصف قد يضعف موقف أوكرانيا ويشجع بوتين على المضي قدمًا في
عدوانه.
- ودعا العديد من القادة الأوروبيين إلى الحفاظ على الوحدة
- والتضامن مع أوكرانيا، مؤكدين أن مستقبل أوروبا
- يعتمد على قدرة
أوكرانيا على الدفاع عن نفسها.
**مستقبل غامض**
تعكس القمة المتوترة في البيت الأبيض
حجم التحديات التي تواجه أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي. فالخلافات بين ترمب
وزيلينسكي تثير تساؤلات حول مستقبل الدعم الأمريكي لكييف، وتزيد من حالة عدم
اليقين بشأن مسار النزاع.
الختام
يبقى أن نرى كيف ستتطور هذه الأزمة، وما إذا كان
بإمكان الجانبين تجاوز خلافاتهما والتوصل إلى توافق حول كيفية دعم أوكرانيا في
مواجهة العدوان الروسي. إلا أن المؤكد هو أن مستقبل أوكرانيا بات أكثر غموضًا من
أي وقت مضى، وأن العالم يترقب بقلق ما ستسفر عنه الأيام القادمة.