recent
أخبار ساخنة

## جدل في الهند حول فيلم "السيدة": هل هو مرآة لمعاناة المرأة أم "دعاية نسوية"؟

الصفحة الرئيسية
الحجم
محتويات المقال

 

 

## جدل في الهند حول فيلم "السيدة": هل هو مرآة لمعاناة المرأة أم "دعاية نسوية"؟

 

أشعل فيلم هندي ناطق باللغة الهندية بعنوان "السيدة" (Mrs.) موجة واسعة من الجدل في الأوساط الثقافية والاجتماعية بالهند، وذلك لتناوله الصريح لتعقيدات الزواج والمنظومة الأبوية المتجذرة التي غالباً ما تستغل عمل المرأة المنزلي دون تقدير أو اعتراف. الفيلم، الذي يُعرض حالياً على منصة البث الرقمي Zee5، لم يمر مرور الكرام، بل أحدث انقساماً حاداً في الآراء بين من يراه كشفاً واقعياً ومؤلماً لمعاناة شريحة واسعة من النساء، ومن يعتبره مجرد "دعاية نسوية" تهاجم الرجال والمؤسسة الأسرية التقليدية.


أشعل فيلم هندي ناطق باللغة الهندية بعنوان "السيدة" (Mrs.) موجة واسعة من الجدل في الأوساط الثقافية والاجتماعية بالهند، وذلك لتناوله الصريح لتعقيدات الزواج والمنظومة الأبوية المتجذرة التي غالباً ما تستغل عمل المرأة المنزلي دون تقدير أو اعتراف. الفيلم، الذي يُعرض حالياً على منصة البث الرقمي Zee5، لم يمر مرور الكرام، بل أحدث انقساماً حاداً في الآراء بين من يراه كشفاً واقعياً ومؤلماً لمعاناة شريحة واسعة من النساء، ومن يعتبره مجرد "دعاية نسوية" تهاجم الرجال والمؤسسة الأسرية التقليدية.
## جدل في الهند حول فيلم "السيدة": هل هو مرآة لمعاناة المرأة أم "دعاية نسوية"؟

## جدل في الهند حول فيلم "السيدة": هل هو مرآة لمعاناة المرأة أم "دعاية نسوية"؟

 

**رحلة في مطبخ القهر الصامت**

 


## جدل في الهند حول فيلم "السيدة": هل هو مرآة لمعاناة المرأة أم "دعاية نسوية"؟

يروي فيلم "السيدة"، من بطولة الممثلة المتألقة سانيا مالهوترا وإخراج أراتي كاداف، 

قصة ريتشا، الزوجة الشابة التي تنتقل بعد زواجها للعيش في منزل زوجها وعائلته. سرعان ما تتبدد أحلامها الوردية لتجد نفسها غارقة في دوامة لا تنتهي من الأعمال المنزلية الشاقة. يومها محصور بين إعداد وجبات الطعام المعقدة بالطرق التقليدية لإرضاء أذواق رجال الأسرة، وتنظيف المنزل الذي لا يتوقف، وصولاً إلى ليلٍ تُجبر فيه على تحمل علاقة زوجية فاترة تفتقر إلى أي مشاعر حقيقية.

 

  • يزيد الطين بلة سلوك زوجها، وهو طبيب أمراض نساء، الذي لا يكف عن تذكيرها بأهمية عمله
  •  الشاق لساعات طويلة في رعاية المرضى، مقللاً في المقابل من قيمة جهدها المضني في المنزل،
  •  معتبراً إياه واجباً مفروغاً منه وغير ذي قيمة تُذكر. هذا التجاهل والتقليل من شأن عملها يمثل جوهر
  •  المعاناة الصامتة التي تعيشها ريتشا، والتي تعكس تجارب ملايين النساء في الهند وخارجها.

 

**من "المطبخ الهندي العظيم" إلى "السيدة" صرخة تتجاوز اللغات**

 


## جدل في الهند حول فيلم "السيدة": هل هو مرآة لمعاناة المرأة أم "دعاية نسوية"؟

يستلهم فيلم "السيدة" قصته من الفيلم المؤثر "المطبخ الهندي العظيم" (The Great Indian Kitchen) الذي صدر عام 2021 باللغة الماليالامية وحظي بإشادة نقدية واسعة لتسليطه الضوء بجرأة على العنف المنزلي الخفي والتوزيع غير العادل للأعباء المنزلية داخل البيوت الهندية. لكن، رغم نجاحه، ظل تأثير "المطبخ الهندي العظيم" محصوراً نسبياً بالجمهور الناطق بالماليالامية بسبب حاجز اللغة

.

 

  1. جاء فيلم "السيدة" باللغة الهندية، وهي اللغة الأكثر انتشاراً في شمال الهند وعلى نطاق أوسع في
  2.  البلاد، ليفتح النقاش حول هذه القضية الشائكة أمام جمهور أكبر بكثير. وبالفعل، نجح الفيلم في إثارة
  3.  عاصفة من ردود الفعل، متباينة بين الإشادة المطلقة والرفض القاطع.

 

**انقسام حاد "نسوية سامة" أم كشف للواقع؟**

 


## جدل في الهند حول فيلم "السيدة": هل هو مرآة لمعاناة المرأة أم "دعاية نسوية"؟

لم يتأخر الهجوم من قبل قطاعات من الجمهور، خاصة الذكور، الذين سارعوا إلى وصم الفيلم بأنه "نسوي مبالغ فيه" أو حتى "نسوية سامة"،

 معتبرين أنه يقدم صورة سلبية ومنحازة ضد الرجال. ووصل الأمر ببعض المعلقين على وسائل التواصل الاجتماعي إلى حد السخرية من معاناة البطلة، زاعمين أنها "تبكي لمجرد طهيها الطعام لشخصين"، وأن الفيلم يروج لـ"رواية قديمة عفا عليها الزمن". كما اتهمت "مؤسسة إنقاذ الأسرة الهندية"، وهي مجموعة تدافع عن حقوق الرجال، الفيلم بأنه "دعاية نسوية" تبالغ في تصوير قضايا المرأة.

 

  • في المقابل، وجد الفيلم صدى عميقاً لدى شريحة واسعة من النساء اللواتي رأين فيه انعكاساً لتجاربهن
  •  الشخصية أو تجارب نساء يعرفنهن. وأشارت كثيرات إلى أن الفيلم بالكاد يلامس سطح المعاناة
  •  الحقيقية التي تتعرض لها ربات البيوت من نقد مستمر وإساءة عاطفية ممنهجة أصبحت جزءاً طبيعياً
  •  من حياتهن. وأكدت الكاتبة روجوتا ديويكار أن سبب انزعاج البعض هو "اكتشافهم للمرة الأولى أن
  •  معظم الفتيات اللاتي يلتزمن الصمت ويبتسمن ويخدمن، يغلين غضباً من الداخل".

 

**رد المخرجة ودعوة للتأمل**

 

ردت المخرجة أراتي كاداف على الانتقادات مؤكدة أن الفيلم لا يعكس "نسوية سامة"، قائلة: "لم نصور الرجال على أنهم أشرار، بل أظهرناهم على أنهم عميان عن نضالات المرأة، وغير مدركين لإنسانيتها... لقد اعتدنا على معاملة النساء على أنهن 'وظائف' وليسوا بشراً كاملين مستقلين لدرجة أن الأمر أصبح طبيعياً".

 

  1. بدورها، شددت بطلة الفيلم سانيا مالهوترا على أهمية القصة وضرورة وصولها إلى أوسع شريحة
  2.  ممكنة، مشيرة إلى التفاعل الكبير الذي حظي به المقطع الدعائي للفيلم بين النساء.

 

**ما وراء الجدل نقاش مجتمعي ضروري**

 


## جدل في الهند حول فيلم "السيدة": هل هو مرآة لمعاناة المرأة أم "دعاية نسوية"؟

بغض النظر عن الآراء المتباينة، نجح فيلم "السيدة" في تحقيق هدف مهم، وهو إعادة فتح نقاش مجتمعي حيوي حول الأدوار الجندرية، وقيمة العمل المنزلي غير مدفوع الأجر، والتوقعات المجتمعية المفروضة على النساء داخل مؤسسة الزواج في الهند المعاصرة. إنه يطرح أسئلة جوهرية حول المساواة والاحترام المتبادل والشراكة الحقيقية في العلاقات الزوجية، وهي قضايا تتجاوز حدود الهند لتلامس واقع العديد من المجتمعات حول العالم. الفيلم،

الختام

 في نهاية المطاف، ليس مجرد عمل سينمائي، بل هو دعوة للتفكير والنظر بصدق إلى داخل بيوتنا وعلاقاتنا، وربما البدء في التغيير.


## جدل في الهند حول فيلم "السيدة": هل هو مرآة لمعاناة المرأة أم "دعاية نسوية"؟


تعديل
author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent