**تصاعد خطير للتوتر بين الهند وباكستان على وقع هجوم كشمير: تبادل إطلاق نار حدودي لليوم الثالث ونيودلهي تلوّح برد عسكري حاسم**
**نيودلهي/إسلام آباد - (تحليل إخباري)**
تشهد الحدود المتنازع عليها بين الهند وباكستان
تصعيداً خطيراً في التوترات، وصل إلى ذروة جديدة خلال الأيام القليلة الماضية،
وذلك على خلفية الهجوم الدامي الذي وقع في الشطر الهندي من إقليم كشمير وأودى
بحياة العشرات، ومع تبادل القوات لإطلاق النار عبر خط السيطرة الفاصل لليلة
الثالثة على التوالي، وتصاعد حدة الخطاب الرسمي الهندي الذي وصل إلى حد التوعد
الصريح بـ "رد عسكري" وشيك على ما تعتبره نيودلهي عملاً إرهابياً
مدعوماً من جارتها.
![]() |
تصاعد خطير للتوتر بين الهند وباكستان على وقع هجوم كشمير |
**تصاعد خطير للتوتر بين الهند وباكستان على وقع
هجوم كشمير: تبادل إطلاق نار حدودي لليوم الثالث ونيودلهي تلوّح برد عسكري حاسم**
**اشتباكات حدودية متواصلة**
ليكون اليوم الثالث على التوالي الذي تشهد فيه المنطقة الحدودية اشتباكات. واتهم الجيش الهندي، في بيان رسمي صدر أمس، القوات الباكستانية ببدء إطلاق نار "غير مبرر" باستخدام أسلحة خفيفة من مواقع عسكرية باكستانية استهدفت نقاط تمركز هندية في قطاعي توماري جالي ورامبور الحساسين. وأضاف البيان أن القوات الهندية ردت "بالأسلحة الخفيفة المناسبة".
- دون أن يقدم تفاصيل حول وقوع خسائر بشرية أو مادية محتملة
- جراء هذا التبادل الناري الأخير
- والذي سبقه حوادث مماثلة في الليلتين السابقتين
- مما يشير إلى نمط مقلق من
الاحتكاك العسكري المباشر.
**هجوم باهالجام الشرارة التي أشعلت الفتيل**
.jpeg)
يأتي هذا التصعيد الحدودي في أعقاب الهجوم المروع الذي استهدف مدنيين يوم الثلاثاء الماضي في منطقة باهالجام السياحية،
الواقعة في الشطر الخاضع للإدارة الهندية من كشمير. وقد أسفر الهجوم، الذي نفذه مسلحون مجهولون، عن مقتل ستة وعشرين شخصاً وإصابة آخرين، في واحدة من أسوأ الهجمات التي شهدها الإقليم المضطرب منذ سنوات.
- ورغم عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها بشكل رسمي عن هذا الهجوم الدامي، سارعت حكومة نيودلهي
- إلى توجيه أصابع الاتهام مباشرة إلى إسلام آباد، معتبرة أن بصمات جهات باكستانية واضحة في
- التخطيط والتنفيذ.
**التهديد برد عسكري والجاهزية القتالية**

فقد توعد الجيش الهندي
رسمياً بما وصفه بـ "رد عسكري" على هجوم كشمير، دون تحديد طبيعة هذا
الرد أو توقيته. ونقلت صحيفة "إنديان إكسبريس" المرموقة عن مصدر حكومي
هندي رفيع المستوى قوله إن "الرد العسكري قادم لا محالة"، وأن المسؤولين
في أعلى المستويات "يناقشون حالياً طبيعة هذا الرد وشكله".
- وتزامنت هذه التهديدات مع إجراء القوات البحرية الهندية تدريبات عسكرية مكثفة أمس، قالت إنها
- تهدف إلى إعادة التحقق من جاهزية المنصات البحرية والأنظمة القتالية والطواقم لتنفيذ "هجوم دقيق
- بعيد المدى". ورغم عدم الإفصاح عن موقع هذه التدريبات، إلا أن توقيتها ورسالتها تبدو واضحة في
- سياق التوتر المتصاعد، كاستعراض للقوة وإشارة إلى جدية التهديدات بالرد.
**ملاحقة المنفذين والتحقيقات جارية**
على الصعيد الأمني الداخلي، تواصل قوات الأمن الهندية عمليات بحث مكثفة في كشمير لملاحقة منفذي هجوم باهالجام.
وفي خطوة لافتة،
نشرت الشرطة الهندية رسوماً تركيبية لثلاثة أشخاص تشتبه في تورطهم المباشر
بالهجوم، ووصفتهم بأنهم أعضاء في جماعة "عسكر طيبة"، وهي جماعة مسلحة
متطرفة تتخذ من باكستان مقراً لها وتتهمها الهند بالوقوف وراء العديد من الهجمات
على أراضيها. وأشارت الشرطة إلى أن اثنين من المشتبه بهم يحملان الجنسية
الباكستانية.
- ولدفع جهود البحث، عرضت السلطات الهندية مكافأة مالية كبيرة تبلغ مليوني روبية هندية (ما يعادل
- أكثر من 20 ألف يورو) لمن يقدم معلومات مؤكدة تؤدي إلى القبض على هؤلاء المشتبه بهم. كما تم
- تسليم ملف التحقيق في الهجوم رسمياً إلى وكالة التحقيقات الوطنية الهندية (NIA)، وهي الوكالة
- الرئيسية المعنية بمكافحة الإرهاب في البلاد. وأكدت الوكالة في بيان لها أمس أنها تعمل على
- "استجواب شهود العيان بدقة متناهية لربط تسلسل الأحداث" التي أدت إلى هذا الهجوم الذي وصفته
- بأنه "واحد من أسوأ الهجمات الإرهابية في كشمير".
**مخاوف من انزلاق نحو المجهول**
تعيد هذه التطورات المتسارعة إلى الأذهان التوترات المزمنة والتاريخ الطويل من الصراع بين الجارتين النوويتين، الهند وباكستان، حول إقليم كشمير المقسم. ومع تبادل إطلاق النار والاتهامات والتهديدات العسكرية، يبقى الوضع على الحدود وفي المنطقة بأسرها متوتراً للغاية.
الختام
وسط مخاوف جدية من أن يؤدي أي خطأ في الحسابات أو أي تصعيد إضافي إلى انزلاق الأمور نحو
مواجهة عسكرية أوسع نطاقاً، قد تكون عواقبها وخيمة على الأمن والاستقرار الإقليمي
والدولي. وينتظر المراقبون بقلق لمعرفة طبيعة "الرد العسكري" الذي تلوح
به الهند، وكيف سترد باكستان على الاتهامات والتحركات الهندية في الأيام القادمة.
.jpeg)