recent
أخبار ساخنة

**"بياض الثلج" 2025: حينما تُفرغ الحكاية من روحها باسم "التصحيح"**

الصفحة الرئيسية
الحجم
محتويات المقال

 

 

**"بياض الثلج" 2025: حينما تُفرغ الحكاية من روحها باسم "التصحيح"**

 

يثير فيلم "بياض الثلج" بنسخته الحية المنتظر عرضها عام 2025، والذي تنتجه شركة "ديزني" العملاقة، عاصفة من الجدل والنقاشات الحادة حتى قبل وصوله إلى الشاشات. هذه الضجة لا تتمحور حول القيمة الفنية أو الإبداعية للعمل بقدر ما تستشري في جذورها أبعاد سياسية وهوياتية واجتماعية، لتجعل من الفيلم اختباراً لـ"حرارة الزمن الحالي" أكثر منه عملاً ترفيهياً موجهاً للأسرة.


يثير فيلم "بياض الثلج" بنسخته الحية المنتظر عرضها عام 2025، والذي تنتجه شركة "ديزني" العملاقة، عاصفة من الجدل والنقاشات الحادة حتى قبل وصوله إلى الشاشات. هذه الضجة لا تتمحور حول القيمة الفنية أو الإبداعية للعمل بقدر ما تستشري في جذورها أبعاد سياسية وهوياتية واجتماعية، لتجعل من الفيلم اختباراً لـ"حرارة الزمن الحالي" أكثر منه عملاً ترفيهياً موجهاً للأسرة.
**"بياض الثلج" 2025: حينما تُفرغ الحكاية من روحها باسم "التصحيح"**

 لقد تحولت محاولة إحياء حكاية كلاسيكية إلى ما يشبه "جثة في ثياب ليبرالية"، كما يصفها بعض النقاد، حيث الإصرار على "تصحيح" الماضي لا يُنتج إبداعاً، بل يفرض رقابة معكوسة تخشى الزلل أكثر من سعيها لمواجهة فنية شجاعة.

مكان الخلل

يكمن مكمن الخلل، وفقاً للرؤى النقدية السائدة، ليس في إعادة سرد الحكاية الخالدة،

 بل في ذلك الإصرار المتعنت على تكييفها قسراً مع حساسيات اللحظة الراهنة وأجنداتها الأيديولوجية. فالتعديلات التي طالت بنية القصة وشخصياتها لم تُفضِ إلى تجديد حقيقي، بل إلى تجريد الحكاية من روحها ودهشتها الأصيلة. 

  • فمنذ الإعلان عن اختيار ممثلة أمريكية من أصل لاتيني لدور "بياض الثلج"، والنجمة الإسرائيلية غال
  •  غادوت ذات الخلفية العسكرية لدور الملكة الشريرة، اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي بنقاشات
  •  تجاوزت حدود الفن لتغوص في وحل الاصطفافات السياسية والمواقف من قضايا شائكة كالقضية
  •  الفلسطينية. هذا السياق المشحون جعل الفيلم يُحاكم مسبقاً، ويُحمّل أوزاراً لا علاقة لها بجوهره
  •  القصصي المفترض.

 التغييرات الجوهرية

التغييرات الجوهرية التي أُدخلت على النص الأصلي، بهدف مجاراة "الزمن الجديد" كما يزعم صناعه،

 شملت حذف كلمة "أقزام" واستبدالهم بكائنات هجينة مولّدة بالحاسوب، وتحويل الأمير من فارس أحلام وبطل مخلّص إلى مجرد شريك باهت. أما "بياض الثلج" نفسها، فلم تعد تلك الأميرة التي تنتظر الإنقاذ، بل أصبحت شخصية تصوغ مصيرها بيدها، تماشياً مع الموجة النسوية المعاصرة، حتى لو كان ذلك على حساب المنطق السردي للحكاية التراثية. هذه الرؤية، التي تعكس فهماً لجزء من الليبرالية الغربية، لم تلقَ استحساناً واسعاً.

 


**"بياض الثلج" 2025: حينما تُفرغ الحكاية من روحها باسم "التصحيح"**

  1. المفارقة أن هذه "التصحيحات" لم تُرضِ أي طرف؛ فالمحافظون رأوا فيها تطاولاً على التراث وقيمه
  2.  الراسخة، بينما اتهمها الليبراليون بالسطحية والانتهازية في توظيف القضايا التقدمية. حتى أنصار ما
  3.  يُعرف بثقافة "الصحوة" (Woke Culture)، الذين يُفترض أنهم المستفيد الأول من هذه التعديلات
  4.  بدوا منقسمين ومتشككين. النتيجة كانت شعوراً عاماً بالغضب والخيانة، وكأن العمل الفني أصبح
  5.  ساحة لتصفية حسابات لا علاقة لها بالفن نفسه.

 سؤالا

تطرح هذه الحالة سؤالاً جوهرياً أغفلته "ديزني": هل ما زالت حكاية "بياض الثلج" برموزها المبسّطة عن الخير والشر تهم المشاهدين في عالم 2025 المعقد والمتشعب؟ يبدو أن الجيل الجديد، الذي لم يعد ينتظر فارساً أبيض ولا يكترث بزوجة أب شريرة.

  •  قد نبذ هذه الصيغة من الحكاية. 
  • فهو يبحث عن قصص أكثر ذكاءً وعمقاً
  •  وشخصيات ذات قوام داخلي متين
  •  لا مجرد تنويعات على أفكار قديمة يتم تدويرها بمفاهيم ما بعد حداثية.

 

في خضم هذا الجدل، لا يمكن إنكار وجود لحظات جمالية معينة في الفيلم، كبعض الأغاني المنسابة أو المشاهد المنفذة بحرفية فنية. لكنها تبقى ومضات عابرة، لا تشفع لفيلم يبدو متردداً، جسده في الماضي ورأسه يحاول اللحاق بالحاضر. 

الختام

لقد تحول "بياض الثلج" 2025، لقطة بعد لقطة، إلى مرآة لزمن مرتبك، ولعل أهميته تكمن في أنه يفتح شهيتنا للعودة إلى النسخة الأصلية، حيث البراءة والدهشة لم تكونا قد تلوثتا بعد بوطأة الأجندات. إنها حكاية بلا روح، سُحبت لتكون مجرد أداة في معارك لا تخصها، بينما تعود النيران من كل الجهات، من غزة إلى شبح ترمب، لتؤكد أن الواقع أحياناً أكثر خيالية من أي حكاية.


**"بياض الثلج" 2025: حينما تُفرغ الحكاية من روحها باسم "التصحيح"**



تعديل
author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent