* **اختراق العمق المحصّن: الضربة التي كشفت عورة الدفاعات الإسرائيلية**
تطور مفصلي ينذر بإعادة تشكيل قواعد
الاشتباك في الشرق الأوسط، شهدت الساعات الأخيرة ما وصفته طهران بعملية "الوعد
الصادق 3"، وهي حملة عسكرية واسعة النطاق استهدفت بعنف غير مسبوق العمق
الاستراتيجي والعسكري لدولة إسرائيل. عبر موجات متتالية من الصواريخ الباليستية
والفرط صوتية، نقلت إيران الصراع من دائرة الحروب بالوكالة والضربات المحدودة إلى
مواجهة مباشرة، مستهدفةً رموز القوة الإسرائيلية، من القواعد الجوية الحصينة إلى ناطحات
السحاب في قلب تل أبيب، مما يطرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل الردع الإسرائيلي.
![]() |
* **اختراق العمق المحصّن: الضربة التي كشفت عورة الدفاعات الإسرائيلية** |
#### **الجبهة العسكرية استهداف أسس التفوق الجوي الإسرائيلي**
كانت البنية التحتية العسكرية الإسرائيلية،
وتحديداً سلاح الجو الذي طالما شكل ذراعها الطويلة وركيزة تفوقها، في قلب العاصفة
الإيرانية. وفقاً للبيانات الصادرة عن الحرس الثوري الإيراني، تركزت الضربات
الأكثر دقة على "قاعدة نيفاتيم" الجوية في صحراء النقب، وهي ليست مجرد
قاعدة عادية، بل تعتبر المنشأة الأكثر أهمية وحساسية لسلاح الجو الإسرائيلي، حيث تأوي
أسراباً من أحدث المقاتلات، بما في ذلك طائرات الشبح "إف-35".
- الرواية الإيرانية تتحدث عن نجاح صواريخ باليستية متطورة من طرازي "سجيل" و"قدر" في
- اختراق الدفاعات الجوية المحيطة بالقاعدة وإصابة أهداف حيوية داخلها. وتذهب التقارير إلى أبعد
- من ذلك، زاعمةً تدمير مقاتلتين على أرض القاعدة، إحداهما من طراز "إف-22 رابتور" (وهو أمر
- يثير تساؤلات نظراً لعدم امتلاك إسرائيل رسمياً لهذا الطراز، وقد يكون المقصود طراز آخر أو أن
- المعلومة تهدف لإحداث صدمة إعلامية)، والأخرى مقاتلة "إف-16".
- بالإضافة إلى بطارية "القبة الحديدية". إن صحّ هذا الأمر، فإنه لا يمثل فقط خسارة مادية فادحة، بل
- ضربة رمزية وتقنية مؤلمة لمنظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية متعددة الطبقات، والتي يُنظر إليها
- على أنها درع الأمان للبلاد. كما ورد في موجة هجمات أخرى استهداف مطار تل أبيب بصواريخ
- "فتاح" الفرط صوتية، مما أدى، حسب طهران، إلى احتراق سبع مقاتلات من طراز "إف-35"
- وتدمير طائرة شحن عسكرية محملة بالأسلحة، بالإضافة إلى غرفة القيادة وأنظمة الرادار، وهو ما
- من شأنه أن يشل الحركة الجوية العسكرية في أهم مطارات البلاد.
#### **تل أبيب تحت النار نقل المعركة إلى المراكز الحضرية**
لم تقتصر الضربات على الأهداف العسكرية المحضة،
بل امتدت لتطال قلب إسرائيل النابض، مدينة تل أبيب. في مشهد وصفته وسائل إعلام
عبرية بالصادم، دوت صفارات الإنذار بشكل متواصل في منطقة تل أبيب الكبرى ومحيطها،
من أسدود جنوباً حتى نتانيا شمالاً. وتحدثت تقارير إسرائيلية، نقلتها القناة
الثانية عشرة، عن هجوم واسع النطاق شمل إطلاق ما يصل إلى 120 صاروخاً من طراز "سجيل"،
الذي وُصف بأنه "فرط صوتي" ويدخل الخدمة للمرة الأولى بهذا الزخم.
- كانت النتائج، بحسب المصادر الأولية، كارثية على الصعيد المدني. تحدثت التقارير عن تدمير سبع
- ناطحات سحاب في قلب تل أبيب، من بينها أعلى برج في المدينة المكون من 60 طابقاً. كما
- استُهدفت أبراج اتصالات حيوية قيل إنها تخدم "الكنيست" والمؤسسات الحكومية، مما أدى إلى
- انقطاع جزئي في شبكات الاتصالات والإنترنت في المنطقة الحكومية، في خطوة تحمل أبعاداً
- استخباراتية
تهدف إلى تعمية وشل قدرة الدولة على الاستجابة.
هذه الهجمات حولت الحرب من مفهوم يدور في ساحات
بعيدة أو على شاشات الرادار، إلى واقع مرير يعيشه الإسرائيليون في حياتهم اليومية،
مما يقوض بشكل مباشر الإحساس بالأمان والثقة في قدرة الدولة على حمايتهم. وأفادت صحيفة
"معاريف" بأن السلطات اضطرت لإجلاء آلاف السكان من المباني المتضررة،
وأن بلدية تل أبيب تدرس هدم عدد منها بالكامل، مما يعكس حجم الدمار الذي لحق
بالبنية التحتية المدنية.
#### **الرسالة الإيرانية حرب نفسية وهيبة على المحك**
تتجاوز عملية "الوعد الصادق 3" كونها
مجرد رد عسكري، لتمثل رسالة استراتيجية معقدة. فالحرس الثوري الإيراني لم يكتفِ
بإطلاق الصواريخ، بل حرص على بناء سردية إعلامية ونفسية مصاحبة. ففي بياناته، خاطب
الإسرائيليين مباشرة، مذكراً إياهم بتحذيرات سابقة بأن "أبواب الجحيم ستُفتح"
وأن صواريخ "القوة الجوفضائية" ستجبرهم على العيش في الملاجئ. هذا
الخطاب يهدف إلى كسر الروح المعنوية للجبهة الداخلية الإسرائيلية.
- كما أن الكشف عن استخدام صواريخ متطورة مثل "فتاح" الفرط صوتي و"سجيل" الثقيل، هو
- استعراض للقوة يهدف إلى إيصال رسالة واضحة ليس فقط لإسرائيل، بل لحلفائها أيضاً، ومفادها أن
- الترسانة الإيرانية باتت تمتلك قدرات تمكنها من تجاوز أكثر أنظمة الدفاع تطوراً في العالم. الإعلان
- عن تدمير الدفاعات الجوية وأن "أجواء الأراضي المحتلة أصبحت مفتوحة" هو جزء من هذه
- الحرب النفسية التي تسعى لإنهاء "أسطورة الجيش الذي لا يقهر".
#### **المأزق الإسرائيلي بين التعتيم الإعلامي وتصدع الجبهة الداخلية**
في المقابل، بدت الاستجابة الإسرائيلية الرسمية
مرتبكة ومحاطة بتعتيم إعلامي شديد، خاصة فيما يتعلق بحجم الخسائر في المواقع
العسكرية والحيوية، بذريعة عدم "تقديم مساعدة للعدو". ومع ذلك، تسربت
معلومات عبر وسائل الإعلام العبرية وهيئات الطوارئ، رسمت صورة قاتمة للوضع.
- أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية عن نقل عشرات المصابين إلى المستشفيات، فيما تعاملت فرق
- الإطفاء مع حرائق واسعة النطاق، شملت عشرات السيارات ومباني سكنية. وأقرت إذاعة الجيش
- الإسرائيلي بأن الصواريخ
الإيرانية كانت "استثنائية" من حيث النوع والحجم والقدرة التدميرية.
لكن التحدي الأكبر الذي تواجهه إسرائيل الآن ليس
فقط الأضرار المادية، بل هو التصدع المتزايد في جبهتها الداخلية. التحليلات
الإسرائيلية التي كانت تحذر من سيناريو انهيار هذه الجبهة، باتت تتحدث عنها كأمر
واقع. فقدان الثقة في حماية الدولة، ومشاهد الدمار في تل أبيب، وحالة الشلل التي
أصابت مناطق واسعة، كلها عوامل تضغط على الحكومة الإسرائيلية وتجبرها على إعادة
تقييم أولوياتها، والنظر إلى الجبهة الداخلية كساحة حرب حقيقية لا تقل أهمية عن أي
جبهة عسكرية أخرى.
** منطقة على حافة الهاوية**
إن عملية "الوعد الصادق 3"، بغض النظر عن مدى دقة الأرقام المعلنة من الجانب الإيراني، تمثل نقطة تحول فارقة. لقد أثبتت إيران قدرتها وإرادتها على توجيه ضربات مباشرة ومؤلمة في العمق الإسرائيلي، متحديةً بذلك عقيدة الردع التي بنت عليها إسرائيل أمنها لعقود.
الختام
العالم الآن يراقب
بقلق بالغ الخطوة التالية، فالرد الإسرائيلي المحتمل قد يجر المنطقة بأكملها إلى
حرب إقليمية واسعة النطاق، حربٌ لم تعد تُخاض على الحدود أو في الظل، بل في سماء
العواصم وقلب المدن الكبرى. لقد دخل الشرق الأوسط مرحلة جديدة ومجهولة، حيث أصبحت
كل الاحتمالات واردة.