recent
أخبار ساخنة

### **سوق العمل الأمريكية: مفارقة مقلقة تهدد مستقبل الخريجين الجدد**

 

### **سوق العمل الأمريكية: مفارقة مقلقة تهدد مستقبل الخريجين الجدد**

 

في قلب الاقتصاد الأمريكي، تتجلى مفارقة صارخة ترسم ملامح مستقبل غامض لجيل كامل من الشباب المتعلم. فبينما تحتفي المؤشرات الاقتصادية الكلية، مثل تسجيل نمو وظيفي متواصل لأكثر من 52 شهراً وانخفاض معدل البطالة الوطني إلى مستويات صحية، يواجه خريجو الجامعات الجدد واقعاً مغايراًوأكثر قتامة، حيث يجدون أنفسهم في أسوأ سوق عمل موجه للمبتدئين منذ أعوام، عالقين بين صعوبة الحصول على فرصة أولى وشبح التسريح الذي يخيم على العديد من القطاعات.

في قلب الاقتصاد الأمريكي، تتجلى مفارقة صارخة ترسم ملامح مستقبل غامض لجيل كامل من الشباب المتعلم. فبينما تحتفي المؤشرات الاقتصادية الكلية، مثل تسجيل نمو وظيفي متواصل لأكثر من 52 شهراً وانخفاض معدل البطالة الوطني إلى مستويات صحية، يواجه خريجو الجامعات الجدد واقعاً مغايراً وأكثر قتامة، حيث يجدون أنفسهم في أسوأ سوق عمل موجه للمبتدئين منذ أعوام، عالقين بين صعوبة الحصول على فرصة أولى وشبح التسريح الذي يخيم على العديد من القطاعات.
### **سوق العمل الأمريكية: مفارقة مقلقة تهدد مستقبل الخريجين الجدد**


### **سوق العمل الأمريكية: مفارقة مقلقة تهدد مستقبل الخريجين الجدد**


#### **أرقام مقلقة ترسم صورة قاتمة**

 

للوهلة الأولى، تبدو سوق العمل الأمريكية قوية. لكن نظرة فاحصة على البيانات تكشف عن شرخ عميق. فللمرة الأولى منذ بدء تسجيل هذه البيانات عام 1980، يتجاوز معدل البطالة بين الخريجين الجدد (الذين تتراوح أعمارهم بين 22 و27 عاماً) نظيره على المستوى الوطني بشكل مستمر.

  •  ووفقاً لمؤسسة "أكسفورد إيكونوميكس"
  •  ارتفع معدل بطالة هذه الفئة بنسبة 1.6 نقطة مئوية منذ منتصف عام 2023
  •  أي ثلاثة أضعاف الزيادة المسجلة على الصعيد الوطني.

 

هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات مجردة، بل هي انعكاس لمعاناة حقيقية. فقد انخفض توظيف المبتدئين بنسبة 23% مقارنة بمستويات ما قبل جائحة "كوفيد-19"، وهو انخفاض يتجاوز التراجع العام في التوظيف البالغ 18%. هذا الواقع يترك الخريجين في دوامة من البحث المطول عن عمل، مما يؤدي إلى الإحباط وتآكل الثقة بالنفس، ويزيد من عبء الديون الطلابية التي تثقل كاهلهم منذ اليوم الأول لتخرجهم.

 

#### **ما وراء الأرقام رياح اقتصادية معاكسة**

 

يعود هذا التباطؤ الحاد في توظيف الشباب إلى عدة عوامل متداخلة. فبعد موجة التوظيف الهائلة التي شهدتها الفترة بين 2021 و2022، تبنت الشركات الآن نهجاً أكثر حذراً. فالغموض الذي يكتنف السياسات التجارية العالمية، مقروناً بأسعار الفائدة المرتفعة التي تهدف إلى كبح التضخم

  1.  أصاب عمليات صنع القرار في قطاع الأعمال بنوع من الشلل
  2. مما دفعها إلى تقليص خطط التوسع وتجميد التعيينات الجديدة
  3. خاصة في الوظائف التي تتطلب تدريباً واستثماراً أولياً كبيراً.

 

هذا الحذر لا يقتصر على رفض طلبات التوظيف، بل يظهر أيضاً في ارتفاع عدد الأشخاص الذين يتلقون إعانات البطالة لفترات أطول، مما يشير إلى أن العثور على وظيفة بديلة أصبح أكثر صعوبة، حتى للموظفين ذوي الخبرة.

 

#### **شبح الذكاء الاصطناعي هل تختفي وظائف المبتدئين؟**

 

يزيد من تعقيد المشهد ثورة الذكاء الاصطناعي التوليدي، التي باتت تلقي بظلالها على مستقبل وظائف "ذوي الياقات البيضاء". يحذر قادة بارزون في هذا المجال، مثل داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة "أنثروبيك"، من أن هذه التكنولوجيا قد تقضي على ما يصل إلى نصف الوظائف المكتبية للمبتدئين خلال السنوات الخمس المقبلة، مما قد يرفع معدلات البطالة إلى ما بين 10% و20%.

 

  • هذا التخوف ليس مجرد تكهنات، فالبيانات الأولية تدعمه. فقد شهد قطاعا علوم الحاسوب
  •  والرياضيات، وهما من أكثر القطاعات تعرضاً لتأثير الذكاء الاصطناعي، انخفاضاً في توظيف
  •  الخريجين الجدد بنسبة 8% منذ عام 2022. يبدو أن المهام الأساسية التي كانت توكل عادة إلى الموظفين الجدد

مثل تحليل البيانات الأولية أو كتابة الأكواد البسيطة، أصبحت الآن قابلة للأتمتة بسهولة. ورغم أن بعض الخبراء يجادلون بأن هذه المخاوف مبالغ فيها، وأن الذكاء الاصطناعي سيخلق وظائف جديدة كما فعلت التقنيات السابقة، إلا أن المرحلة الانتقالية الحالية تبدو مؤلمة بشكل خاص للمبتدئين.

 

#### **التكلفة البشرية وجدوى الشهادة الجامعية**

 

في خضم هذا الواقع الصعب، يتعالى الجدل حول القيمة الحقيقية للشهادة الجامعية في الولايات المتحدة. فمع تكاليف الدراسة الباهظة التي قد تتجاوز مئات آلاف الدولارات، يجد الخريجون أنفسهم مثقلين بديون هائلة قبل حتى أن يتقاضوا راتبهم الأول. قصة جينا ماكسود

  1.  التي بحثت لأكثر من عام عن وظيفة بعد تخرجها بديون بلغت 70 ألف دولار
  2.  تجسد معاناة الآلاف. هذا البحث المطول لا يستنزف الموارد المالية فحسب
  3.  بل يدمر الثقة ويزرع اليأس.

 

وعلى الرغم من أن الحاصلين على شهادة جامعية لا يزالون يتمتعون بمعدل بطالة أقل وإمكانات دخل أعلى على المدى الطويل مقارنة بغيرهم، فإن الفجوة بدأت تتقلص، مما يفرض على الطلاب وأسرهم إعادة تقييم جدوى هذا الاستثمار الضخم.

 

في الختام

يواجه الخريجون الأمريكيون الجدد عاصفة مثالية تجمع بين تباطؤ اقتصادي حذر، وثورة تكنولوجية مزعزعة، وتكاليف تعليم باهظة. لم يعد التفوق الأكاديمي وحده كافياً لضمان مستقبل مهني آمن. أصبح لزاماً على الطلاب اليوم التحلي بنظرة استراتيجية، واختيار تخصصاتهم بعناية فائقة مع التركيز على القطاعات النامية

 مثل الرعاية الصحية والتعليم، والتفكير ليس فقط في الوظيفة الأولى، بل في مسار مهني مرن وقابل للتكيف مع عالم متغير بسرعة. فالمثابرة وحدها قد لا تكفي، بل يجب أن تقترن بالبصيرة والتخطيط الاستباقي للنجاة في هذه السوق الجديدة المليئة بالتحديات.

### **سوق العمل الأمريكية: مفارقة مقلقة تهدد مستقبل الخريجين الجدد**


author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent