recent
أخبار ساخنة

**الفلبين: لؤلؤة الشرق الآسيوي بين سحر الطبيعة وتحديات الواقع**

 

**الفلبين: لؤلؤة الشرق الآسيوي بين سحر الطبيعة وتحديات الواقع**

 

تتربع جمهورية الفلبين، المعروفة بلقب "لؤلؤة بحر الشرق"، كأرخبيل آسر في قلب جنوب شرق آسيا، شمال إندونيسيا. تحيط بها مياه المحيط الهادئ وبحر الصين الجنوبي، وتنفرد بعدم وجود حدود برية مشتركة مع أي دولة. يمتد هذا الأرخبيل، الثاني عالميًا من حيث الحجم، على مساحة تقدر بـ 300,000 كيلومتر مربع، ويتألف من أكثر من 7000 جزيرة، لا يسكن منها سوى حوالي 100 جزيرة. وبتعداد سكاني يناهز 118 مليون نسمة، تحتل الفلبين المرتبة الثالثة عشرة عالميًا من حيث الكثافة السكانية.

تتربع جمهورية الفلبين، المعروفة بلقب "لؤلؤة بحر الشرق"، كأرخبيل آسر في قلب جنوب شرق آسيا، شمال إندونيسيا. تحيط بها مياه المحيط الهادئ وبحر الصين الجنوبي، وتنفرد بعدم وجود حدود برية مشتركة مع أي دولة. يمتد هذا الأرخبيل، الثاني عالميًا من حيث الحجم، على مساحة تقدر بـ 300,000 كيلومتر مربع، ويتألف من أكثر من 7000 جزيرة، لا يسكن منها سوى حوالي 100 جزيرة. وبتعداد سكاني يناهز 118 مليون نسمة، تحتل الفلبين المرتبة الثالثة عشرة عالميًا من حيث الكثافة السكانية.
**الفلبين: لؤلؤة الشرق الآسيوي بين سحر الطبيعة وتحديات الواقع**


**الفلبين: لؤلؤة الشرق الآسيوي بين سحر الطبيعة وتحديات الواقع**

تاريخ الفلبين

يمتد تاريخ الفلبين عبر عصور غنية بالتحولات. فقبل الاستعمار، كانت مركزًا تجاريًا حيويًا في المنطقة. اكتشفها ا لبرتغاليون، ثم خضعت للاحتلال الإسباني في القرن السادس عشر، حيث استمدت اسمها من الملك الإسباني فيليب الثاني.

  •  لاحقًا، انتقلت السيطرة إلى الولايات المتحدة بعد الحرب الأمريكية الإسبانية، ثم احتلتها اليابان خلال
  •  الحرب العالمية الثانية، لتنال استقلالها أخيرًا عام 1946. لم تخلُ العقود اللاحقة من اضطرابات
  •  سياسية، أبرزها "ثورة سلطة الشعب" السلمية عام 1986 التي أطاحت بحكم ماركوس وأعادت
  •  الديمقراطية للبلاد.

 النسيج الثقافى

يتجلى النسيج الثقافي الفلبيني في مزيج فريد من التأثيرات الآسيوية، والكاثوليكية الإسبانية، والرأسمالية الأمريكية. وتعد الفلبين الدولة الآسيوية الوحيدة ذات الأغلبية المسيحية، حيث يعتنق حوالي 90% من سكانها المسيحية، معظمهم من الكاثوليك، نتيجة قرون من الحكم الإسباني. 

  1. هذا الإرث، مع هجرات من أوروبا وأمريكا الجنوبية، منح ثقافتها طابعًا قريبًا من دول أمريكا اللاتينية.
  2.  اللغة الرسمية هي الفلبينية، إلى جانب الإنجليزية المستخدمة بكثافة في الأوساط الأكاديمية والمهنية.
  3.  كما تزخر البلاد بما يتراوح بين 120 و175 لغة ولهجة محلية، الكثير منها مهدد بالاندثار.

 أما عرقيًا، فينحدر معظم الفلبينيين من أصول ماليزية، ويضم المجتمع المعاصر حوالي 100 مجموعة عرقية ولغوية مميزة، بالإضافة إلى أقليات صينية وهندية وأمريكية وإسبانية.

 

مانيلا، العاصمة النابضة بالحياة، هي المركز الرئيسي للتجارة والاستثمار والشؤون الإدارية، ويقطنها حوالي 15 مليون نسمة. تعكس عمارتها، التي تمزج بين الطرز الآسيوية والأوروبية، تاريخها الاستعماري. ورغم جاذبيتها السياحية بما تحتويه من متاحف وغابات خلابة وأسواق شعبية، إلا أن الازدحام الشديد قد يشكل تحديًا للزوار.

 اقتصاد

اقتصادياً، تحتل الفلبين المرتبة السابعة والثلاثين عالميًا، وعملتها الرسمية هي البيزو الفلبيني. يبلغ متوسط الدخل الشهري حوالي 260 دولارًا. تُصنف كدولة حديثة التصنيع، ويعود جزء من نموها إلى استثمارات الدول المجاورة والشركات العالمية الكبرى.

  1.  تشمل صادراتها الرئيسية الإلكترونيات، والملابس، وزيت جوز الهند، والفواكه. كما برزت الفلبين
  2.  في أواخر القرن العشرين كرائد إقليمي في التعليم، مع نظام تعليمي عام قوي ومعدلات محو أمية
  3.  مرتفعة.

 

  • ومع ذلك، تواجه الفلبين تحديات اجتماعية جمة. فالفقر الحضري منتشر، حيث يعيش جزء كبير من
  •  السكان في أحياء عشوائية تفتقر إلى المياه النظيفة والكهرباء والخدمات الصحية. يتركز السكان بشكل
  •  غير متساوٍ، مع كثافة سكانية هائلة في بعض أجزاء مانيلا. كما أن معدل المواليد مرتفع بشكل
  •  ملحوظ.

  1.  يُضاف إلى ذلك، مشاكل مثل عدم التحاق العديد من الأطفال بالمدارس، وارتفاع معدلات جرائم
  2.  الأحداث، والاتجار بالبشر، وبشكل خاص دعارة الأطفال التي تُعد من القضايا المقلقة. كما أن نقص
  3.  البنية التحتية الصحية ساهم في ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز).

 ونتيجة للظروف الصعبة، يهاجر عدد كبير من العمال المهرة وشبه المهرة إلى دول الخليج العربي وغيرها بحثًا عن فرص أفضل. كما اختارت بعض الفئات، مثل شعب الباجاو، العيش بمعزل على البحر، معتمدين على الصيد وبعيدين عن مظاهر الحياة الحديثة.

 تتميز الفلبين

طبيعيًا، تتميز الفلبين بمناخ استوائي رطب وماطر، وتغطي الغابات الاستوائية الخضراء حوالي 70% من مساحتها. هذا الجمال الطبيعي والتنوع البيولوجي يجذب السياح ومحبي الطبيعة. من أبرز وجهاتها جزر إل نيدو بتكويناتها الصخرية وشعابها المرجانية الملونة، وظاهرة تلال الشوكولاتة الفريدة المدرجة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي. 

  • كما يُمكن الاستمتاع بجولات القوارب في النهر الجوفي بجزيرة بالاوان، والغوص مع أسماك القرش
  •  الحوتي. وتُعد الفلبين موطنًا لقرد اللوريس البطيء، وهو من أصغر الرئيسيات في العالم. ولكن، تقع
  •  البلاد في منطقة جغرافية نشطة زلزاليًا، حيث تضم حوالي 20 بركانًا نشطًا، وتتعرض بشكل متكرر
  •  للزلازل والأعاصير والفيضانات المدمرة.

 

يشكل الأرز جزءًا أساسيًا من النظام الغذائي الفلبيني، وتشتهر البلاد بأطعمة الشوارع اللذيذة. وتزدهر مراكز التسوق الكبرى في المدن الرئيسية، حتى أن ثلاثة من أكبر عشرة مراكز تسوق في العالم تقع في الفلبين، وإن كان معظم السكان يعتمدون على الباعة المتجولين لتلبية احتياجاتهم اليومية.

 

في الختام

 تمثل الفلبين وجهة آسرة تجمع بين سحر الطبيعة البكر وكرم الضيافة الأصيل، وتنوع ثقافي غني. ورغم التحديات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي تواجهها، تظل "لؤلؤة بحر الشرق" بلدًا ينبض بالحياة، مقدمًا لزواره تجربة لا تُنسى بتكلفة معقولة، خاصة لأولئك الباحثين عن ملاذ بعيد عن صخب الحياة الحديثة.

**الفلبين: لؤلؤة الشرق الآسيوي بين سحر الطبيعة وتحديات الواقع**


author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent