recent
أخبار ساخنة

### **جاكي شان: أسطورة تعود بخطوات الحكيم وقلب المقاتل**

الصفحة الرئيسية

 

### **جاكي شان: أسطورة تعود بخطوات الحكيم وقلب المقاتل**

 

في عالم السينما، هناك أسماء تتجاوز مجرد كونها نجوماً لتصبح أيقونات ثقافية خالدة. ومن بين هذه الأسماء، يبرز اسم جاكي شان كظاهرة فريدة، فهو ليس مجرد ممثل أو خبير في الفنون القتالية، بل هو مهندس الحركة، وفنان الكوميديا الجسدية، وسفير عالمي استطاع أن يبني جسراً متيناً بين سينما الشرق وهوليوود. واليوم، وهو في العقد الثامن من عمره، يعود هذا العملاق إلى الساحة الهوليوودية بقوة من خلال فيلم "فتى الكاراتيه: الأساطير" (Karate Kid: Legends)، في عودة لا تمثل مجرد إضافة جديدة لمسيرته الأسطورية، بل هي بمثابة احتفالية بإرثه وتتويج لمفهوم "الأسطورة" الذي أصبح مرادفاً لاسمه.

في عالم السينما، هناك أسماء تتجاوز مجرد كونها نجوماً لتصبح أيقونات ثقافية خالدة. ومن بين هذه الأسماء، يبرز اسم جاكي شان كظاهرة فريدة، فهو ليس مجرد ممثل أو خبير في الفنون القتالية، بل هو مهندس الحركة، وفنان الكوميديا الجسدية، وسفير عالمي استطاع أن يبني جسراً متيناً بين سينما الشرق وهوليوود. واليوم، وهو في العقد الثامن من عمره، يعود هذا العملاق إلى الساحة الهوليوودية بقوة من خلال فيلم "فتى الكاراتيه: الأساطير" (Karate Kid: Legends)، في عودة لا تمثل مجرد إضافة جديدة لمسيرته الأسطورية، بل هي بمثابة احتفالية بإرثه وتتويج لمفهوم "الأسطورة" الذي أصبح مرادفاً لاسمه.
### **جاكي شان: أسطورة تعود بخطوات الحكيم وقلب المقاتل**


### **جاكي شان: أسطورة تعود بخطوات الحكيم وقلب المقاتل**


  • الفيلم الجديد ليس مجرد تتمة عادية، بل هو حدث سينمائي يجمع لأول مرة بين عالمين ضمن
  •  السلسلة نفسها: عالم دانيال لاروسو، الذي جسده رالف ماتشيو في الثلاثية الأصلية الأيقونية في
  •  الثمانينيات، وعالم السيد هان، المعلم الحكيم الذي قدمه جاكي شان في نسخة 2010. هذا اللقاء بين
  •  الأسطورتين، الذي طال انتظاره من قبل عشاق السلسلة، يَعِدُ بتجربة غنية تجمع بين الحنين إلى
  •  الماضي والرؤية المتجددة، وتمرر الشعلة إلى جيل جديد يمثله النجم الصاعد بن وانغ. إنها قصة
  •  عن الإرشاد، والاحترام، وإدراك أن القوة الحقيقية لا تكمن في سرعة الركلات، بل في عمق
  •  الحكمة.

**أسطورة على أرض الواقع طاقة لا تشيخ**

 

حتى في عمر يناهز 71 عاماً، ما زال جاكي شان يمتلك تلك الهالة التي تجبر الجميع على التوقف في رهبة واحترام. يصفه زملاؤه في موقع التصوير بأنه "إعصار بحد ذاته". لم يكن اختيار عنوان "الأساطير" للفيلم الجديد مجرد مصادفة، بل هو الوصف الأدق لتلاقي قمتين: رالف ماتشيو، الذي رسّخ شخصية "فتى الكاراتيه" في الوعي العالمي، وجاكي شان، الذي هو أسطورة السينما الحركية بلا منازع.

 

  • عندما يجلس شان بين ماتشيو وبن وانغ في فندق لندني، مرتدياً بدلته الرياضية البسيطة، يتحدث
  •  بتواضع عن الألقاب التي تطلق عليه. يقول: "الناس يلقبونني بـ’النجم الخارق’ ويقولون إنني
  •  ’أسطورة‘. وأنا أرد عليهم: ’شكراً جزيلاً لكم’. هذا يعني أن كل تلك السنوات، وكل المخاطر التي
  •  وضعت حياتي فيها من أجل هذا الفن، لم تذهب سدى". هذا الاعتراف ليس مجرد امتنان، بل هو
  •  شهادة على مسيرة مهنية بنيت على كسر العظام، وتحدي الجاذبية، وإعادة تعريف معايير أفلام
  •  الحركة.

 

إن تأثيره على موقع التصوير يتجاوز كونه الممثل الرئيسي. يصفه بن وانغ بعبارة طريفة وعميقة في آن واحد: "بابا نويل أفلام الفنون القتالية".

  1.  ويشرح قائلاً: "إنه مثل شخصية أسطورية تدخل البهجة إلى قلوب الجميع. إنه يحول موقع التصوير
  2.  بالكامل إلى أرض عجائب مليئة بالركلات واللكمات". هذه الطاقة الإبداعية المتفجرة هي ما جعلت
  3.  منه نجماً عالمياً، بداية من أفلامه في هونغ كونغ مثل "السيد السكران" (Drunken Master)
  4.  وصولاً إلى نجاحه الساحق في هوليوود بأفلام مثل "ساعة الذروة" (Rush Hour) و"ظهيرة
  5.  شنغهاي" (Shanghai Noon)، محققاً نجاحاً عابراً للثقافات لم يسبقه إليه أحد. عودته في
  6.  "الأساطير" تمثل أول فيلم أمريكي ضخم له منذ ما يقرب من 15 عاماً، مما يجعلها حدثاً استثنائياً بحد
  7.  ذاته.

 

**جسر بين الثقافات والأجيال**

 

لطالما كانت سلسلة "فتى الكاراتيه" أكثر من مجرد أفلام عن الفنون القتالية؛ لقد كانت دائماً منصة للتفاهم الثقافي. الفيلم الأصلي عام 1984، بإخراج جون جي. أفيلدسن (مخرج "روكي")، قدم للجمهور الغربي شخصية السيد مياغي (بات موريتا)، المعلم الياباني الأمريكي الذي علّم دانيال لاروسو أن الكاراتيه هو فلسفة حياة قبل أن يكون أسلوب قتال. وكما يقول بن وانغ: "لقد أظهرت هذه الأفلام دائماً احتراماً كبيراً للفنون القتالية الآسيوية".

 

  • يتبع فيلم "الأساطير" هذه الصيغة الكلاسيكية المحبوبة: شاب يدعى لي فونغ (بن وانغ) ينتقل مع والدته
  •  إلى مدينة جديدة، حيث يواجه تحديات جديدة، ويقع في الحب، ويجد نفسه في مواجهة مع خصم عنيد.
  •  والأهم من ذلك، أنه يجد الإرشاد لدى معلمين استثنائيين، السيد هان (شان) ودانيال لاروسو
  •  (ماتشيو)، اللذين يشكلان فريق تدريب فريداً من نوعه. هذه التركيبة لا تخدم القصة فحسب، بل تعمق
  •  رسالة السلسلة. يقول ماتشيو: "في كل مرة تستطيع فيها تعريف جمهورك بثقافة مختلفة، فإن ذلك
  •  سيكون أمراً إيجابياً. فنون القتال أسلوب حياة. إنها تقدير للذات، وانضباط، واحترام".

 

بالنسبة لشان نفسه، يحمل الفيلم أهمية شخصية مؤثرة. يروي كيف أن الفيلم الأصلي ألهمه في فترة صعبة من حياته، قائلاً: "عندما عُرض فيلم ’فتى الكاراتيه‘ الأصلي، كنت لا أزال شاباً ومكتئباً، وأعمل كبديل للمشاهد الخطرة بلا عمل. ثم شاهدت الفيلم، وأعاد لي ثقتي بنفسي، فعدت للتدريب من جديد". ورغم أن التسلسل الزمني لهذه الرواية قد لا يكون دقيقاً تماماً، إذ كان شان نجماً كبيراً بالفعل في آسيا بحلول عام 1984، إلا أن القصة تكشف عن الارتباط العاطفي العميق الذي يكنه للسلسلة التي أصبحت الآن جزءاً من إرثه الخاص.

 

**الشغف يصنع النجوم من وانغ إلى شان**

 

يمثل بن وانغ، الذي تم اختياره من بين 10 آلاف مرشح، الجيل الجديد الذي يحمل شعلة السلسلة. بخلفيته في المسرح الموسيقي والفنون القتالية، يقدم وانغ رشاقة ومهارة تتطلبها الشخصية. لكن الأهم هو الدعم الذي تلقاه من الأساطير من حوله. يروي كيف اتصل به رالف ماتشيو ليطمئنه قائلاً: "هذا الفيلم يدور حول رحلة شخصيتك. أنا أجلب إرث السلسلة، وأنت تجلب ما يلزم لجعل هذه الشخصية حقيقية".

 

  1. لكن العمل مع جاكي شان كان تجربة من مستوى آخر. يتطلب الدور مهارات جسدية فائقة، وقد
  2.  تعرض وانغ لإصابات، مثل قطع طرف إصبعه الصغير. لكن هذه الإصابة تبدو تافهة مقارنة بما يمر
  3.  به معلمه البالغ من العمر 71 عاماً. يروي وانغ كيف جاءه شان في أحد الأيام وكشف عن ساقه
  4.  المصابة بكدمات وتورم شديد، قائلاً ببساطة: "قفزت من شجرة واصطدمت بشيء". هذه الحادثة
  5.  تلخص روح جاكي شان: شغف لا يعرف عمراً، وجسد اعتاد الألم من أجل الفن.

 

هذا الشغف يمتد إلى ما وراء الكاميرا. شان ليس ممثلاً يكتفي بأداء دوره، بل هو صانع أفلام في جوهره. يقول وانغ: "كان دائماً يغير التفاصيل أو يقدم اقتراحات. ولحسن حظنا، كنا نقول: إذا كانت لدى جاكي شان فكرة، فسنستمع إليها". ويصل تدخله إلى أدق التفاصيل، لدرجة أنه كان يوجه الممثلين الإضافيين حول كيفية المشي بشكل طبيعي. إنه يعشق كل جانب من جوانب صناعة الأفلام، ولا يستطيع منع نفسه من المشاركة.

 

**فن الأكشن الكوميدي رقصة بدلاً من العنف**

 

تظهر بصمات شان بوضوح في مشاهد الحركة في "الأساطير"، التي تمزج بين القوة والرشاقة واللمسة الكوميدية الخفيفة التي أصبحت علامته التجارية. يوضح شان أنه طور هذا الأسلوب كاستجابة للجمهور ووسائل الإعلام التي انتقدت العنف في أفلام الفنون القتالية المبكرة. يقول: "قررت أن أجعل الحركة أشبه بالرقص، وأضفت الكوميديا، لكي يرى الجمهور أن الأكشن الممزوج بالكوميديا ليس عنيفاً". هذا الأسلوب، الذي يستلهم من عبقرية باستر كيتون الكوميدية، هو ما جعل مشاهد قتاله لا تُنسى ومحبوبة عالمياً.

 

وفي "الأساطير"، لا يطبق شان هذا الأسلوب بنفسه فحسب، بل ينقله أيضاً إلى شخصية لي فونغ، مما يمنحها "روح جاكي الشاب"، على حد تعبير ماتشيو.

 

الختام

 يعترف شان بأن الزمن له أحكامه. يقول بصدق وواقعية: "كنت أؤدي الركلة الثلاثية، ثم صرت أؤدي الركلة المزدوجة. والآن، أكتفي بركلة واحدة فقط". ويضيف: "إذا كان عليّ القفز من مبنى، آسف، أحتاج الآن إلى ممثل بديل. لكن إن كان المشهد مجرد قتال عادي، فأنا أؤديه بنفسي. التدحرج، بعض اللكمات، هذا سهل بالنسبة لي".

### **جاكي شان: أسطورة تعود بخطوات الحكيم وقلب المقاتل**


 

إن عودة جاكي شان في "فتى الكاراتيه: الأساطير" هي أكثر من مجرد عودة نجم إلى هوليوود. إنها شهادة على أن الأساطير الحقيقية لا تموت، بل تتطور. قد تكون خطواته أبطأ، وقد تكون قفزاته أقل ارتفاعاً، لكن قلبه لا يزال ينبض بشغف المقاتل الشاب، وعقله يعمل بحكمة المعلم الخبير. إنه يثبت للعالم أن الشغف لا يشيخ، وأن الإرث الحقيقي لا يقاس بعدد العظام المكسورة، بل بعدد القلوب التي ألهمها.

author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent