صمتِ القلوبِ الكسيرةِ
إذا الليالي أرختْ سُدولَ الظَّلالِ
فابحثْ عنِ النَّجمِ في عُمقِ الليالي
هو النجمُ يُهديكَ في الدَّاجياتِ نوراً
ويُنعشُ فينا ميِّتَ الآمالِ
هو الفجرُ يبزغُ من بعدِ ليلٍ بهيمٍ
يُبدِّدُ غيمَ اليأسِ والاضمحلالِ
هو البذرةُ الصغرى بأرضٍ جديبةٍ
تُنبِتُ ورداً فائقَ الجمالِ
هو اللحنُ في صمتِ القلوبِ الكسيرةِ
يُعيدُ إليها بهجةَ الموَّالِ
فلا تيأسَنْ إنْ طالَ بالصبرِ حالُنا
فبعدَ العَنا يأتي قِطافُ الغلالِ
وإنْ ضاقتِ الدنيا عليكَ برُحبِها
تذكَّرْ بأنَّ الصُّبحَ حتمًا سيأتي
فبالصبرِ والإيمانِ يُهزَمُ بؤسُنا
ويُشرقُ في أرواحِنا نورُ الجلالِ
فلا تقنطنْ من رحمةٍ أو عنايةٍ
فربُّكَ جبَّارٌ عظيمُ الفِعالِ
تسلَّحْ بهِ في وجهِ كلِّ مصيبةٍ
فجيشُ الأسى يُهزَمْ بصدقِ النِّضالِ
ومن رحمِ هذا الأملِ الحرِّ تُولدُ
سعادةُ روحٍ في أتمِّ الكمالِ
هي الكنزُ لا يُشرى بمالٍ وجوهرٍ
ولكنها في طِيبِ الأقوالِ والأفعالِ
هي الرِّضى بالقَسمِ مهما بدا لنا
قليلاً، ففيهِ مُنتهى الإجلالِ
هي البسمةُ البيضاءُ في وجهِ عابسٍ
تُعيدُ إليهِ راحةَ البالِ
هي الدفءُ في بردِ الحياةِ وقسوتِها
وصوتُ صديقٍ صادقِ الاتصالِ
فلا تطلبِ السُّعدى بغيرِ دروبِها
فدربُ الأماني يبدأُ بالآمالِ
هي الطائرُ الأخضرُ يحطُّ على يدٍ
تفاءلتْ بالخيرِ في كلِّ حالِ
هي العطرُ يبقى بعدَ فعلٍ كريمٍ
وذكرى جميلةٍ ترفضُ الزوالِ
فكنْ بالأملِ الميمونِ دومًا مُسلَّحًا
لتَحيا سعيدًا في جميعِ الأحوالِ
فإنَّ السعادةَ بنتُ حُسنِ تفاؤلٍ
وإنَّ الأمَلْ مفتاحُ خيرِ المآلِ