recent
أخبار ساخنة

# عودة تاريخية: سبعة أفلام مصرية تضيء سماء مهرجان الجونة السينمائي في دورته الثامنة

 

# عودة تاريخية: سبعة أفلام مصرية تضيء سماء مهرجان الجونة السينمائي في دورته الثامنة

 

شهدت الدورة الثامنة من **مهرجان الجونة السينمائي**

 حضوراً لافتاً ومميزاً للسينما المحلية، مؤكدةً على تجدد الحيوية والإبداع في الساحة الفنية المصرية. فبعد فترة من الترقب، استعادت **السينماالمصرية** مكانتها في المحافل الدولية والإقليمية عبر مشاركة سبعة أفلام دفعة واحدة، تنوعت بين الأفلام الروائية الطويلة والوثائقية، وبين الأعمال التي تنافست في المسابقات الرسمية وتلك التي عُرضت ضمن العروض الخاصة والجماهيرية.

شهدت الدورة الثامنة من **مهرجان الجونة السينمائي** حضوراً لافتاً ومميزاً للسينما المحلية، مؤكدةً على تجدد الحيوية والإبداع في الساحة الفنية المصرية. فبعد فترة من الترقب، استعادت **السينما المصرية** مكانتها في المحافل الدولية والإقليمية عبر مشاركة سبعة أفلام دفعة واحدة، تنوعت بين الأفلام الروائية الطويلة والوثائقية، وبين الأعمال التي تنافست في المسابقات الرسمية وتلك التي عُرضت ضمن العروض الخاصة والجماهيرية.
# عودة تاريخية: سبعة أفلام مصرية تضيء سماء مهرجان الجونة السينمائي في دورته الثامنة


# عودة تاريخية: سبعة أفلام مصرية تضيء سماء مهرجان الجونة السينمائي في دورته الثامنة

  • هذا الحشد الفني لم يكن مجرد حضور كمّي، بل كان دليلاً على نضج وريادة جيل جديد من المخرجين
  •  المصريين الذين قدموا مقاربات سينمائية مغايرة، لامست القضايا الاجتماعية والنفسية العميقة،
  •  وكسرت حواجز السرد التقليدي، مما يبشر بمرحلة فارقة في مسار **الأفلام المصرية الجديدة**.

## دلالات المشاركة القياسية صعود جيل المخرجين الجدد

 

إن مشاركة سبعة أفلام مصرية في مهرجان بحجم الجونة تحمل دلالات عديدة؛ أولها وأهمها، الكشف عن جيل جديد يمتلك أدوات بصرية وفكرية متطورة. فقد تميزت معظم الأعمال المشاركة بجرأة في التناول، وتفرد في اللغة السينمائية، ما يعد بترك بصمة قوية في الإنتاج السينمائي العربي خلال السنوات المقبلة.

 

  • توزعت هذه **الأفلام المصرية** على خريطة المهرجان بعناية، لتشمل مواضيع غاية في الأهمية
  •  تراوحت بين تيمة الدراما الأسرية المعقدة، وأزمات الهوية، مروراً بقضايا الفقر والطبقية، وصولاً
  •  إلى المعالجات الوثائقية للشخصيات المهمشة وكبار السن. وقد أثبتت هذه الأعمال أن هناك تطوراً
  •  ملحوظاً يجري بهدوء في ورش عمل السينما المستقلة والمدعومة.

  

## 1. "كولونيا" دراما نفسية في مواجهة الهوية الممزقة

 

ضمن مسابقة **الأفلام الروائية الطويلة**، حظي الفيلم المصري "كولونيا" للمخرج محمد صيام بعرض مهم. ويعد هذا العمل أول تجربة روائية طويلة لصيام، الذي اشتهر سابقاً بأفلامه الوثائقية الناجحة عالمياً (مثل مشاركته في مهرجان أمستردام للأفلام الوثائقية).

 

  1. الفيلم، الذي جاء بإنتاج مشترك ضخم ضم مصر والنرويج والسويد والسعودية وقطر وفرنسا، يغوص
  2.  في أعماق أزمة العلاقة بين الأب والابن. تدور الأحداث حول "فاروق"، الشاب الذي يعاني من
  3.  أزمات أخلاقية وفشل في استكمال دراسته الجامعية، وتتجلى مشكلته الأكبر في علاقته المضطربة
  4.  والمتوترة بوالده.

 

تأتي وفاة الأب المفاجئة كمنعطف يكشف الأسرار، حيث يعتمد المخرج على تقنية "الفلاش باك" ليوم كامل قبل الوفاة، مانحاً المشاهد مفاتيح فهم الصراع العميق بين الشخصيتين. الأسلوب الإخراجي اعتمد على الكاميرا شبه التوثيقية والاقتراب الشديد من وجوه الممثلين، لخلق إحساس بالتوتر والاعتراف المطول.

 

برع أحمد مالك في دور فاروق، مقدماً أداءً مشحوناً بالعصيان والتمزق النفسي، فيما جسد الممثل الفلسطيني كامل الباشا دور الأب الغامض بسلطة "مكسورة". اللافت في الفيلم هو الغياب التام للموسيقى، واعتماد المخرج على مساحات الصمت للتعبير عن الفراغ الداخلي وهشاشة الشخصيات، مما جعل "كولونيا" وجبة سينمائية ثرية تجمع البعد النفسي بالسياسي بأسلوب غير تقليدي. والجدير بالذكر أن هذا العمل استفاد من دعم "سيني جونة" في مرحلة التطوير (2021).

  

## 2. "المستعمرة" رحلة بحث فلسفية في إطار تشويقي

 

شهدت مسابقة الأفلام الطويلة أيضاً مشاركة الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرج محمد رشاد، بعنوان "المستعمرة"، بإنتاج مشترك بين مصر وفرنسا وألمانيا وقطر والسعودية.

 

  • العمل مستوحى من أحداث حقيقية، ويتخذ إطاراً تشويقياً اجتماعياً وإنسانياً. يتمحور الفيلم حول شقيقين
  •  يحاولان كشف حقيقة وفاة والدهما، متسائلين عما إذا كان موته في حادثة مجرد صدفة أم وراءه
  •  أسرار وخفايا.

 

على الرغم من كونها التجربة الروائية الأولى لرشاد، فقد تميز الفيلم بقوته البصرية واستخدامه المتقن للإضاءة الخافتة لتوليد الإحساس بالتوتر والغموض الذي يستمر حتى اللحظات الأخيرة. "المستعمرة" يمثل خطوة متقدمة نحو مدرسة السينما التشويقية ذات المضمون الفلسفي، التي تدفع الجمهور للتساؤل حول مدى حريتنا في اتخاذ القرارات وهل نعيش فعلياً في "مستعمرة" تحكمها قوى خفية.

 وقد كان للفيلم بصمته الدولية، حيث عُرض عالمياً لأول مرة ضمن مسابقة "وجهات نظر" في مهرجان برلين السينمائي، وحصل على دعم "سيني جونة" (مرحلة ما بعد الإنتاج 2024).

 

 

## 3. الوثائقيات المصرية مصالحة مع الذات والماضي

 

لم تقتصر المشاركات على الأفلام الروائية، بل كان للفيلم الوثائقي المصري حضور نوعي.

 

### "50 متراً" صراع الأبوة والندم

 

شاركت المخرجة يمنى خطاب بفيلمها الوثائقي "50 متراً" (إنتاج مصري – سعودي - دنماركي) ضمن مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة. يستعرض الفيلم رحلة المخرجة الشخصية مع والدها، محاولةً ترميم علاقة شابها الارتباك، خصوصاً بعد اعتراف الوالد بـ "ندمه على الأبوة". يسلط الفيلم الضوء على فئة كبار السن، ويطرح تساؤلات حول العلاقة بين الأب والابنة، وكيف يمكن للسينما أن تكون وسيلة للحوار والمصالحة. يعبر العمل عن صراع يمنى بين الرغبة في تجاوز صورة الأب والحرص على الحفاظ على الجذور العائلية.

 

### "الحياة بعد سهام" مرثية الفقد والأسرة

 

في إطار المسابقة الوثائقية الرسمية، عرض المخرج نمير عبدالمسيح فيلمه "الحياة بعد سهام"، وهو عمل يرصد قصة المخرج الشخصية وتداعيات أزمته النفسية عقب رحيل والدته. يستعرض عبدالمسيح المشاعر الحتمية التي تعقب الفقد والعزلة، متتبعاً تاريخ العائلة بلقطات متوالية تعكس الترابط الاجتماعي والأسري في مصر. الفيلم شارك سابقاً في مهرجان كان السينمائي الدولي، وحصل على دعم "سيني جونة" لمرحلة ما بعد الإنتاج 2024.

  

## 4. أفلام خارج المسابقة الرومانسية والكوميديا والافتتاح الجماهيري

 

شمل البرنامج أيضاً عروضاً مهمة خارج المسابقات الرسمية، منها أعمال جماهيرية وتجارب إخراجية أولى.

 

### "ولنا في الخيال.. حب"

 

في عرضه العالمي الأول، شارك الفيلم الرومانسي "ولنا في الخيال.. حب"، وهو أول تجربة سينمائية طويلة للمخرجة سارة رزيق. يمزج الفيلم بين الرومانسية والخيال، ويدور حول أستاذ جامعي انطوائي تنقلب حياته بدخول طالبة جامعية مرحة، ما يضعه في مواجهة بين العقل والمشاعر المتأخرة، خصوصاً عندما تعترف الفتاة بحبها لشاب من جيلها. الفيلم من بطولة أحمد السعدني ومايان السيد.

 

### "السادة الأفاضل"

 

عرض المخرج كريم الشناوي فيلمه "السادة الأفاضل" خارج المسابقة، وهو عمل يمزج بين الكوميديا والتشويق، ويكشف عن اختلافات طبقية وثقافية. تدور الأحداث حول عائلة "أبو الفضل" في قرية بسيطة، وكيف يهز استقرارها موت الأب المفاجئ، ما يضطر الابن الأكبر "طارق" لتحمل المسؤولية وكشف أسرار الماضي والديون. العمل من بطولة نجوم الكوميديا والدراما: محمد ممدوح، بيومي فؤاد، طه دسوقي، وأشرف عبدالباقي.

 

### "عيد ميلاد سعيد" فيلم الافتتاح وظاهرة الجوائز

 

اختتمت قائمة الأفلام المصرية بالفيلم الذي اختاره المهرجان للافتتاح وهو "عيد ميلاد سعيد"، للمخرجة الشابة سارة جوهر. لم يكن الفيلم مجرد اختيار شرفي، بل حصد نجاحاً نقدياً وجماهيرياً غير مسبوق، وعُرض ثلاث مرات بناءً على طلب الجمهور.

 

  1. الفيلم، الذي كتبته سارة جوهر بالاشتراك مع المخرج محمد دياب، يتناول قصة القهر الذي يولده الفقر
  2.  ويرصد معاناة الأطفال العاملين في البيوت (توحه) والفوارق الطبقية الكبيرة مع أطفال العائلات
  3.  الثرية (نيللي).

 

"عيد ميلاد سعيد" هو الظاهرة الأبرز هذا العام، حيث وقع عليه اختيار نقابة السينمائيين ليمثل مصر رسمياً في مسابقة **جوائز الأوسكار** لأفضل فيلم دولي. كما حصد الفيلم ثلاث جوائز رفيعة في الدورة الأخيرة من مهرجان ترايبيكا السينمائي 2025: أفضل فيلم روائي دولي، وأفضل سيناريو دولي، وجائزة نورا إيفرون لأفضل مخرجة. الفيلم بطولة نيللي كريم وحنان مطاوع والطفلة ضحى رمضان.


 

##  المستقبل الواعد للسينما المصرية

 

لقد أكدت المشاركة القوية والنوعية للأفلام المصرية السبعة في **مهرجان الجونة السينمائي** أن الحركة السينمائية في مصر تمر بمرحلة انتقالية إيجابية. فبفضل دعم آليات مثل "سيني جونة" وبروز الأصوات الإخراجية الجديدة ذات الرؤى المتباينة (سواء في الوثائقيات الحميمة أو الروائيات المعقدة)


فى الختام

 تبدو **السينما المصرية** مهيأة لاستعادة ريادتها على الساحة العربية والدولية، معتمدة على أعمال تحترم ذكاء الجمهور وتطرح قضايا حقيقية بأساليب مبتكرة.

author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent