جواز المخرجة ايناس الدغيدى من الاعلامية هالة سرحان

 

# مبادرة مستقبل الاستثمار (FII): الرياض تفتح آفاقاً جديدة للاقتصاد العالمي وتحولات الذكاء الاصطناعي

 

## مقدمة: "مفتاح الازدهار" يضيء عاصمة المملكة

 

انطلقت في العاصمة السعودية الرياض فعاليات النسخة التاسعة من مؤتمر مبادرة "مستقبل الاستثمار" (Future Investment Initiative – FII)، تحت شعار "مفتاح الازدهار"، مؤكدةً بذلك مكانة المملكة كمركز ثقل عالمي لصناعة القرار الاقتصادي ومستقبل الاستثمار. يمثل هذا المؤتمر السنوي، الذي يعقد في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات ويمتد حتى الثلاثين من أكتوبر 2025، منصةً حيوية تجمع نخبة قادة الحكومات، ومديري أكبر الصناديق السيادية والمالية، والمبتكرين في قطاع التكنولوجيا، بهدف بلورة استراتيجيات عملية لمواجهة التحديات الاقتصادية الكبرى وصياغة مستقبل النمو العالمي.

# مبادرة مستقبل الاستثمار (FII): الرياض تفتح آفاقاً جديدة للاقتصاد العالمي وتحولات الذكاء الاصطناعي

# مبادرة مستقبل الاستثمار (FII): الرياض تفتح آفاقاً جديدة للاقتصاد العالمي وتحولات الذكاء الاصطناعي

• في نسخته الحالية، يشهد المؤتمر تحولاً استراتيجياً لافتاً؛ حيث تتجه الأنظار بثقلها نحو قطاع
•  التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، الذي وصفه الرئيس التنفيذي لمعهد مبادرة مستقبل الاستثمار
•  ريتشارد أتياس، بأنه "القوة الصاعدة في FII". هذا التحول يأتي بعدما كان قطاع المال التقليدي
•  يهيمن على نحو 70% من أجندة الدورات السابقة، مما يعكس الأولوية القصوى التي توليها الرياض
•  لرقمنة الاقتصاد وتوظيف التقنيات الثورية في دفع عجلة التنمية المستدامة.

## الرياض مركز الثقل الاقتصادي العالمي

 

لا يمكن فصل النجاح المتصاعد لمؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار عن السياق الأوسع لـ **"رؤية السعودية 2030"**. فقد أصبحت الرياض، تزامناً مع تنفيذ مستهدفات الرؤية الرامية إلى تنويع الاقتصاد وخصخصة القطاعات وتعزيز الشراكات العابرة للحدود، وجهةً مفضلة للقادة والمستثمرين العالميين.

 

• تعد النسخة الحالية تتويجاً لمسار تصاعدي ملموس على صعيد الحضور والتأثير. وقد أشار ريتشارد
•  أتياس إلى دلالات عميقة لتزايد المشاركة الدولية، مؤكداً أن المؤتمر استقطب للمرة الأولى قادة من
•  أكثر من 20 دولة، وهو رقم قياسي لم يتجاوز ثلاث دول كحد أقصى في السابق. هذا الحضور الرفيع
•  المستوى يضم نائباً لرئيس الصين، وقادة دول من الأردن، والعراق، وباكستان، وموريتانيا، وصولاً
•  إلى دول من شرق آسيا وأوروبا.

 

### الجنوب العالمي حاضراً بقوة

 

إحدى أبرز الملامح الجيوسياسية والاقتصادية للمؤتمر هي الحضور القوي والنوعي لما يُعرف بـ "الجنوب العالمي". لقد أكد أتياس أن صوت هذا التكتل الاقتصادي الصاعد سيتردد بقوة من الرياض، مع مشاركة قيادات من بنغلاديش وكوبا ورواندا وغيرها.

1.  ويضيف الحضور المرتقب للرئيس السوري، أحمد الشرع، ونائب رئيس الصين، بعداً إضافياً
2.  للنقاشات، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية العالمية. فكما صرح أتياس، فإن "الاستماع لصوت
3.  بكين من الرياض سيكون مثيراً للاهتمام"، مما يرسخ دور السعودية كمنصة دبلوماسية واقتصادية
4.  محايدة وفاعلة في إدارة حوارات القوى الكبرى.

 

 

## الذكاء الاصطناعي يتصدر الأجندة تحول نوعي في FII

 

في قلب نقاشات هذه النسخة تقف التكنولوجيا المتقدمة، وتحديداً الذكاء الاصطناعي (AI)، باعتباره المحرك الرئيسي للازدهار المستقبلي. تعكس الجلسات المتنوعة التحديات والفرص الهائلة التي يفرضها هذا القطاع على الاقتصاد العالمي.

 

### محاور النقاش الرئيسية

 

تركز الجلسات على استعراض "تناقضات الابتكار"، وتسلط الضوء على كيفية دفع التطورات التقنية والسياسات المبتكرة لعجلة النمو، وفي الوقت ذاته، معالجة الآثار السلبية المحتملة. وتشمل الموضوعات الحيوية المطروحة ما يلي:

 

1.  **تأثير الذكاء الاصطناعي والروبوتات:** مناقشة تأثير هذه التقنيات على مستويات الإنتاجية العالمية، وكيف يمكن لها أن تعيد تشكيل القطاعات الصناعية والخدمية.

2.  **العدالة الاقتصادية وتكوين الثروة:** بحث تحديات تزايد عدم المساواة في ظل التطورات التقنية السريعة، وكيفية ضمان توزيع عادل لمكاسب الثورة الصناعية الرابعة.

3.  **الآثار الجيواقتصادية لندرة الموارد:** استراتيجيات التعامل مع القيود البيئية والموارد الطبيعية، وكيف تؤثر التوترات الجيوسياسية على سلاسل الإمداد العالمية.

4.  **التحولات الديموغرافية:** تحليل الكيفية التي تعيد بها التغيرات السكانية تشكيل القوى العاملة المستقبلية ومتطلبات سوق العمل.

5.  **النمو والاستدامة:** استراتيجيات تحقيق التوازن بين الطموحات الاقتصادية المتسارعة والضرورة الملحة للحفاظ على الاستدامة البيئية والتحول الطاقي.

 

لتعزيز هذا المحور، سيجمع المؤتمر نخبة من قادة التكنولوجيا العالميين، بما في ذلك ممثلون رفيعو المستوى من شركات عملاقة مثل **"غوغل"** و**"مايكروسوفت"** و**"إنفيديا"**، إلى جانب الرؤساء التنفيذيين لـ **"ألفابيت"** و**"كوالكوم"** و**"بوسطن دايناميكس"** وشركات ناشئة رائدة. هذا التجمع النوعي يؤكد أن مبادرة مستقبل الاستثمار لم تعد مجرد ملتقى مالي، بل أصبحت منصة عالمية لتحديد مسارات الابتكار التقني.

 

 

## أرقام قياسية ومشاركة دولية غير مسبوقة

 

تؤكد الأرقام المعلنة عن هذه النسخة الطموح المتزايد لمعهد FII وتأثيره الدولي. فمن المتوقع أن يستقطب المؤتمر أكثر من **8 آلاف مشارك** و**650 متحدثاً بارزاً** يشاركون في **250 جلسة حوارية**.

 

### يوم الاستثمار مئة تريليون دولار تحت القبة

 

تتركز ذروة الفعالية في ما أُطلق عليه "يوم الاستثمار"، حيث من المتوقع أن يشهد مشاركة استثنائية من مديري صناديق تدير أصولاً تتجاوز قيمتها الإجمالية **100 تريليون دولار**.

 

علق ريتشارد أتياس على هذا الحضور المهول بالقول: "هذا الرقم الهائل يعكس ثقة المستثمرين، ليس لأنهم يبحثون عن أموال الرياض فحسب، بل لأن السعودية باتت المكان الأمثل للتواصل وطرح الأفكار والمبادرات المستقبلية".

 

ويضم المتحدثون في هذا اليوم كبار القادة الماليين الذين يشكلون العمود الفقري للاقتصاد العالمي، منهم:

 

*   **لورنس فينك،** الرئيس التنفيذي لـ"بلاك روك".

*   **جيمي ديمون،** رئيس مصرف "جيه بي مورغان".

*   **ديفيد سولومون،** رئيس "غولدمان ساكس".

*   **جين فريز،** رئيسة مصرف "سيتي".

*   **راي داليو،** مؤسس "بريدج وتر أسوسييتس".

*   **كاثي وود،** مؤسسة ورئيسة "آرك إنفست".

 

هذا التجمع يشير إلى أن النقاشات في الرياض ليست نظرية، بل تستهدف تحقيق نتائج استثمارية وتنموية ملموسة.

 

 

## صفقات بقيمة 200 مليار دولار تحويل الرؤى إلى واقع

 

منذ انطلاق المؤتمر في عام 2017، لم يقتصر دوره على تبادل الأفكار، بل كان مسرحاً لتوقيع عقود استثمارية فعلية تجاوزت قيمتها الإجمالية **200 مليار دولار**. شملت هذه الصفقات قطاعات حيوية مثل الذكاء الاصطناعي، والطاقة النظيفة، والنقل، والخدمات اللوجيستية، والتمويل.

 

• وفي النسخة السابقة لعام 2024، تجاوزت قيمة الاتفاقات 60 مليار دولار. ويتوقع المنظمون أن تكسر
•  النسخة الحالية هذا الرقم القياسي، استناداً إلى الزيادة الكبيرة في عدد المشاركين من كبرى المؤسسات
•  المالية العالمية.

 

ويعد "يوم الاستثمار" في المؤتمر مخصصاً بالكامل للإعلانات المباشرة، حيث سيتم الكشف عن **أكثر من 40 صفقة واتفاقاً جديداً**. هذا التركيز على الاتفاقات الملزمة يعكس التزام المبادرة بالابتعاد عن مجرد توقيع مذكرات التفاهم، والتحول إلى منصة لتكوين الشراكات ذات الأثر الفعلي على الأرض.

 

 

## التوسع العالمي لمعهد FII من الرياض إلى طوكيو وميامي

 

تأكيداً لطموحها في ترسيخ حضورها كمنصة عالمية عابرة للقارات، لا تقتصر فعاليات معهد مبادرة مستقبل الاستثمار على الرياض. بل يستعد المعهد لتنظيم قمة "FII Priority" المقبلة في طوكيو بنهاية شهر نوفمبر، بمشاركة أكثر من 500 شخصية دولية.

 

ومن المقرر أن تنتقل الفعاليات لاحقاً إلى ميامي في مارس المقبل، قبل أن تعود إلى أوروبا وآسيا مجدداً في عام 2026. هذا التوسع الجغرافي يبرهن على أن مبادرة FII تسعى لتكون قوة دافعة للنقاش الاقتصادي والاستثماري على مدار العام، وليست مجرد حدث سنوي محصور في منطقة واحدة.

 

 

##  الدور الريادي للمملكة في تشكيل المستقبل

 

تؤكد النسخة التاسعة من مبادرة مستقبل الاستثمار، تحت شعار "مفتاح الازدهار"، الدور الريادي للمملكة العربية السعودية في توجيه دفة الاقتصاد العالمي نحو مسارات جديدة. من خلال وضع الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا في صدارة اهتماماتها، وجمعها لأكبر قادة المال والأعمال والسياسة من "الجنوب العالمي" والقوى الكبرى

فى الختام

 ترسخ الرياض مكانتها كعاصمة عالمية تجمع القياديين والمبتكرين لتحويل الرؤى الطموحة إلى استراتيجيات استثمارية ذات أثر مستدام، بما يخدم أهداف التنمية الاقتصادية العالمية ويحقق مستهدفات **رؤية السعودية 2030**.