recent
أخبار ساخنة

تصاعد ضعف المجال المغناطيسي للأرض: الشذوذ المغناطيسي لجنوب الأطلسي يهدد الملاحة والأقمار الاصطناعية

  

تصاعد ضعف المجال المغناطيسي للأرض: الشذوذ المغناطيسي لجنوب الأطلسي يهدد الملاحة والأقمار الاصطناعية

مقدمة: الدرع الكوني في خطر

لطالما مثّل المجال المغناطيسي للأرض درعًا طبيعيًا حاسمًا، يقي كوكبنا من الإشعاعات الكونية المدمرة والجسيمات المشحونة القادمة من الشمس. هذا المجال الديناميكي، الناتج عن حركة الحديد المنصهر في اللب الخارجي، هو أساس استمرارية الحياة. ومع ذلك، تشير الدراسات الحديثة إلى تصاعد في اضطراب المجال المغناطيسي للأرض، وتحديداً في منطقة تُعرف بـ الشذوذ المغناطيسي لجنوب الأطلسي (South Atlantic Anomaly - SAA)، ما يثير قلق العلماء من تداعيات محتملة على التكنولوجيا الفضائية.

لطالما مثّل المجال المغناطيسي للأرض درعًا طبيعيًا حاسمًا، يقي كوكبنا من الإشعاعات الكونية المدمرة والجسيمات المشحونة القادمة من الشمس. هذا المجال الديناميكي، الناتج عن حركة الحديد المنصهر في اللب الخارجي، هو أساس استمرارية الحياة. ومع ذلك، تشير الدراسات الحديثة إلى تصاعد في اضطراب المجال المغناطيسي للأرض، وتحديداً في منطقة تُعرف بـ الشذوذ المغناطيسي لجنوب الأطلسي (South Atlantic Anomaly - SAA)، ما يثير قلق العلماء من تداعيات محتملة على التكنولوجيا الفضائية.
تصاعد ضعف المجال المغناطيسي للأرض: الشذوذ المغناطيسي لجنوب الأطلسي يهدد الملاحة والأقمار الاصطناعية


تصاعد ضعف المجال المغناطيسي للأرض: الشذوذ المغناطيسي لجنوب الأطلسي يهدد الملاحة والأقمار الاصطناعية


الكشف عن التوسع بيانات مهمة سوارم

لأكثر من عقد من الزمان، تابع العلماء التغيرات في مغناطيسية الأرض بالاعتماد على بيانات الأقمار الاصطناعية الثلاثة التابعة لمهمة "سوارم" (Swarm) التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية. هذه المهمة مكنت الباحثين من تتبع التطورات في المنطقة الأضعف مغناطيسياً على الكوكب.

أظهرت القياسات الأخيرة نتائج مقلقة

1.      توسع جغرافي ملحوظ: كشفت دراسة حديثة نشرت في "مجلة فيزياء الأرض وداخل الكواكب" أن منطقة الشذوذ المغناطيسي لجنوب الأطلسي توسعت منذ عام 2014 بمساحة تعادل تقريباً نصف مساحة أوروبا القارية.

2.      تغيرات إقليمية: يؤكد الباحثون أن الـ SAA ليست كتلة واحدة متجانسة، بل تتغير وتتطور باتجاه أفريقيا بشكل مختلف عن تغيرها قرب أمريكا الجنوبية، ما يدل على ظاهرة استثنائية تؤدي إلى ضعف المجال بوتيرة متسارعة.

جذور الاضطراب واجهة اللب والوشاح

يربط العلماء هذا الضعف المتزايد في المجال المغناطيسي مباشرة بـ "الأنماط غير المألوفة" التي تتكشف عند واجهة اللب–الوشاح، وهي الحد الفاصل بين اللب الخارجي السائل والوشاح الصخري للأرض، على عمق حوالي ثلاثة آلاف كيلومتر.

ويشرح الخبراء أن خطوط المجال المغناطيسي

 تنبثق عادةً من اللب الخارجي في نصف الكرة الجنوبي، لكن تحت منطقة الشذوذ الأطلسي، لوحظت مناطق تنعكس فيها هذه الخطوط، فتعود إلى اللب الخارجي بدلاً من الخروج منه. وقد تمكنت مهمة "سوارم" من تتبع إحدى هذه المناطق المنعكسة وهي تتحرك غرباً فوق أفريقيا، ما يفاقم ضعف الشذوذ.

التهديد المباشر للأقمار الاصطناعية ورواد الفضاء

التحول في المجال المغناطيسي للأرض لا يقتصر على منطقة الأطلسي، بل يشمل أيضاً ازدياداً في قوة المجال فوق سيبيريا وتراجعاً فوق كندا. ويحمل هذا الاختلال المتنامي عواقب وخيمة على التكنولوجيا والملاحة الفضائية:

·         تلف الأقمار الاصطناعية: مع ضعف المجال، يزداد مستوى الإشعاع الذي تتعرض له الأقمار الاصطناعية العاملة في المدار الأرضي المنخفض. هذا التعرض المفرط يمكن أن يؤدي إلى أعطال إلكترونية، انقطاع في وظائف الملاحة، أو حتى الخروج التام عن الخدمة.

·         خطر على الطاقم البشري: يحذر العلماء من أن المركبات الفضائية ورواد الفضاء، بمن فيهم الطاقم الموجود على متن محطة الفضاء الدولية (ISS)، قد أصبحوا أكثر عرضة للإشعاع عند عبورهم منطقة الضعف المغناطيسي في جنوب الأطلسي.

في الختام

 يؤكد هذا الاضطراب الحاجة الماسة إلى مزيد من الدراسات المعمقة لفهم الآليات الدقيقة التي تحكم توليد وحماية المجال المغناطيسي للأرض، بهدف تطوير استراتيجيات لحماية البنية التحتية الفضائية الحيوية من هذا الخطر الكوني المتصاعد.



author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent