recent
أخبار ساخنة

أزمة المطارات الفرنسية: ضرائب الطيران الخانقة تدفع الشركات للرحيل وتهدد السياحة

 

أزمة المطارات الفرنسية: ضرائب الطيران الخانقة تدفع الشركات للرحيل وتهدد السياحة

بقلم: [أفكار حرة تامر نبيل]

تواجه المطارات الفرنسية عاصفة اقتصادية غير مسبوقة تهدد مكانة فرنسا كوجهة سياحية عالمية. فبينما تحاول أوروبا التعافي من تداعيات الجائحة، يجد قطاع النقل الجوي الفرنسي نفسه مثقلاً بضرائب متزايدة دفعت كبرى شركات الطيران منخفضة التكلفة إلى تقليص عملياتها أو الانسحاب كلياً، مما ينذر بخسائر مليونية في أعداد المسافرين وعائدات السياحة.

تواجه المطارات الفرنسية عاصفة اقتصادية غير مسبوقة تهدد مكانة فرنسا كوجهة سياحية عالمية. فبينما تحاول أوروبا التعافي من تداعيات الجائحة، يجد قطاع النقل الجوي الفرنسي نفسه مثقلاً بضرائب متزايدة دفعت كبرى شركات الطيران منخفضة التكلفة إلى تقليص عملياتها أو الانسحاب كلياً، مما ينذر بخسائر مليونية في أعداد المسافرين وعائدات السياحة.
أزمة المطارات الفرنسية: ضرائب الطيران الخانقة تدفع الشركات للرحيل وتهدد السياحة


أزمة المطارات الفرنسية: ضرائب الطيران الخانقة تدفع الشركات للرحيل وتهدد السياحة


ضرائب الطيران في فرنسا: القشة التي قصمت ظهر البعير

يُجمع الخبراء على أن السبب الرئيسي للأزمة يكمن في السياسات المالية الحكومية. وتعد فرنسا حالياً من أكثر الدول الأوروبية فرضاً للضرائب على النقل الجوي. وقد تفاقم الوضع مع قانون المالية لعام 2025، الذي تضمن زيادات حادة، أبرزها:

  • مضاعفة "ضريبة التضامن": منذ مارس الماضي، تضاعفت هذه الضريبة ثلاث مرات.
  • أرقام صادمة: تصل الضريبة الإضافية إلى 120 يورو لكل رحلة طويلة المدى في درجة الأعمال، بينما تبلغ نحو 4.77 يورو للرحلات الداخلية والأوروبية.

أدت هذه الإجراءات إلى جعل المطارات الفرنسية أقل تنافسية مقارنة بنظيراتها الأوروبية، مما دفع اتحاد المطارات الفرنسية للتحذير من عواقب كارثية.

هروب شركات الطيران رايان إير وإيزي جيت في الصدارة

لم تتأخر ردة فعل شركات الطيران تجاه هذه الأعباء المالية. فقد أعلنت شركات كبرى عن قرارات حاسمة لتقليل خسائرها في السوق الفرنسي:

  1. رايان إير (Ryanair): خفضت سعتها الاستيعابية في فرنسا بنسبة 13%، ما يعادل إلغاء 750 ألف مقعد. كما غادرت كلياً مطارات إقليمية مثل "ستراسبورغ"، "بيرجراك"، و"بريف" خلال موسم الشتاء.
  2. إيزي جيت (EasyJet): انضمت لقائمة الشركات التي قلصت عدد رحلاتها من وإلى فرنسا.
  3. وتشير التقديرات إلى أن هذه الانسحابات ستؤدي إلى عجز قدره 1.3 مليون مسافر، مع توقع غياب 750 ألف مسافر إضافي في مواسم الربيع والصيف القادمة.

السياحة الفرنسية تدفع الثمن خسائر بمليارات اليوروهات

بينما تتعافى السياحة في دول الجوار، تتخلف فرنسا عن الركب بسبب "الجدار الضريبي". وتظهر المقارنات مع المنافسين المباشرين أرقاماً مقلقة:

  • اتساع الفجوة مع إسبانيا: وصل الفارق في العائدات السياحية بين فرنسا وإسبانيا إلى 50 مليار يورو لصالح الأخيرة.
  • خسارة 40 مليون مسافر: خسر قطاع النقل الجوي الفرنسي نحو 40 مليون مسافر محتمل لصالح إسبانيا وإيطاليا العام الماضي.
  • تراجع التصنيف: تراجعت فرنسا إلى المركز الثالث أوروبياً في عدد ليالي الإقامة (451 مليون ليلة)، خلف إيطاليا وإسبانيا، مع اقتراب ألمانيا من اللحاق بها.

المطارات الإقليمية.. الضحية الأكبر

في حين تحافظ مطارات باريس (شارل ديغول وأورلي) على توازن نسبي، تعاني المطارات الإقليمية من خطر الإفلاس والعزلة:

  • أزمة الربحية: كشف ديوان المحاسبة أن 18 مطاراً فرنسياً فقط تجاوزت عتبة 700 ألف مسافر سنوياً، وهو الحد الأدنى لتحقيق الربحية.
  • مطار "بريف" نموذجاً: سيفقد المطار جميع الخطوط التي تشغلها "رايان إير" بحلول صيف 2026، مما يعني خسارة 70% من حركة النقل فيه.

دعوات عاجلة للإصلاح

حذر توماس جوان، رئيس اتحاد المطارات الفرنسية، من أن هذه السياسات تؤدي إلى "عزل الأقاليم" وتقويض التنمية الاقتصادية. وطالب المسؤولون بضرورة:

  1. تجميد الضرائب في موازنة 2026.
  2. إصلاح الهيكل الضريبي لضمان التنافسية.
  3. دعم التحول البيئي دون خنق القطاع اقتصادياً.

الخلاصة

تقف فرنسا أمام مفترق طرق؛ إما إعادة النظر في سياساتها الضريبية لإنقاذ قطاع الطيران والسياحة، أو الاستمرار في نهج قد يكلفها عزلة إقليمية وخسائر اقتصادية طويلة الأمد لصالح جيرانها الأوروبيين.



author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent