
رجعت اخيرا الى بلدى رجعت الى دنيتى رجعت الى ناسى واهلى رجعت بعد غربة وغياب 13 سنة ياة عمر تانى رجعت بكل شوق وحنين . يوم حضورى الاول اول ما نزلت من الطيارة بوست الارض اللى اتحرمت منها 13 سنة وحمدت ربنا على رجوعى ليها الانسان فينا مش بيعرف قيمة شىء الا بعد ما يغيب عنة ودة حسيت بية وانا فى غربتى كنت ديما بفكر فى بلدى وكل مافيها كانت واحشنى وشوقى ليها ما انتهى لحظة فى غربتى
عمرى ما حبيت السفر ولافكرت فية رغم ظروف الحياة الصعبة اللى كنت بمر بيها بعد تخرجى اصبحت مجرد شاب عاطل انضم الى قافلة العاطلين فى البلد حاولت ادور على شغل كتير لكن ديما كانت الابواب مغلقة حتى يوم ما وجدت اعلان فى جرنال ومطلوب التخصص بتاعى فرحت وجريت وحضرت ورقى ورحت اعمل مقابلة ونجحت فى الاختبار وكنت رقم واحد على المجموعة الموجودة يعنى خلاص هتعين وهحصل على الوظيفة لكن حصل غير كدة واتعين اقل واحد فى المجموعة ومشيت وانا حزين محطم خصوصا بعد ما ميل عليا سكرتير المكتب وقال ليا انت افضل واحسن واحد فى المجموعة بس فلان تعينة جاى من فوق مش تزعل وربنا يوفقك فى مكان تانى
حتى الانسانة اللى حبتها وحبتنى سبتنى مع اول عريس جاهز اتقدم ليها ومع ظروفى الصعبة واللى مريت بية فى يوم كنت بتابع جرنال وجدت خبر عن موت الكثير من شباب بلدى فى البحر وهم على مركب بيحاول الدخول بيهم الى ارض اجنبية ارض الاحلام الوردية اللى الكل بيحلم بيها رغم بشاعة ما قريت اول مرة افكر فى السفر ومن هنا ابتديت احاول وابحث عن طريق اسافر منة واروح الى ارض الاحلام الوردية عشان احقق اللى بحلم بية وماعرفتش اعملة فى بلدى
اول حاجة روحت سفارة بلد الاحلام الوردية للحصول على التأشيرة للدخول ليها بالطريقة الشرعية معتمد على خبرتى فى تخصصى كما اانى اتكلم اكثر من ثلاث لغات خلاف لغتى الاصلية ولكن جاءت المحاولة بالفشل ولم احصل على تأشيرة الدخول رجعت وانا محطم اكثر ما انا محطم وهنا فكرت فى السفر عن طريق الهروب مع تجار البحر برغم ما سمعت وقرات عن الحوادث التى تحدث ولكن كان لايوجد طريق اخر كان مطلوب مبلغ كبير بالنسبة لشاب مثلى لايملكة رغم خوف والدى عليا الا انة ساعدنى بجزىء واستلفت باقى المبلغ من احدى جيرانى
وركبت المركب وكان معى حوالى 20 شاب اخرين من بلدى من محافظات مختلفة وكان معنا 4 اخرين من تجار البحر واللى هما مسئولين عن توصيل المركب قرب شاطىء ارض الاحلام الوردية وكان كل منهم يحمل سلاح وتحرك المركب ودخلبنا الى اعماق البحر والى رحلة لااحد فينا يعلم كيف تنتهى بينا عدت اول ليليتن بخير وفى الثالثة قرب الوصول الى اقرب مسافة للشاطىء للنزول بالبحر سباحة الى الشاطىء حيث كانت المسافة حوالى 200 متر على عمق رهيب وجدت البحر من ليل اسود الى ضوء رهيب وكان النهار جاء فى غير وقتة وسمعت انزار من شرطة سواحل بلد مدينة الاحلام الوردية وهنا تجار البحر امرو الجميع بالنزول الى البحر والذهاب الى الشاطىء وحدث ما حدث وحصل ضرب نار بين الشرطة وتجار البحر ونحن فى البحر نحاول ونحارب مع الموج العالى وضرب النار وخوفا من القرش والاسماك المفترسة الاخرى
وصلت الى الشاطىء بعد ساعتين مما حيث وجدت معى اثنين اخرين من ركاب المركب ولااعلم اين ذهب الباقى هل تم القبض عليهم ام ماتو بالرصاص او الاسماك افترستهم كان لايوجد وقت للتفكير وجرينا نحن الثلاثة وخرجنا من الشاطىء الى المدينة وتفرقنا نحن الثلاثة بعد دخول المدينة ايضا وكل منا يحاول ان يجد طريقة للحصول على ما اتى من اجلة معرض حياتة للخطر ولكن ما كان فى اختيار اخر بعد ما راينا فى بلدنا من عدم وجود فرص عمل وان وجدن فهى براتب لايكفى اسبوع واحد اما الوظائف براتب عالى فهى من اجل اللى فوق واللى واصل لاغير
وبعد الرجوع الى بلدى اللى بحبها رغم اللى شوفتة فيها لان العيب مش فيها العيب فى الظروف والتى خلقتها بعض الناس التى لاتعرف غير حب المال والسلطة ولكن محاولة خلق فرص عمل متساوية للجميع هى من المحرمات والتى يجب البعد عنها بفكر اعمل مشروع كبير فى بلدى واعين شباب كتير احاول اخفف على قدر المستطاع من طابور العاطلين بس يارب ما يوفقنى الروتين ورجال تدمير المشاريع الناجحة ان لم تمشى على هواهم دمروها مين يرضية كدة
توقيع الغلبان / شديد ابوحديد