recent
أخبار ساخنة

## شعور بالضياع: رحلة البحث عن الأمان في عالم صاخب

 

 

## شعور بالضياع: رحلة البحث عن الأمان في عالم صاخب

 

يُعد شعور الضياع تجربة شائعة، يشعر بها الكثيرون في مراحل مختلفة من حياتهم.  فبينما يَحلم البعض بِعالم مثاليٍّ خالٍ من المتاعب، يجد نفسه عالقًا في دوامةٍ من الأفكار المُربكة والمشاعر المُتضاربة، غارقًا في بحر من الأسئلة التي لا تجد لها إجابة. 


## شعور بالضياع: رحلة البحث عن الأمان في عالم صاخب

## شعور بالضياع: رحلة البحث عن الأمان في عالم صاخب



 

منذ نعومة أظفارنا، نشعر بِالحاجة إلى الشعور بالأمان والاستقرار،  نبحث عن ملاذٍ آمنٍ نجد فيه الراحة والتوازن النفسي.  ونحن نكبر، تتغير آليات التعامل مع العالم،  ونُواجه تحدياتٍ جديدةً،  ونفقد الشعور بالراحة في بيئةٍ لم نعد نفهمها،  مُحاطين بأشخاصٍ لم نعد نتواصل معهم بنفس الطريقة،  وأحداثٍ تتحرك بسرعةٍ تفوق قدرتنا على مُواكبتها.

 

وعندما يغيب الشعور بالأمان،   يُصبح الشعور بالضياع هو الغالب،  فنتساءل:  "أين أنا؟"  "من أنا؟"  "ما الذي أفعل؟"  "هل أنا على المسار الصحيح؟" 

 

**أسباب الشعور بالضياع**

 

لا يوجد سبب واحد مُحدد لشعور بالضياع،   فالعوامل المُؤثرة عليه متنوعةٌ ومتعددةٌ،  منها:

 

* **التغيرات الحياتية**:  مُرورنا بِمراحل مختلفةٍ من الحياة،  كِالتحول من المدرسة إلى الجامعة،  أو من العمل إلى التقاعد،  يُمكن أن يُؤدي إلى شعور بالضياع.  فكل مرحلةٍ جديدةٍ تُمثّل تحديًا جديدًا  تُحاول التكيف معه،  وتُواجه أنماطًا جديدةً من العلاقات والمسؤوليات،  مما يُمكن أن يُثير الشعور بالضياع والحيرة.

* **الصدمات**:  مُواجهةُ صدماتٍ كبيرةٍ في الحياة،  كِفقدان شخصٍ عزيزٍ،  أو طلاق،  أو خيانة،  تُحدثُ اختلالًا في شعورنا بالاستقرار والأمان،  مُؤديةً إلى شعور بالضياع. 

* **عدم اليقين**:  العيش في عالمٍ مُتغيرٍ بسرعةٍ،  يُمكن أن يُثيرَ الشعورَ بالقلقِ والضياع.  فالأحداثُ التي نُواجهها  لا تُقدمُ إجاباتٍ واضحةً،  مُعرّضةً إياها للتغييرِ في أي لحظةٍ،  مُثيرةً شعورًا بِالتيهان وعدم اليقين. 

* **التوقعات**:   ضغطُ المجتمعِ والتوقعاتُ المَرفُوعةُ عليه،   تُؤثّرُ على شعورنا بالرضا عن أنفسنا.   فُتحقيقُ مُعاييرَ معينةٍ،   يُصبحُ بِمثابةِ مَقياسٍ  لِنجاحنا  في الحياة،  مُؤديةً إلى الشعور بالضياع  عندما نُفَشلُ في تحقيق تلك التوقعات.  

* **عدم الوضوح**:   عدمُ وضوحِ أهدافنا  في الحياة،   يُمكن أن يُؤديَ  إلى شعور بالضياع.  فمن دونِ  طريقٍ واضحٍ  نُسيرُ عليه،  نُصبحُ عُرضةً  لِلتّيهان.  

* **الصراعات الداخلية**:   التعارضُ بين رغباتنا  وقيمنا،   يُمكن أن يُؤثّرَ  على  شعورنا  بالاستقرار.   فالتّناقضُ  بين ما نريدُ  وما يُمْلِي علينا  القيامُ به،   يُثيرُ مشاعرَ الضياع  والتّيهان.

 

**التعامل مع الشعور بالضياع**

 

لا يَخفى علينا أن الشعور بالضياع  يُمكن أن يكون  تجربةً مُؤلمةً،   ولكن  من المهم   أن نُدركَ  أن هذه المشاعرَ  طبيعيةٌ  ،  وأنها   لا تُمثّل  نهاية  العالم.  

 

ويمكن  التعامل  مع هذه المشاعر  بِعدة  طرق،  منها:

 

* **الاعتراف بالمشاعر**:  أول  خطوةٍ  للتّعامل  مع شعور بالضياع،   هي  الاعترافُ به.  فإنكارُ  هذه  المشاعر  لا يُساعدُ  على  التغلبِ عليها،   بل  يُزيدُ  من  شدةِ  الشعور  بِالتّيهان.  

* **البحث عن الدعم**:  لا  تُحاولُ  التّعامل  مع  هذه  المشاعر  بِمُفردك.   فالتّحدثُ  مع  الأصدقاء  أو  العائلة،   أو  اللجوء  إلى  أخصائيٍّ  نفسيٍّ،   يُمكن  أن  يُساعدُ  على  التّخفيف  من  الشعور  بِالتّيهان.

* **التركيز على  الهدوء**:  يُساعدُ  التّأمل  والتّنفسُ  العميقُ  على  تخفيفِ  الشعور  بِالقلق  والضّغط،   مُساعدًا  على  التّركز  على  اللحظةِ الحالية  والتّغلب  على  مشاعر  التّيهان. 

* **البحث عن الأهداف**:  لا  تُحاولُ  التّعامل  مع  الشّعور  بِالضّياع  بِدونِ  تحديد  أهدافٍ  في  الحياة.  فوجود  أهدافٍ  واضحةٍ   يُمكن  أن  يُساعد  على  توجيه  طاقتك  وإعطاء  حياتك  معنىً.  

* **مُمارسة  الأنشطة  التي تُحبها**:   يُساعدُ  انخراطك  في  الأنشطة  التي تُحبها   على  التّخفيف  من  الشعور  بِالضّغط  والتّيهان،  مُساعدًا  على  إعادة  الشّعور  بِالسّعادة  والرضا  عن  النّفس.  

* **التّعلّم  من  الخبرات**:  لا  تُنظر  إلى  التّجارب  التي  مُررتَ  بِها  بِأنها  فُشل  أو  خيبات  أمل.   فكل  تجربةٍ   تُمثّل  فرصةً  لِلتّعلّم  وِالتّطور.   

* **التّسامح مع  النّفس**:   لا  تُقارن  نفسك  بِغيرك.  فلكل  شخصٍ  ظروفه  ومُسيرته  في  الحياة.   فالتّسامح  مع  نفسك   يُمكن  أن  يُساعد  على  التّغلب  على  الشّعور  بِالضّياع  وِالتّيهان.

 

**من أجل  الحياة  المُستمرة**

 

شعور  بالضّياع  يُمثّل  مرحلةً  في  رحلةِ  الحياة،   مُمكن  أن  نُواجهها  جميعًا  في  مراحلٍ  مختلفةٍ.   ولكن   بِاستخدام  الطّرق  التّي  ذُكرت  آنفًا،   يُمكنُ  التّغلب  على  هذه  المشاعر  وِالتّحرك  نحو  مستقبلٍ  أكثر  وضوحًا  وِسعادةً. 

 

فما  يُهمّ  هُنا  هو  التّصميم  على  التّغلب  على  التّحديات  وِالتّعلّم  من  التّجارب،   وِالاستمرار  في  بناء  حياةٍ  مليئةٍ  بِالمعنى  وِالسّعادة،  رغم  شعورنا  بِالتّيهان  في  بعض  الّأحيان.

 

**الختام**:

 

شعور  بالضّياع  يُمكن  أن  يُصبح  فرصةً  لِلتّأمل  وِالتّغيير  وِالتّطور.  فبدلاً  من  الاستسلام  لِهذه  المشاعر  ،   يُمكن  التّحرك  نحو  بناء  حياةٍ  أفضل  ،   بِالتّوجه  نحو  الأهداف  وِالتّطلعات  ،   وِالتّغلب  على  التّحديات  ،  وِالتّعلّم  من  الّأخطاء،  وِالتّسامح  مع  النّفس.

 

فَحياةُ  الإنسان  رحلةٌ  مُستمرةٌ  ،   تُجبرنا  على  التّكيف  وِالتّغيير  وِالتّعلّم  ،   وِتُساعدنا  على  بناء  ذاتنا  وِتطوير  قدراتنا  ،  وِالتّغلب  على  التّحديات  ،  وِبناء  علاقاتٍ  أكثر  صحةً  وِسعادةً  .  

author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent