recent
أخبار ساخنة

## تفسير سورة الفلق: درع من الشرور

 

## تفسير سورة الفلق: درع من الشرور

 

سورة الفلق، سورة قصيرة من القرآن الكريم تتألف من خمس آيات،  تحمل في طياتها دعاءً قويًا للتخلص من الشرور والظلام،  وإيجاد الحماية من الأذى والمشاكل.  تُعرف هذه السورة أيضًا باسم "سورة المعوذتين" لأنها تُقرن عادةً بسورة الناس،  وكلاهما من السور التي يفضل المسلمون تلاوتها بشكل متكرر لحفظهم من الشرور. 


## تفسير سورة الفلق: درع من الشرور

## تفسير سورة الفلق: درع من الشرور




 

**الآية الأولى: اللجوء إلى رب الفلق**

 

تبدأ سورة الفلق بقول الله تعالى: "**قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ**" [١] 

 

تعني هذه الآية: "قل ألتجأ وأحتمي برب الفلق".  تُعتبر الاستعاذة بالله تعالى نوعًا من الدعاء،  و"الرّب" في هذه الآية يشير إلى المالك،  أو السّيد الذي يأمر فيطاع،  أو المُصلح.  أما "الفَلق" فهو فصل الأشياء عن بعضها،  وتعني "فطر" و"خلق" و"فلق" نفس المعنى،  وهو إيجاد الشيء من العدم. 

 

**الآية الثانية: التخلص من شر خلق الله**

 

تُكمل سورة الفلق في الآية الثانية: "**مِن شَرِّ مَا خَلَقَ**" [٤]

 

وتُفسر هذه الآية على أنها استعاذة بالله من شرّ كلّ مخلوق فيه شرّ.  ويدعم هذا المعنى حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "أعوذ بك من شرِّ كلِّ دابةٍ أنت آخذٌ بناصيتِها" [٥] 

 

تُشير الآية إلى أن الاستعاذة ليست من شرّ كلّ مخلوقات الله،  بل من شرّ كلّ مخلوق فيه شرّ.  وتشمل هذه الاستعاذة شرّ ظلمة الليل، وشرّ حسد الحاسدين المذكورين في الآيات التالية،  ولكن الله أراد أن يخصّ هذين النوعين من الشرور بالذكر؛  لخفائهما،  فهما يأتيان الإنسان بغتة دون أن يعلم. 

 

**الآية الثالثة: الحماية من شر الغسق**

 

تُواصل سورة الفلق في الآية الثالثة: "**وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ**" [٦]

 

"الغسق" هو ظلمة الليل،  وتأتي كلمة "وقب" بمعنى "دخل".  ويُذكر أن الرسول -صلى الله عليه وسلم-  اشار إلى القمر مع السيدة عائشة -رضي الله عنها-  وقال: "استعيذي باللهِ من شرِّ هذا فإنَّ هذا هو الغاسقُ إذا وقبَ" [٨] 

 

ويُفسر ذلك بأنّ ظهور القمر هو دليل على دخول الليل.  وجاء ذكر "الغسق"  في الآية  نكرة؛  لأنّ ليس كلّ غسق يكون شرّاً،  بل بعض أوقات الليل فقط. 

 

**الآية الرابعة: التخلص من شر النفاثات في العقد**

 

تتابع سورة الفلق في الآية الرابعة: "**وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ**" [٩]

 

"النّفث" هو أكثر من النفخ وأقل من التفل.  فالتفلُ يكون مع شيءٍ من الريق،  بينما النفث لا يكون بريق،  وقد يكون أحياناً بشيء قليل من الريق.  ويُذكر أن "النّفث"  يمكن أن يكون من الأنفس الخيّرة،  وكذلك من الأنفس الشريرة. [٢] 

 

**الآية الخامسة: الحماية من شر الحاسد**

 

ختام سورة الفلق بقول الله تعالى: "**وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ**" [١١]

 

"الحسد" هو تمنّي زوال النعمة عن الآخرين،  وهو طبع في الإنسان،  ولكنّه حرام.  وقد يُراد به "الغِبطة"،  وهي تمنّي النعمة دون زوالها عن الآخرين. [١٢][٢] 

 

ويُذكر أن "الغبطة"  في أمور الدنيا مباحة،  وفي أمور العبادات والطاعات  مستحبّة. 

 

ولكن "الحسد"  لا يكون ضارًا دائمًا،  فإذا لم يظهر حسده ولم يعمل بمقتضاه،  لم يكن حسده ذلك ضارًا للإنسان. 

 

**فائدة سورة الفلق:**

 

* **الوقاية من شرور العالم:**  تُعتبر سورة الفلق درعًا من شرور الدنيا،  فإنها تُشكل دعاءً قويًا لحماية النفس من الأمراض،  والسحر،  والحسد،  وغيرها من الأذى. 

* **التماس الحماية من الله:**  تُعّلمنا سورة الفلق أهمية التماس الحماية من الله،  والتوكل عليه في كلّ شؤون الحياة. 

* **التأكيد على قوة الإيمان:**  تُثبت هذه السورة  أنّ الإيمان القوي يُمكن أن يُحمي الإنسان من شرور العالم.

 

**ملاحظات إضافية:**

 

* تُعتبر سورة الفلق  سهلة الحفظ،  ويمكن تلاوتها في أي وقت. 

* يُفضل تلاوتها  بالتزامن مع سورة الناس،  فذلك يُضاعف  فضلها  ويُزيد من  تأثيرها. 

*  تُعتبر سورة الفلق وسورة الناس  من أهم السور  التي يُنصح بتعليمها للأطفال  لِما تحتويه  من  فوائد  روحية  وتثقيفية.

 

**خلاصة:**

 

سورة الفلق  من السور  القوية  في القرآن الكريم،  وتُعدّ  من أقوى  وسائل  الحماية من شرور  العالم.  فإنها  تُمنح  الشخص  الذي يقرأها  طمأنينة  واطمئنان  بأنّه  محمي  من  الأذى  والشر.


author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent