recent
أخبار ساخنة

## تبادل الاتهامات بين بكين ومانيلا بعد تصادم سفينتين في بحر الصين الجنوبي: تصعيد جديد في النزاع الإقليمي

الصفحة الرئيسية

 

 

## تبادل الاتهامات بين بكين ومانيلا بعد تصادم سفينتين في بحر الصين الجنوبي: تصعيد جديد في النزاع الإقليمي

 

شهدت مياه بحر الصين الجنوبي المتنازع عليها، يوم الاثنين، تصادمًا جديدًا بين سفن ترفع علم الصين والفلبين، مما أدى إلى تبادل الاتهامات بين الدولتين بشأن المسؤولية عن الحادثة. وتأتي هذه الواقعة لتزيد من حدة التوتر بين بكين ومانيلا، وتعزز المخاوف من تصعيد محتمل للنزاع الإقليمي في المنطقة.

 

وأشارت التقارير إلى أن السفينة الفيليبينية "BRP Malapascua" (4410)، التي تقوم بدوريات في المنطقة، اصطدمت بالسفينة الصينية "CCCG 21551"، قبالة شعاب "سكند توماس" ( Ren'ai Jiao )، والمعروفة في الفلبين باسم "Ayungin Shoal". وتقع الشعاب في المياه المتنازع عليها، وتسيطر الفلبين عليها، لكن الصين تدعي السيادة عليها، كما أنها تعتبرها جزءًا من أراضيها.


## تبادل الاتهامات بين بكين ومانيلا بعد تصادم سفينتين في بحر الصين الجنوبي: تصعيد جديد في النزاع الإقليمي

## تبادل الاتهامات بين بكين ومانيلا بعد تصادم سفينتين في بحر الصين الجنوبي: تصعيد جديد في النزاع الإقليمي



 إتهام بكين

واتهمت بكين مانيلا بإرسال سفن خفر السواحل بشكل غير قانوني إلى المياه القريبة من شعاب "شيانبين" (Second Thomas Shoal)، دون الحصول على إذن من الحكومة الصينية، معتبرة أن ذلك يشكل انتهاكًا صارخًا لسيادتها. وزعمت السلطات الصينية أن السفينة الفيليبينية اصطدمت عمدًا بـ"CCCG 21551" بعد تجاهلها تحذيرات متكررة من الجانب الصيني.

 نفى مانيلا

من جهتها، نفت مانيلا هذه الاتهامات، مؤكدة أن سفن خفر السواحل التابعة لها كانت تقوم بواجباتها في المنطقة، وأنها تعرضت لمناورات عدوانية وغير قانونية من قبل سفن خفر السواحل الصينية، مما أدى إلى الاصطدام وتضرر بعض سفنها. وأضافت مانيلا أن التصرفات الصينية كانت "غير مهنية وخطرة".

 

وتعكس هذه الواقعة مرة أخرى تعقيدات النزاع بين الصين والفلبين حول بحر الصين الجنوبي، وتؤكد على عدم وجود حلول دبلوماسية لإنهاء التوتر المتصاعد بينهما. وتتعارض ادعاءات بكين لسيادتها على كامل بحر الصين الجنوبي مع مطالب دول أخرى مثل الفلبين وفيتنام وماليزيا وبروناي، والتي تدعي سيادتها على جزر وشعاب مرجانية مختلفة في المنطقة.

 

وتُعدّ هذه المنطقة غنية بالموارد الطبيعية، بما في ذلك النفط والغاز الطبيعي، مما يزيد من أهميتها الاستراتيجية. كما تشكل المنطقة طريقًا بحريًا حيويًا للتجارة العالمية، مما يجعلها ذات أهمية كبيرة للقوى العالمية.

 رفض الصين حكم محكمة

وترفض الصين حكماً أصدرته محكمة دولية في عام 2016، ورفضت بكين اعتباره ملزمًا، والذي يعتبر ادعاءات بكين لسيادتها على بحر الصين الجنوبي غير قانونية. وأكدت المحكمة أن ادعاءات الصين لا أساس لها من الصحة، وأن بكين لا تمتلك حقوقًا تاريخية على كامل بحر الصين الجنوبي، ولا حقًا في فرض سيادتها على الجزر والشعاب المرجانية المتنازع عليها.

 

ولكن الصين استمرت في تجاهل هذه القضية، وواصلت بناء منشآت عسكرية في المنطقة،  وتوسيع نشاطها البحري، مما أدى إلى تصاعد التوتر مع الدول المجاورة.

 

وتُعزز هذه الواقعة المخاوف من احتمال تصعيد التوتر بين الصين والفلبين، مما قد يؤدي إلى نشوب صراع مسلح، خاصةً في ظل تحالف الفلبين مع الولايات المتحدة، والتي لها معاهدة دفاع مشترك مع مانيلا. وتُعبر الولايات المتحدة بشكل متكرر عن قلقها من التصرفات الصينية في بحر الصين الجنوبي،  وتهدد باتخاذ إجراءات للدفاع عن حلفائها في المنطقة.

 

وتهدّد التصرفات الصينية بزيادة التوتر في المنطقة، مما يهدد الاستقرار الإقليمي ويُعزز المخاوف من حدوث مواجهة عسكرية. وتتطلب هذه الأزمة حلًا دبلوماسيًا سلميًا، مع احترام سيادة جميع الدول في المنطقة، وحل الخلافات من خلال الحوار والتعاون.

 

وإلى جانب الأزمة الإقليمية، فإنّ هذه الواقعة تسلط الضوء على التوترات المتصاعدة بين الصين ودول جنوب شرق آسيا بشكل عام، حيث تسعى بكين إلى فرض نفوذها في المنطقة وتقويض مصالح الولايات المتحدة وحلفائها.

 

وتُعدّ  هذه الواقعة بمثابة إنذار مبكر عن التحديات التي تواجهها دول المنطقة في مواجهة تصاعد قوة الصين. وتؤكد على أهمية التعاون بين الدول المتضررة للحفاظ على الاستقرار الإقليمي، ولتقديم حلول سلمية لإنهاء هذه الأزمة قبل أن تتفاقم.

 نهاية المطاف

في نهاية المطاف، فإنّ حل النزاع حول بحر الصين الجنوبي يتطلب من جميع الأطراف المعنية تحليًا بالحكمة والمسؤولية، وتفضيل الحوار والتفاهم على التصعيد والعدوانية.

author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent