recent
أخبار ساخنة

## "مولد نبى السلام" : دعوةٌ عالمية للتعايش السلمي

 

 

## "مولد نبى السلام" : دعوةٌ عالمية للتعايش السلمي

 

مع اقتراب ذكرى مولد الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، تتجدد  دعوةُ "مولد نبى السلام"  ليُذكّرنا بفلسفةٍ  أزليةٍ  تُنشرُ  بها  روحُ  السلام  والتسامح  في  كل  زمان  ومكان.  فلا  يقتصرُ  معنى  "مولد نبى السلام" على  الاحتفال  بهذه  الذكرى  المباركة،  بل  يُعدُّ  تأكيداً  للمبادئ  السامية  التي  جاء  بهذا  النبي  الكريم،  والتي  تُشكل  قلب  رسالته  وتوجّه  سيره  العطرة.


## "مولد نبى السلام" : دعوةٌ عالمية للتعايش السلمي

## "مولد نبى السلام" : دعوةٌ عالمية للتعايش السلمي



 

يُجسدُ "مولد نبى السلام"

  حالة  من  الترابط  بين  الروحانية  والواقع،  بين  الهدى  الإلهي  والممارسة  الحياتية،  ففي  هذه  الذكرى  النبيلة  تتجدد  ثقة  الإنسانية  بقدرة  السلام  على  إحداث  الفرق  في  العالم،  وتستلهمُ  مبادئ  التسامح  والحوار  من  سيرة  الرسول  الكريم  وتعاليمه  النورانية.

 

إن  معنى  "مولد نبى السلام"

 هو  دعوة  عالمية  للتعايش  السلمي  بين  جميع  أبناء  البشرية،  مهما  اختلفوا  في  ألوانهم  وأديانهم  وثقافاتهم،  وذلك  بالتأسّي  بسيرة  الرسول  صلى  الله  عليه  وسلم  في  تأسيس  مجتمع  سلمي  متماسك  في  المدينة  المنورة،  حيث  جمع  بين  المسلمين  والمختلفين  في  العقائد  في  وثيقة  تاريخية  تُعرف  بـ"وثيقة  المدينة"  التي  أصبحت  نموذجاً  للتعايش  السلمي  في  العديد  من  العصور.

 

يُشكلُ "مولد نبى السلام"

 فرصة  للتذكير  بأن  السلام  ليس  مجردَ  كلمةٍ  جميلةٍ  أو  مفهومٍ  مجرداً،  بل  هو  نظامٌ  كاملٌ  للحياة  يحكمُ  جميع  علاقات  الإنسان  مع  نفسه،  ومع  ربه،  ومع  من  حوله.  ففي  هذه  الذكرى  النبيلة  نتذكرُ  بأن  السلام  يبدأ  من  النفس  وينطلق  إلى  العالم  الخارجي،  ويُعبر  عن  روح  العدل  والإحسان  والتسامح  والرحمة.

 

وإن  لم  نُسلّم  بأن  السلام  هو  المفتاح  الحقيقي  للحياة  السعيدة  فلا  يمكن  أن  نجني  ثمار  العدالة  والرخاء  والتقدم.  إن  "مولد نبى السلام"  يُذكّرنا  بأن  الصراع  والعنف  لا  يولد  إلا  الدمار  والخراب،  وبأن  الحوار  والوئام  هما  سبيل  التطور  والازدهار.

 

**الرسولُ الكريم  نموذجٌ  للسلام:**

 

لقد  جسد  رسول  الله  صلى  الله  عليه  وسلم  معنى  السلام  في  سيرته  المباركة،  وذلك  من  خلال  تصرفاته  وأفعاله  وعلاقاته  مع  أتباعه  والمختلفين  في  العقائد  معه.  فقد  كانت  سيرته  معطّرة  بروح  التسامح  والتنازل  عن  الحق  والتعاون  مع  الأخرين،  وقد  لمست  هذه  السيرة  قلوب  العديد  من  أهل  مكة  الذين  كانوا  يشهدون  لأخلاقه  الكريمة  وسلوكه  العظيم.

 

وقد  كان  الرسول  صلى  الله  عليه  وسلم  حريصاً  على  نشر  السلام  في  كل  مناسبة،  فقد  كان  يُساعد  المظلومين  ويُحمي  الضعفاء  ويُفضّل  الصلح  على  الحرب  دائماً.  وقد  أشار  إلى  أهمية  السلام  في  عدة  أحاديث  شريفة  مثل  قوله  صلى  الله  عليه  وسلم: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"  وقوله  صلى  الله  عليه  وسلم: "أَفْشُوا السَّلامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصَلُّوا باللَّيْل وَالنَّاسُ نِيامٌ، تَدخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلامٍ". 

 

**"وثيقة  المدينة"  :  نموذج  للتعايش  السلمي:**

 

تُعدُّ  "وثيقة  المدينة"  من  أهم  المُسْتَندات  التي  تجسّدُ  دعوة  الرسول  صلى  الله  عليه  وسلم  إلى  التعايش  السلمي  بين  المختلفين.  فبعد  هجرة  الرسول  الكريم  صلى  الله  عليه  وسلم  إلى  المدينة  المنورة،  أدرك  أهمية  تأسيس  مجتمع  متماسك  يُعزّز  الوئام  بين  المسلمين  والمختلفين  في  العقائد. 

 

وقد  أسّس  الرسول  صلى  الله  عليه  وسلم  مع  ساكني  المدينة  من  المسلمين  والمشركين  والمجتمعات  الأخرى  "وثيقة  المدينة"  التي  ضمنت  حقوق  جميع  الطرفين  ودعت  إلى  التعاون  والتماسك  في  بناء  مجتمع  سلمي  متكامل. 

 

وقد  احتوت  "وثيقة  المدينة"  على  بنود  أساسية  تُلخّص  فلسفة  التعايش  السلمي  وتُسلط  الضوء  على  معاني  العدل  والتسامح  والتعاون:

 

* **حقوق  المواطنة:**  أقرّت  الوثيقة  حقوق  المواطنة  لجميع  ساكني  المدينة  مهما  اختلفوا  في  عقائدهم،  وأكدت  على  أن  كلّ  منهم  يُمثّل  جزءًا  لا  يتجزّأ  من  نسيج  المجتمع.

* **حرية  العقيدة:**  أكدت  الوثيقة  على  حرية  العقيدة  والتعبير  عن  الرأي  لجميع  ساكني  المدينة،  وحرية  ممارسة  الشعائر  الدينية  في  أمان  وإحترام.

* **العدل  والتعاون:**  دعت  الوثيقة  إلى  العدل  في  التعامل  بين  جميع  الأفراد  وتطبيق  القوانين  بإنصاف  على  كلّ  منهم.

* **التماسك  والتعاون:**  حثّت  الوثيقة  على  التعاون  بين  جميع  ساكني  المدينة  في  مواجهة  التحديات  والتحالف  ضد  أعداء  المجتمع.

 

**"مولد نبى السلام"  :  دعمٌ  للفهم  المُشترك  بين  الديانات:**

 

في  عصرنا  الحالي،  نُواجهُ  موجات  من  الكراهية  والتطرف  والتفرقة،  وتُشكل  هذه  الظاهرة  تهديداً  خطيراً  على  العديد  من  مجتمعات  العالم. 

 

وتُعد  "مولد نبى السلام"  فرصة  لتذكير  جميع  أبناء  البشرية  بأهمية  التسامح  والحوار  والتعاون  في  بناء  عالمٍ  أفضل  وتُسلط  الضوء  على  فلسفة  التعايش  السلمي  التي  جاء  بها  الرسول  الكريم  صلى  الله  عليه  وسلم. 

 

وتُعدُّ  "وثيقة  المدينة"  نموذجاً  تاريخياً  يُثبت  قدرة  الإنسانية  على  بناء  مجتمع  سلمي  والمُسْتَفاد  منها  أنّ  الاختلاف  لا  يُشكل  حائلاً  في  الطريق  للتعايش  السلمي  بل  هو  فرصة  للتعارف  والتواصل  وبناء  علاقات  ودّية  قوية  بين  الأفراد  والمجتمعات  التي  تُشارك  في  بناء  مجتمع  سلمي  واحد.

 

**ختاماً:**

 

إن  "مولد نبى السلام"  هو  دعوةٌ  عالميةٌ  للجميع  للإسلام  إلى  السلام  والتسامح  والتعايش  السلمي،  ليُذكّرنا  بأنّ  السلام  هو  ال سبيل  الحقيقي  لبناء  مجتمعات  أفضل  وأن  الحوار  والتعاون  هما  الأساس  لتحقيق  العدالة  والتقدم  والمودة  بين  جميع  أبناء  البشرية.

 

ففي  هذه  الذكرى  النبيلة  نتجدّد  مع  رسالة  السلام  التي  جاء  بهذا  النبي  الكريم،  ونستلهم  من  سيرته  المباركة  والتعاليم  النبيلة  التي  شكلت  إرثاً  للإنسانية  تُوجّهُ  مسيرتها  في  بناء  عالمٍ  سلميٍ  ينعم  بالعدل  والتقدم  والتعاون.

author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent