## "أوبك": تحرك العالم نحو "عصر الكهرباء" - تحليل أم خيال علمي؟
تُثير مسألة تحول العالم نحو "عصر الكهرباء"
نقاشًا حادًا بين الخبراء والمتابعين لشؤون الطاقة. فبينما تتوقع وكالة الطاقة
الدولية (IEA) أن يشهد العالم قريبًا تحولًا جذريًا نحو اعتماد الطاقة الكهربائية بشكل
رئيسي، تُعبر منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) عن تحفظها على هذا التحليل،
مُعتبرةً إياه تحليلًا غير واقعي وغير مُلائم للواقع.
## "أوبك": تحرك العالم نحو "عصر الكهرباء" - تحليل أم خيال علمي؟ |
تُشير "أوبك" في مقال نشرته مؤخرًا عبر موقعها الإلكتروني إلى أن العالم يستهلك كميات أكبر من النفط والفحم والغاز والكهرباء مقارنةً بأي وقت مضى، مُشددةً على أن بلوغ مستقبل طاقة عادل ومستدام يتطلب تبني نهج شامل يُشمل جميع مصادر الطاقة والتقنيات.
وتعتمد "أوبك" في تحليلها على واقع أسواق الوقود الحالي
حيث
يشكل الفحم والنفط والغاز حوالي 80% من مزيج الطاقة العالمي. تُجادل المنظمة أيضًا
بأن تقليل تاريخ الطاقة إلى سلسلة من الأحداث المختلفة مع مصادر الطاقة التي تخوض
معركة المنافسة والاستبدال، يتجاهل حقيقة أن مصادر الطاقة موجودة في علاقة متبادلة
الاعتماد.
وتركز "أوبك" على فكرة أن "عصر
الكهرباء" الذي تتوقعه IEA يواجه تحديات كبيرة،
ومن أبرزها:
- * **الطلب الهائل على المعادن الحيوية:** يتطلب التوسع الشامل في استخدام الكهرباء زيادة هائلة في الطلب على المعادن الحيوية، مثل الليثيوم والكوبالت والنيكل، التي تُستخدم في تصنيع البطاريات.
- * **توسع غير مسبوق في سعة الشبكة:** يتطلب هذا النمو في الطلب على الكهرباء توسعًا غير مسبوق في سعة شبكات الطاقة الكهربائية، لضمان إمكانية توصيل الكهرباء إلى جميع المناطق.
- * **الاعتماد المتواصل على الوقود الأحفوري:** تُشير "أوبك" إلى أن العديد من قطاعات الطاقة، بما في ذلك قطاع التعدين المعدني، تعتمد على الوقود الأحفوري، مثل الديزل، لتشغيل المركبات والمعدات.
- * **مُتطلبات صناعة المواد:** تُستخدم العديد من منتجات البترول في صناعة المواد الأساسية للشبكة الكهربائية، مثل المواد العازلة للكابلات وزيوت المحولات.
وتُؤكد "أوبك" على أن IEA
قد قامت بمراجعة توقعاتها في تقرير آفاق الاقتصاد العالمي 2024،
مع زيادة حصة الفحم والنفط والغاز في مزيج الطاقة في عام 2030 إلى 75%، مما يجعل
تلك التوقعات أكثر انسجامًا مع تقييم "أوبك".
- وعلى الرغم من أن IEA قد أشرت في تقارير أخرى
- إلى استمرار اعتماد العالم على الوقود الأحفوري في السنوات القادمة
- إلا أن المنظمة تُشدد على أن الاعتماد على مصدر طاقة واحد
- مثل الكهرباء، قد يكون غير واقعي وغير عملي
- وأن الوصول إلى مستقبل طاقة مستدام يتطلب نهجًا
- متكاملًا يُشمل جميع مصادر الطاقة.
وتستند "أوبك" في تحليلها إلى النقاط
التالية:
- * **الطلب المتزايد على النفط والغاز:** تُشير "أوبك" إلى أن الطلب على النفط تجاوز ذروته السابقة في عام 2019، مما يُشير إلى استمرار أهمية النفط في مزيج الطاقة العالمي.
- * **النمو في استخدام الفحم:** تُشير "أوبك" إلى أن الطلب العالمي على الفحم قد سجل رقمًا قياسيًا جديدًا في عام 2023، مما يُشير إلى استمرار أهمية الفحم في مزيج الطاقة، على الأقل في المدى المتوسط.
- * **أهمية أمن الطاقة:** تُشدد "أوبك" على أهمية أمن الطاقة، مُعتبرةً أن الاعتماد على مصدر طاقة واحد قد يُعرض العالم لخطر نقص الطاقة أو ارتفاع أسعارها.
وتُجادل "أوبك" بأن IEA يجب أن تُركز على فهم الطلب على الطاقة بشكل دقيق بدلاً من
التركيز على التحول نحو مصدر طاقة واحد. تُشير المنظمة إلى أن IEA تُشجع
المستثمرين على التوقف عن الاستثمار في مشاريع النفط والغاز الجديدة، وهو ما
يُعتبر غير واقعي في ضوء الاحتياجات العالمية للطاقة.
وتُؤكد "أوبك" على أن IEA تُغفل احتياجات الملايين من الأشخاص الذين يفتقرون إلى القدرة
على الوصول إلى الكهرباء، حيث لا يزال 685 مليون شخص مُحرومًا من الوصول إلى
الكهرباء و2.1 مليار شخص ما زالوا يعتمدون على الوقود غير الآمن للطهي.
وختامًا
تُؤكد "أوبك" على ضرورة تبني
نهج شامل ومتوازن لضمان مستقبل طاقة مستدام وعادل. يُشمل هذا النهج التوسع في استخدام جميع مصادر الطاقة، مع
التركيز على تطوير تقنيات الطاقة النظيفة، والاستثمار في البنية التحتية للطاقة، وتحسين كفاءة استهلاك الطاقة.
وتُحذر "أوبك" من أن التركيز على مصدر
طاقة واحد، مثل الكهرباء، قد يُؤدي إلى تقليل الاهتمام بالمصادر الأخرى، مما قد
يُؤثر سلبًا على أمن الطاقة والتنميةالاقتصادية.
وإلى جانب "أوبك"، هناك العديد من خبراء الطاقة الذين يُشاطرونها الرأي حول أهمية تنوع مصادر الطاقة، والتحذير من الاعتماد على مصدر طاقة واحد. يُعتبر هذا التحليل مُهمًا في ظل التغيرات التي يشهدها العالم في مجال الطاقة، والتحديات التي تُواجهها الدول في تحقيق أهدافها المتعلقة بتغير المناخ والتنمية المستدامة.