## سرقة كنز ديني ثمين من متحف فرنسي: تفاصيل عملية سطو مدبرة بعناية
شهد متحف
للفنون المقدسة في مدينة باريه لو مونيال الفرنسية، الواقعة في منطقة أوت-مارن،
عملية سطو جريئة ومدبرة بعناية، أسفرت عن سرقة كنز ديني ثمين يُقدّر بملايين
اليورو.
## سرقة كنز ديني ثمين من متحف فرنسي: تفاصيل عملية سطو مدبرة بعناية |
وقع هذا
الحدث في وضح النهار، مما أثار صدمة واسعة في صفوف السكان المحليين والمسؤولين الفرنسيين،
وأعاد إلى الواجهة مخاطر سرقة القطع الأثرية والتحف الفنية النادرة.
اهمية القطعة
تُعتبر القطعة الرئيسية التي استهدفها اللصوص، وهي عمل فني يُعرف باسم "فيا فيتايه" (Via Vitae)، تحفة فنية تعود إلى عام 1904، من صنع الصائغ الفرنسي الشهير جوزيف شوميه. يُصوّر هذا العمل الفني، المصنف كنزًا وطنيًا فرنسيًا من قبل وزارة الثقافة.
- مشاهد من حياة المسيح،
- وهو مُنفّذ بدقة عالية من الذهب والعاج والزمرد
- مما يضفي عليه قيمة تاريخية وفنية استثنائية.
- تتراوح تقديرات قيمة العمل الفني بين 5 و 7 ملايين يورو
- ما يعادل ما بين 5.20 و 7.28 مليون دولار أمريكي.
السرقة لم تكن عشوائية
لم تكن
عملية السرقة عشوائية أو ارتجالية، بل خطط لها اللصوص بعناية ودقة، حيث استخدموا
تكتيكات احترافية تُشير إلى خبرتهم في هذا المجال. وصل اللصوص إلى المتحف، المعروف باسم متحف
ييرون، على متن دراجات نارية، في منتصف النهار تقريبًا. كان عدد اللصوص أربعة، حيث دخل ثلاثة منهم إلى
المتحف مرتدين خوذات واقية، بينما بقي الرابع يراقب من الخارج ويُوفّر لهم الدعم
والغطاء.
- استخدم اللصوص أسلحة نارية لإرهاب الحراس والزوار
- الذين كان عددهم يُقارب العشرين زائرًا بالإضافة إلى الموظفين
- والذين تعرضوا لحالة من الصدمة النفسية نتيجة هذا الحدث المفاجئ والعنيف.
- نجح اللصوص في السيطرة على الوضع بسرعة وهدوء
- مما سمح لهم بتنفيذ خطتهم دون مواجهة مقاومة جدية.
فكرة اللصوص
بعد إرهابهم
للزوار والحراس، توجه اللصوص مباشرةً نحو "فيا فيتايه"، مستخدمين مناشير
كهربائية لقطع الواجهات المدرعة التي كانت تحمي العمل الفني الضخم الذي يبلغ
ارتفاعه حوالي ثلاثة أمتار. لم يكتفوا
بقطع الواجهات فقط، بل قاموا بقطع جزء من قاعدة العمل الرخامية، مما يُشير إلى
مستوى عالٍ من التخطيط والاحترافية في تنفيذ العملية.
- لم يقتصر الأمر على سرقة "فيا فيتايه" فحسب
- بل سرق اللصوص أيضًا مجموعة من التماثيل المصغرة
- المصنوعة من الذهب والعاج، بالإضافة إلى زخارف من الزمرد
- كانت تُزين العمل الفني الرئيسي.
- هذا يُشير إلى أن اللصوص كانوا على دراية تامة
- بقيمة هذه القطع الأثرية ومكان تواجدها داخل
المتحف.
بعد السرقة
بعد انتهاء
عملية السرقة، فرّ اللصوص بسرعة بواسطة دراجاتهم النارية، تاركين وراءهم مشهدًا من
الفوضى والدمار. ولزيادة تعقيد مهمة
الشرطة في ملاحقتهم، قام اللصوص برش مسامير على الطريق، مما أدى إلى إعاقة حركة
مركبتين للشرطة كانتا تحاولان ملاحقتهم. هذه
الحركة الذكية تُشير إلى أن عملية السرقة كانت مخططًا لها بعناية فائقة.
- أثارت هذه العملية غضبًا واستنكارًا واسعًا في فرنسا
- وخاصة في مدينة باريه لو مونيال،
- حيث يُعتبر هذا المتحف من المعالم الثقافية المهمة.
- وصف رئيس بلدية المدينة جان مارك نسميه هذا الحدث
- بأنه "خسارة كبيرة لباريه لو مونيال وللإرث الوطني الفرنسي"
- مُعبرًا عن أسفه الشديد لما حدث.
تحقيق السلطات الفرنسية
أطلقت
السلطات الفرنسية تحقيقًا مكثفًا للكشف عن هوية اللصوص وتحديد مكان القطع المسروقة. أُخذت عينات من بصمات الأصابع وآثار الحمض
النووي من موقع الجريمة، كما تمّت مراجعة تسجيلات كاميرات المراقبة للتحقيق في
تفاصيل العملية. تُشير التحقيقات الأولية
إلى أن عملية السرقة كانت مدبرة بشكل احترافي، وأن اللصوص قد يكون لديهم معلومات
مسبقة عن المتحف وأمنه.
- يُذكر أن هذه ليست الحادثة الأولى من نوعها في فرنسا
- حيث شهدت البلاد في الآونة الأخيرة العديد من عمليات سرقة
- وعبث بالقطع الأثرية والتحف الفنية.
- ففي مايو الماضي، تعرضت لوحة "أصل العالم" لغوستاف كوربيه
- المعروضة في مركز بومبيدو بميتز
- إلى طلاء أحمر، في حادثة أثارت جدلًا واسعًا حول دوافع مرتكبيها.
- كما شهد
المركز نفسه سرقة لوحة فنية أخرى مؤخرًا.
تُطرح هذه
الحوادث تساؤلات حول مستوى أمن المتاحف الفرنسية، وحماية القطع الأثرية من عمليات
السرقة والتخريب. تُظهر هذه الأحداث
الحاجة إلى تعزيز إجراءات الأمن في المتاحف، وتوفير التمويل الكافي لتحديث أنظمة
الأمن وتدريب الكوادر الأمنية.
الختام
تُعدّ سرقة
كنز "فيا فيتايه" ضربة قاسية للتراث الفرنسي، وستكون عملية استعادة هذه
التحفة الفنية ذات قيمة تاريخية وفنية عالية من أهم أولويات السلطات الفرنسية. سيتطلب هذا الأمر تعاونًا دوليًا وتنسيقًا بين
أجهزة الأمن المختلفة للقبض على اللصوص واستعادة القطع المسروقة. إنّ حماية التراث الثقافي يُعتبر مسؤولية
جماعية، تتطلب تضافر الجهود من قبل الحكومات والمؤسسات والجمهور لحماية هذه الكنوز
من أي تهديدات محتملة. ولا بد من استخلاص
الدروس من هذا الحادث الأليم، والعمل على منع تكرار مثل هذه الجرائم في المستقبل.