## ذكرى رحيل حسناء الشاشة: مريم فخر الدين.. خمس لغات وأيقونة من زمن الفن الجميل
يصادف اليوم، الثالث من نوفمبر، ذكرى رحيلأيقونة من أيقونات السينما المصرية، تلك التي لُقبّت بحسناء الشاشة، الفنانة الراحلة مريم فخر الدين، التي رحلت عن عالمنا في عام 2014، تاركةً خلفها تراثًا فنيًا غنيًا، حفر اسمها في تاريخ السينما المصرية بأحرف من نور.
## ذكرى رحيل حسناء الشاشة: مريم فخر الدين.. خمس لغات وأيقونة من زمن الفن الجميل |
كانت مريم فخر الدين مثالاً رائعًا للجمال
والذكاء والطموح. وقد دخلت عالم الفن صدفة، عندما ذهبت للتصوير في استديو شهير في
القاهرة، وكان عمرها 18 عامًا فقط. أعجب المصور عبده نصر بجمالها ورشحها للتمثيل
في أول أفلامها "ليلة غرام" عام 1951.
ولدت مريم محمد فخر الدين
في الثامن من يناير
عام 1933 في مدينة الفيوم، لأب مصري وأم مجرية. وقد ورثت عن والدتها جمالاً
فاتنًا، وعن والدها الذكاء والطموح. ولم تتوقف مريم عن التميز، فقد أتقنت خمس لغات:
الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، الإيطالية والمجرية، مما يُظهر عبقرية هذه
الفنانة التي لم تتوقف عند جمالها، بل أضافت إليه ثقافة واسعة وعقلًا حادًا.
ليلة غرام" عام 1951.
وبعد هذا الفيلم، بدأت مريم رحلةً فنيةً طويلةً
حافلةً بالإنجازات، أثبتت من خلالها حضورها القوي في السينما المصرية. فكانت مريم
فخر الدين صاحبة الرقم القياسي في عدد البطولات، حيث قامت ببطولة عدد كبير من
الأفلام لم تحققه نجمة أخرى على امتداد تاريخ السينما المصرية. ولم تقتصر رحلتها
على التمثيل فقط، بل انخرطت أيضًا في الإنتاج، مقدمةً أفلامًا حملت بصمتها الخاصة.
- لقد أطلقت عليها الألقاب المختلفة
- مثل: ملاك السينما، الأميرة إنجي، الحمامة الوديعة
- برنسيسة الأحلام، وحسناء الشاشة،
- لجمالها الآسر وملامحها الهادئة التي سحرت قلوب المشاهدين
- فأصبحت أيقونةً من أيقونات زمن
الفن الجميل.
في فترة الخمسينيات والستينيات
غلب على أدوار
مريم فخر الدين الطابع الرومانسي الحالم، الذي جسدته ببراعة، وأضافت إليه لمسةً
خاصةً من رقيها ونعومتها. ومن أشهر أفلامها في هذه الفترة: "رد قلبي"، "الأيدي
الناعمة"، "حكاية حب"، و"ملاك وشيطان".
- مع قدوم السبعينيات، تنوعت أدوار مريم فخر الدين بشكل كبير
- لتصبح أكثر نضجًا وقوةً، فقدمّت أفلامًا تناولت قضايا اجتماعية
- مثل: "يا تحب يا تقب"، "قشر البندق"، و"النوم في العسل".
- في عام 1952، تزوجت مريم فخر الدين من المخرج الكبير محمود ذو الفقار
- الذي أطلق عليها
لقب "إنجي"، ليشكلّ الزوجان ثنائيًا فنيًا مميزًا على الشاشة.
وتبقى مريم فخر الدين رمزًا من رموز جمال
السينما المصرية، فهي لم تكن مجرد وجه جميل، بل
ممثلةً موهوبةً سحرت الجماهير بأدائها الرقيق، وابتسامتها الساحرة. لقد تركت مريم فخر الدين إرثًا فنيًا ثريًا،
وذكراها ما زالت حاضرة في أذهان محبيها،
وذلك بفضل سحرها وجمالها وشخصيتها
الاستثنائية التي حفرت اسمها في تاريخ السينما المصرية.
- ولكن مريم فخر الدين لم تكتفي بدور الفنانة على الشاشة
- بل كانت أيضًا شخصيةً محبوبةً في الحياة
- فقد كانت مُعروفةً ببساطتها وكرم ضيافتها، وتواضعها مع الجميع.
- لقد كانت مريم فخر الدين رمزًا للأناقة والرقي
- ومثالًا رائعًا للمرأة المصرية
القوية والجميلة والعاقلة.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن مريم فخر الدين كانت
شخصيةً ملهمةً للكثير من الفنانات الشابات، فقد أثبتت أن المرأة العربية قادرة على
الوصول إلى النجومية والنجاح في المجالات المختلفة، وأن الجمال
والذكاء لا يتعارضان.
الختام
وبينما نحتفل بذكرى رحيل حسناء الشاشة، نستذكر أعمالها الفنية، ونستلهم منها القوة والجمال، والتواضع والرقي، فمريم فخر الدين ستبقى رمزًا من رموز الفن والجمال في مصر
والعالم العربي.