## دهشة وانزعاج في الكونغرس حيال رغبة ترمب في احتلال غزة: قراءة في تداعيات المقترح المثير للجدل
أثار مقترح الرئيس
الأميركي السابق، دونالد ترمب، بشأن إمكانية استيلاء الولايات المتحدة على قطاع
غزة، موجة من ردود الفعل المتباينة على الصعيدين الداخلي والخارجي.
## دهشة وانزعاج في الكونغرس حيال رغبة ترمب في احتلال غزة: قراءة في تداعيات المقترح المثير للجدل |
فبينما تجد هذه الفكرة صدى
محدودًا لدى بعض الأوساط اليمينية في الولايات المتحدة، أثارت قلقًا وانزعاجًا
واسع النطاق في الكونغرس، وتنديدًا قاطعًا في العالم العربي، لما تحمله من تداعيات
خطيرة على مستقبل القضية الفلسطينية والاستقرار الإقليمي.
**الكونغرس بين الصدمة والترقب قراءة في مواقف الديمقراطيين والجمهوريين**
فور انتشار تصريحات
ترمب التي أدلى بها خلال مؤتمر صحافي جمعه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو، انقسمت الآراء في أروقة الكونغرس بين مؤيدين قلة ومستنكرين كثر.
* **الديمقراطيون استياء وغضب واستنكار قاطع**
عبّر الديمقراطيون عن
استيائهم الشديد وغضبهم العارم حيال مقترح ترمب، واصفين إياه بأوصاف قاسية تعكس
مدى رفضهم لهذه الفكرة. فقد وصف السناتور الديمقراطي البارز تيم كين، عضو لجنة
العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، مقترح ترمب بأنه "مختل" و"مجنون"،
محذرًا من أن إرسال قوات أميركية إلى المنطقة يمثل "مغناطيسًا للمتاعب".
وأضاف: "لا أعرف من أين جاء هذا، لكن يمكنني أن أقول لكم... إن ذلك لن يحظى
بالكثير من تعبيرات الدعم من الديمقراطيين أو الجمهوريين هنا".
- بدوره، أبدى السناتور الديمقراطي كريس كونز
- عضو لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس الأميركي
- صدمة شديدة لدى سماعه تصريحات ترمب
- وعجز عن إيجاد الكلمات المناسبة للتعبير عما يمكن قوله
- مكتفيًا بالقول: "يمكنكم أن تقولوا إنني مذهول"
- واصفًا خطة ترمب بالقول:
"هذا جنون".
أما النائبة الأميركية
من أصل فلسطيني، رشيدة طليب، فقد كانت أكثر صراحة، واصفة اقتراح ترمب بأنه "تطهير
عرقي" و"هراء متطرف".
* **الجمهوريون بين التحفظ والتأييد المشروط**
لم يكن موقف الجمهوريين
موحدًا حيال مقترح ترمب، إذ تراوح بين التحفظ والانتقاد المشروط والتأييد المحدود.
فقد وصف السناتور
الجمهوري ليندسي غراهام، المعروف بقربه من ترمب، المقترح بأنه "إشكالي".
وفي حين لم يعارض غراهام فكرة تهجير سكان القطاع إلى دول أخرى في المنطقة وفق ما
اقترح الرئيس الأميركي، وقال إنه "سيظل منفتحًا على المقترح"، فإنه
استبعد أن يوافق الأميركيون على إرسال جنود أميركيين للسيطرة على قطاع غزة. وأضاف:
"سنرى ما سيقوله العالم العربي، لكن كما تعلمون، سيكون ذلك مشكلة على العديد
والعديد من المستويات".
- من جهته، أشار السيناتور الجمهوري توم تيليس
- إلى "خلل" في هذا المقترح، موضحًا: "من الواضح أن هذا لن يحدث.
- لا أعرف تحت أي ظرف قد يكون منطقيًا حتى بالنسبة لإسرائيل.
- الآن، إذا كانت إسرائيل تطلب من الولايات المتحدة
- أن تأتي وتقدم بعض المساعدة لضمان عدم تمكن حماس
- من فعل ما فعلته مرة أخرى، فأنا موافق. لكن تولينا للسلطة
- يبدو وكأنه أمر مبالغ فيه بعض الشيء".
في المقابل، أعرب بعض
المشرعين الجمهوريين في الكونغرس عن دعمهم لتصريحات ترمب، ومن بينهم النائبان
نانسي ماس وريتشارد هدسون.
**ردود الفعل العربية رفض قاطع وتأكيد على الحقوق الفلسطينية**
أثار مقترح ترمب ردود
فعل غاضبة في العالم العربي، حيث نددت الحكومات والمنظمات والشخصيات البارزة بهذه
الفكرة، مؤكدة على رفضها القاطع لأي محاولة لتقويض الحقوق الفلسطينية أو المساس
بمستقبل القضية الفلسطينية.
* **المملكة العربية السعودية لا علاقات مع إسرائيل دون دولة فلسطينية**
أصدرت وزارة الخارجيةالسعودية بيانًا أكدت فيه موقف المملكة الثابت من قيام الدولة الفلسطينية، وقالت إن المملكة لن تقيم علاقات مع إسرائيل من دون إقامة دولة فلسطينية، مؤكدة أن موقف المملكة في هذا الصدد ثابت لا يتزعزع
- و"ليس محل تفاوض أو مزايدات".
- كما جددت الخارجية السعودية موقف المملكة
- الرافض للاستيطان وضم الأراضي وتهجير
الفلسطينيين.
* **مصر والأردن رفض قاطع لتهجير الفلسطينيين**
أعربت مصر والأردن عن
رفضهما بشأن تصريحات ترمب المتكررة حول تهجير الفلسطينيين من سكان قطاع غزة
للبلدين.
* **رسالة عربية مشتركة إلى وزير الخارجية الأميركي**
أرسل خمسة وزراء خارجية
عرب إضافة إلى حسين الشيخ مستشار الرئيس الفلسطيني "رسالة مشتركة" إلى
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، جددوا فيها رفضهم لخطط تهجير الفلسطينيين من
غزة.
* **حماس خطة ترمب "وصفة لتوليد الفوضى والتوتر"**
وصفت حركة حماس اقتراح
ترمب بأنه "وصفة لتوليد الفوضى والتوتر"، مضيفة: "شعبنا في قطاع
غزة لن يسمح لهذه الخطط بالمرور".
**تحليل وتداعيات قراءة في خلفيات المقترح وأبعاده المستقبلية**
يثير مقترح ترمب بشأن
إمكانية استيلاء الولايات المتحدة على قطاع غزة العديد من التساؤلات حول خلفيات هذا المقترح وأبعاده المستقبلية. فهل يعكس هذا المقترح رؤية استراتيجية لدى ترمب
تجاه المنطقة، أم أنه مجرد بالون اختبار يهدف إلى جس نبض الأطراف المعنية وتقييم
ردود فعلها؟
- بغض النظر عن دوافع ترمب
- فإن هذا المقترح يحمل في طياته تداعيات خطيرة
- على مستقبل القضية الفلسطينية والاستقرار الإقليمي.
- فمن شأن تطبيق هذه الفكرة أن يقوض آمال الفلسطينيين
- في إقامة دولتهم المستقلة، وأن يؤجج الصراعات والتوترات
- في المنطقة، وأن يعزز التطرف والإرهاب.
كما أن هذا المقترح
يتجاهل الحقائق التاريخية والقانونية والسياسية المتعلقة بقطاع غزة، ويتناقض مع
قرارات الشرعية الدولية التي تؤكد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة
دولته المستقلة على أرضه.
بالإضافة إلى ذلك، فإن
هذا المقترح يتجاهل الواقع الديموغرافي لقطاع غزة، الذي يقطنه أكثر من مليوني
فلسطيني، ولا يمكن إخضاعهم بالقوة أو تهجيرهم قسرًا.
**خلاصة مقترح ترمب يهدد الاستقرار الإقليمي ويقوض آمال السلام**
يمكن القول
إن مقترح ترمب بشأن إمكانية استيلاء الولايات المتحدة على قطاع غزة يمثل خطوة
خطيرة تهدد الاستقرار الإقليمي وتقوض آمال السلام. فمن شأن تطبيق هذه الفكرة أن
يؤدي إلى مزيد من العنف والصراعات والتوترات في المنطقة، وأن يعزز التطرف
والإرهاب، وأن يقضي على أي فرصة لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم بين
الفلسطينيين والإسرائيليين.
الختام
لذا، من الضروري أن
تتكاتف جهود المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة، من أجل رفض هذا المقترح
والعمل على إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يضمن حقوق الشعب الفلسطيني في
تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على أرضه، ويعزز الأمن والاستقرار في المنطقة.